رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رموز مصر يُجمّلون الصحراوى

يتابع سكان محافظة الجيزة وزوارها من مرتادى مدينة 6 أكتوبر والمدن المجاورة، كمدينة حدائق أكتوبر ومنطقة حدائق الأهرام ومحيط ميدان الرماية والمنطقة بين بوابات الطريق الصحراوى وحتى المتحف المصرى الكبير- يتابعون جميعًا وبسعادة بالغة حركة غير عادية يتم خلالها تجميل وتشجير وإدخال نظم إضاءة رائعة الجمال، مشروع يستهدف صناعة هوية بصرية متميزة تتسق مع المكان والحدث الكبير المنتظر، وأعنى به افتتاح المتحف المصرى الكبير. 
وبين كل هذه الجهود التجميلية شدت انتباهى تلك البورتريهات التى تخلّد عددًا كبيرًا من رموز مصر ونجومها فى مجالات متعددة بين الفن والأدب والسياسة وحتى الرياضة. نجوم توفاهم الله وغيرهم ممن لا يزالون يعطرون حياتنا بإبداعاتهم. تقرأ فى هذا المشروع- الذى قد يراه البعض عملًا بسيطًا- عظمة كبيرة تليق بدولة الحضارة وشعبها العريق. ورغم الجهد الكبير المبذول من التنفيذيين فى محافظة الجيزة، إلا أننى لم أرصد حتى اليوم أحدًا من الزملاء الكتّاب قد رصد هذا المشروع بما يستحقه من تشجيع للقائمين عليه أو أشاد به، الأمر الذى دفعنى للتنويه عنه فى هذا المقال على أمل أن تنتبه له القنوات الإعلامية وتمنح القائمين عليه- فكرة وتنفيذًا وإشرافًا- حقهم من الإشادة والتقدير.
رسائل كثيرة قرأتها فى تلك اللوحات أولاها هى أن مصر لا تنسى من منحوها من وقتهم أو جهدهم وأنها تحتفى برموزها بكل السبل المتاحة، الرسالة الثانية تتضح من خلال دلالة المكان الذى يضم أبرز القطع الأثرية، فإذا بهذه اللوحات التذكارية تقول إن مصر لا تزال ماضية فى طريقها نحو صناعة المجد على كل الأصعدة وفى كل المجالات، وأن جينات المواطن المصرى اليوم ممتدة منذ أجداده القدماء، والدليل هو هذه الرموز الوطنية الإبداعية التى تم اختيارها ببراعة وتنفيذها بعبقرية.
ورغم شدة سعادتى بهذا المنجز الحضارى إلا أننى أتمنى من المسئولين عن تنفيذه فى محافظة الجيزة أن يهتموا بتحسين حالة الإضاءة على تلك اللوحات لتتم مشاهدتها ليلًا بنفس جمال الرؤية النهارية. كما أرجو أن يضاف إلى الرموز المحتفى بهم آخرون غيرهم من أصحاب العطاء فى المجالات كافة، وأن يتم تكثيف النسخ التى تحتفى بالنجوم الذين نالوا شهرة عالمية بما يتناسب مع طبيعة زوار المكان من السائحين العرب والأجانب، كالفنان الراحل عمر الشريف ونجم الكرة العالمى محمد صلاح والجراح الشهير مجدى يعقوب والعالم الراحل أحمد زويل وغيرهم.   
لقد صار محيط المتحف المصرى الكبير والمداخل المؤدية إليه لوحة جمالية يفخر بها كل مصرى محب لهذا الوطن، من حيث مساحة المسطحات الخضراء وأعمال «اللاند سكيب»، فضلًا عن ما تم إنجازه من تجميل للأسوار، وكذلك وسائل الإنارة وتطوير الأرصفة التى تمت أو لا تزال تحت التنفيذ على جانبى الطريق. كما أرجو أن يكون ضمن المخطط أعمال دهان واجهات المبانى المحيطة بالمنطقة.  
جهود مضنية يبذلها رجال محافظة الجيزة من المعنيين بالأمر، وكلى يقين أنهم يدركون أهمية وقيمة ما يفعلون. ورغم اتساع المساحة وتعدد مداخلها إلا أن سيمفونية جميلة من الأداء الجاد والراقى يتم عزفها وآتت ثمارها بمناظر خلابة تسر الناظرين. كما أحيى مَن اختار فكرة استخدام النخيل المثمر وبكثافة فى عملية التجميل وعدم الاكتفاء بنباتات الزينة غير المثمرة.
لا يفوتنى أن أشيد بتواجد قيادات محافظة الجيزة وعلى رأسهم محافظها المهندس عادل النجار وسط العمال القائمين على التنفيذ متفقدًا ومحفزًا وموجهًا لهم، وتلك رسالة لا شك أنها وصلت للعاملين تنبههم إلى أهمية المشروع وتحفزهم لمزيد من الإتقان وسرعة الأداء. كلى ثقة أن سكان وزوار تلك المنطقة وبسلوكهم الراقى وحفاظهم على لمسة الجمال التى أُنجزت سيمثلون امتدادًا لأجدادهم العظماء الذين بنوا الهرم قديمًا، وها هم الأحفاد يواصلون اليوم عزف سيمفونية الجمال والعظمة والحضارة.