رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بين النكسة والنصر.. عندما تولى طه حسين رئاسة مجمع اللغة العربية

د. طه حسين
د. طه حسين

وقع الملك فؤاد مرسومًا عام 1933 بتأسيس وإنشاء مجمع اللغة العربية في القاهرة؛ ومن بين رؤساء مجمع اللغة العربية المتعاقبين كان الدكتور طه حسين الذى تولى رئاسته خلال فترة كانت هي الأكثر تعقيدًا في مجتمعنا (1963 - 1973) حيث نكسة 1967 ثم حرب الاستنزاف وحتي نصر أكتوبر المجيد عام 1973.

تولى رئاسة المجمع بعد كل من محمد توفيق رفعت (1934 - 1944)، وأحمد لطفي السيد (1945 -1963).

علاقة طه حسين بالمجمع اللغوى تعود لأربعينيات القرن الماضي

عُين الدكتور طه حسين عضوًا عاملًا بمجمع اللغة العربية منذ سنة 1940م، وانتخب نائبًا لرئيس المجمع سنة 1960م، وهو أول من شغل هذا المنصب. ثم انتخب رئيسًا للمجمع سنة 1963م خلفًا للأستاذ أحمد لطفي السيد، وظل في هذا المنصب إلى أن لاقى ربه في سنة 1973م. 

وأسهم إساهمًا فعالًا في النهوض بالمجمع، فاشترك في كثير من لجانه مثل: لجنة المعجم الكبير، واختير مشرفًا عليها عدة سنوات عند إنشائها، لجنة اللهجات، لجنة الأدب، لجنة الأصول، لجنة الجغرافيا والتاريخ، لجنة الألفاظ والأساليب، لجنة نشر التراث القديم. 

ولم يقتصر عمله على اللجان العلمية، بل شارك في النواحي الإدارية، فكان عضوًا في اللجنة الإدارية، ولجنة الخزانة، ولجنة تنظيم أعمال المؤتمر.

جهود طه حسين رئيس مجمع اللغة العربية

عرض عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين العديد من المقترحات خلال رئاسته المجمع؛ منها تيسير الكتابة على الجمهور، وإنشاء جائزة لمن يقدم أحسن مشروع في تيسير الكتابة، أن يكون انتخاب الرئيس من أعمال المؤتمر، عمل معجما لألفاظ الطب التي استعملها علماء العرب قديمًا، كابن سينا والرازي، إنشاء مطبعة خاصة بالمجمع، دعا المجمع إلى مؤتمر عالمي كبير لدراسة مشاكل اللغة، ورأى أن ينتهز المجمع فرصة انعقاد مؤتمر المستشرقين في إسطنبول، ودعاه إلى عقد مؤتمر له في القاهرة. 

ومن بين جهود عميد الأدب العربي د. طه حسين أثناء رئاسته لمجمع اللغة العربية ضم مطبعة دار الكتب المصرية والقسم الأدبي بها، وقسم إحياء التراث القديم بالإدارة العامة للثقافة بوزارة التربية والتعليم إلى مجمع اللغة العربية. 

واختير الدكتور طه حسين لتمثيل المجمع في عدة مؤتمرات، مثل مؤتمر اللغويين السادس بباريس، وكذلك مؤتمر المستشرقين الحادي والعشرون الذي عقد بباريس. 

وفي كتابه "بحوث وباحثون"، كتب الدكتور إبراهيم مدكور، في الجزء الثاني، ست مقالات إضافية عن طه حسين، نذكرها هنا لأهميتها وكشفها عن جوانب من سيرته العلمية والحياتية، هي: طه حسين مكافحًا، طه حسين الرائد، في ذكرى طه حسين، طه حسين المجمعي، مع طه حسين، طه حسين ومشكلة النحو.