كسر الصمت.. شهادات لبنانية تكشف أكاذيب إسرائيل عن استهداف حزب الله
كشفت شهادات اللبنانيين عن أكاذيب إسرائيل، والتي تدعي دائمًا أنها تقصف المعاقل العسكرية لحزب الله فقط، ولكن على أرض الواقع استهدفت إسرائيل الجميع في لبنان، بهدف ترهيب الشعب وإجباره على النزوح، من خلال قصف عشوائي للمدن المكتظة بالسكان والنازحين، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
قصص من تحت الأنقاض في لبنان
وبحسب الصحيفة، فإن يوم 29 سبتمبر شهد مأساة، حيث قصفت إسرائيل مبنى سكنيًا مكونًا من 7 طوابق بحجة استهداف أحد القيادات العسكرية لحزب الله في عين الدلب جنوبي لبنان، ولكن يبدو أن الهدف كان مدنيًا ولا علاقة له بأنشطة حزب الله العسكرية.
وتابعت أن القصف أسفر عن استشهاد أكثر من 45 لبنانيًا وإصابة أكثر من 70 آخرين، كانت واحدة من أكثر الضربات دموية في الصراع بين إسرائيل وحزب الله.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه استهدف وقتل مسلحين، حددهم على أنهم "قائد مجمع حزب الله في صيدا إلى جانب العديد من العملاء الآخرين"، ووصف المبنى بأنه مقر.
وقال أعضاء حزب الله المطلعون على الوضع إن الرجل الذي كان يعيش في المبنى السكني في عين الدلب كان رئيس اللجنة اللوجستية للجماعة في مدينة صيدا الجنوبية، وهو دور ينطوي على مسئوليات مدنية وأمنية، وقالوا إن رتبته وضعته في المستويات المنخفضة والمتوسطة من الجماعة، وليس له علاقة بالنشاط العسكري.
وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة لمحمود بدر الدين وغيره من الناجين من الضربة، كان المبنى هو المكان الذي لجأوا إليه من القتال في الجنوب، أقرب إلى الحدود مع إسرائيل، حيث كانت القوات الإسرائيلية تشن حملة جوية شرسة ضد حزب الله.
وقال بدر الدين، 56 عامًا، إنه وصل مع عائلته قبل أيام من الضربة الإسرائيلية. وقال إنه كان يحتسي القهوة خلف المبنى عندما امتلأ الهواء في لحظة بالغبار والزجاج والشظايا المعدنية. ثم هز انفجار آخر المبنى، مما أدى إلى سقوطه في الحديقة والوادي أدناه.
وقال بدر الدين بعد يومين من سرير المستشفى: "كانت الأشجار تهتز وتسقط"، كانت قدمه اليمنى متضررة بشدة من الشظايا، لدرجة أن الأطباء قاموا ببترها، وقال إن زوجته أنصار جابر وحفيده وأقارب آخرين استشهدوا.
وأوضحت الصحيفة أنه في ظل محاولة إسرائيل القضاء على قيادات حزب الله العسكرية لا تبذل ما يكفي من الجهد لتقليل الخسائر بين المدنيين، فآخر ما يتم أخذه في الاعتبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي هي الخسائر المدنية الناجمة عن عدوانها الوحشي.
وتابعت أن هذه العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة أسفرت عن استشهاد قرابة 43 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين، وفي لبنان استشهد قرابة 2400 لبناني وإصابة الآلاف، ولا يزال عمال الإنقاذ في لبنان ينتشلون الجثث من تحت الأنقاض، مستخدمين الحفارات والمطارق الهيدروليكية لكسر الخرسانة المسلحة أثناء بحثهم عن أطفال مفقودين.
وأضافت أن تحت الأنقاض في لبنان لم يتم العثور على ترسانة أسلحة حزب الله، ولكن أثاث منزل وبقايا حياة وحقائب سيدات ولعب أطفال.