بعد اغتيال السنوار.. الاعتراف المتبادل.. نهاية الصراع مع إسرائيل
خلال الفترة الأخيرة، صعدت إسرائيل من مواقفها فى عدة ملفات كما لم تصعد من قبل، واستهدفت فتح أكثر من جبهة للحرب فى غزة وبيروت وطهران ودمشق فى وقت واحد. وتبنت إسرائيل تنفيذ العديد من الاغتيالات لقيادات حركة حماس وحزب الله تحديدًا.. كجزء من استراتيجيتها العسكرية.
المعلوم أن إسرائيل.. استهدفت تقويض قدرة حماس وحزب الله على تنفيذ أى عمليات عسكرية ضدها.. وهو ما يزيد من أهمية السؤال عن مستقبل عملية السلام فى المنطقة.. بناء على كل الخلفيات السابقة.
الجانب الآخر لسلسلة الاغتيالات التى قامت بها إسرائيل هو المزيد من تحفيز مشاعر الانتقام والاحتقان للفلسطينيين واللبنانيين، والنتيجة المنطقية تعقيد كل جهود تحقيق السلام لأقصى درجة ممكنة والمزيد من أعمال العنف المتصاعدة. فالاغتيالات تمثل تصعيدًا للأزمة لا رجعة عنه، لأنها تمثل استهدافًا لقيادات ورموز لدى حركة حماس وحزب الله بغض النظر عن اختلافنا مع توجهاتهم وأجندتهم التى ما زلت أرى أنها أضرتهم أكثر بكثير فى الدفاع عن قضيتهم المفترض أنها وطنية أولًا وأخيرًا.
سلسلة الاغتيالات التى قامت بها إسرائيل.. سيكون لها تأثر سلبى على محادثات السلام، وستكون أحد الأسباب الرئيسية فى تراجع المبادرات التى بدأتها بعض دول المنطقة فى طريق التطبيع مع إسرائيل. وربما يدفع هذا التصعيد بعض أطراف المنطقة إلى إعادة التفكير فى خياراتها واستراتيجياتها، ما يؤدى إلى فتح قنوات جديدة للحوار. كما أن هناك دورًا آخر منتظرًا للقوى الدولية الفاعلة فى معالجة صراعات المنطقة.. من خلال الدفع إلى العودة للمفاوضات ووقف التصعير وأعمال العنف والاغتيالات والتوقف تمامًا عن استخدام جماعات ضغط مختلفة داخل فلسطين ولبنان تحديدًا لوقف تفاقم الصراعات المحتملة التصعيد.
من الممكن أن تقوم الأطراف المختلفة بتبنى منهجًا جديدًا لتحقيق السلام من خلال العودة للحوار والاعتراف المتبادل بشرعية وجود كل طرف دون إقصاء. وذلك من خلال الوصول إلى تسوية سياسية شاملة بين جميع الأطراف المعنية، بما فى ذلك حماس وحزب الله فى عملية السلام. وتبنى بعض المبادرات التنموية بالتركيز على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية فى المناطق المتأثرة بالصراع ما قد يقلل من التوترات. وفى نفس الوقت تعزيز الضغط الدولى على كل الأطراف لتجنب التصعيد والعودة إلى المفاوضات.
نقطة ومن أول الصبر..
يعتمد مستقبل السلام فى المنطقة بعد سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية على قدرة الأطراف المعنية فى المنطقة على تجاوز الميراث التاريخى السلبى والبحث عن حلول سلمية. التصعيد المتبادل لن يؤدى إلا إلى مزيد من العنف والدمار، بينما الحوار والاعتراف المتبادل بحقوق كل طرف.. قد يفتحان طرقًا جديدة للسلام والاستقرار.