وليد فواز: «برغم القانون» امتلك كل مقومات النجاح.. وعشت شخصية «ياسر» بكل متناقضاتها
- قال إن «المتحدة» أشعرت كل فنان فى مصر بأن هناك كيانًا كبيرًا يدعمهم
- تجاربى فى الحياة منحتنى القدرة على تجسيد شخصياتى ببراعة
- التصوير فى بورسعيد تجربة فريدة.. والمدينة أسرتنى بجمالها
- شخصيتى فى «جودر 2» مختلفة تمامًا عن الجزء الأول
يُقاس نجاح أى ممثل بمدى قدرته على تبديل الأقنعة وتغيير الجلد وإقناع المتفرج بأنه يشاهد شخصًا مختلفًا تمامًا مع كل شكل وثوب يرتديه، وهذا هو سر نجاح النجم الكبير وليد فواز الذى حقق بصمة ممتازة فى كل أعماله التى شارك فيها طوال مسيرته، وآخرها مسلسل برغم القانون الذى حقق نجاحًا مبهرًا خلال عرضه الحالى.
نجاحات وليد فواز تدعو للتأمل، فهو رغم أنه لا يؤدى أدوار البطولة المطلقة، فإن لديه قدرة على إثبات بطولته الخاصة رغم صغر حجم دوره، فيقدم أداء مبهرًا يخطف انتباه المشاهد ويترك لديه أثرًا كبيرًا، وهى سمة تحققت فى كل أعمال وليد فواز.
وحقق النجم الكبير نجاحًا مبهرًا، كعادته، فى مسلسله الجديد «برغم القانون»، ما دفع «الدستور» لاستضافته فى ندوة للحديث عن الخلطة السحرية التى صنعها لتحقيق هذا النجاح.
■ فى البداية.. كيف استقبلت ردود الأفعال على «برغم القانون»؟
- أشكر الله على النجاح الذى تحقق فى هذه المرحلة المبكرة، والذى تجلى فى ردود الأفعال الإيجابية، هو نجاح تم بفضل الله وتوفيقه وحده. ففى العادة يستغرق الأمر وقتًا أطول حتى يتفاعل الجمهور مع الشخصية التى أؤديها، أى بعد الحلقة السادسة أو حتى العاشرة، لكننى مع «برغم القانون» بدأت أحصد ثمار النجاح من بعد الحلقة الأولى، وهذا الأمر أسعدنى كثيرًا.
■ تواصل تجسيد الشخصيات الشريرة وآخرها «ياسر» فى «برغم القانون».. ألم تتخوف من ترسيخ هذه الصورة الانطباعية لدى جمهورك؟
- كنت أخشى أن أسجن فى الشخصيات النمطية، خاصة بعد تجسيدى الشخصية الشريرة فى أعمال سابقة، والفنان الحقيقى يسعى دائمًا للتجديد والتنوع، ولا يقتصر على قالب واحد، وكنت حريصًا على أن أقدم شخصية مختلفة تمامًا فى هذا العمل، وأنا لا أؤمن بوجود شخصيات خالصة الشر أو الخير، فكل إنسان يحمل فى داخله جوانب متعددة.
الظروف والمواقف هى التى تكشف عن هذه الجوانب وتدفعنا إلى التصرف بطرق قد تفاجئنا أحيانًا، وكنت أخشى أن يُحكم علىّ بشكل مسبق بسبب أدوارى السابقة، وألا أُعطى الفرصة لإظهار جوانب أخرى من شخصيتى الفنية.
لكن المختلف فى شخصية «ياسر» هى صفة البخل التى لم أجسدها من قبل، وقد أحببت العمل لعدة أسباب، من بينها الإخراج المتميز والإنتاج الجيد، بالإضافة إلى التحدى الذى مثله هذا الدور بالنسبة لى، فالتنوع فى الأدوار هو ما يثرى مسيرتى الفنية، وأنا دائمًا أسعى لتقديم شخصيات مختلفة ومتجددة.
■ رغم أن الشخصية شريرة لكنك جذبت تعاطف الجمهور.. كيف صنعت ذلك؟
- أتعامل مع كل شخصية أقدمها على أنها إنسان حى ملىء بالتعقيدات، فكل فرد فى هذا العالم يحمل فى داخله خليطًا من الصفات الحسنة والسيئة، الخير والشر، وأنا، كفنان، أسعى إلى استكشاف هذه الجوانب المتناقضة، سواء كانت فى شخصية «ياسر» أو «عبدالغنى» أو أى شخصية أخرى جسدتها، فكل شخصية هى رحلة اكتشاف جديدة لى، وأنا أستوحيها من تجاربى الحياتية ومن الأشخاص الذين قابلتهم فى حياتى.
فلا يمكن للممثل أن يؤدى دورًا بشكل مقنع إلا إذا كان قد مر بتجارب حياتية تشبه تجارب الشخصية التى يجسدها، فالمعاناة والألم يمثلان الإبداع، وهما اللذان يمنحان الممثل القدرة على إيصال المشاعر بصدق وعمق.
وأنا أرى أن تجاربى الشخصية أسهمت بشكل كبير فى تحقيق قدرتى على تقديم أدوار متنوعة ومؤثرة، والشخصيات المركبة هى التى تشكل تحديًا حقيقيًا للممثل.
■ «ياسر» هو زوج الشخصية التى تجسدها الفنانة رحاب الجمل.. كيف كانت طبيعة التعاون بينكما؟
- كان لى شرف التعاون مع فريق عمل متميز فى «برغم القانون»، وقد حرص المخرج المبدع شادى عبدالسلام على تكوين فريق عمل متماسك من خلال عقد اجتماعات عديدة معنا، وأسهم هذا التعاون المثمر فى تحقيق النجاح للمسلسل، خاصة أننى بنيت علاقة صداقة قوية مع زملائى فى العمل، على رأسهم النجمة رحاب الجمل، التى أعمل معها للمرة الأولى، وسعدت كثيرًا بالعمل مع كل الزملاء فى المسلسل.
■ هل تلجأ لطقوس أو أدوات معينة لإتقان الشخصيات التى تقدمها؟
- نحن نتأثر بمن سبقونا، ونستفيد من خبراتهم، وتعلمنا من الفنان الراحل نور الشريف الكثير، خاصة الملاحظة والتدوين، لكننى أعتمد على ذاكرتى الفوتوغرافية، حيث أحفظ التفاصيل الدقيقة للأشخاص الذين أقابلهم، وأستخدم هذه التفاصيل فى بناء شخصياتى الفنية. فكل لقاء هو فرصة لإضافة لمسة جديدة إلى صندوق أدواتى الفنية، ومع هذا فأنا أدون ملاحظات على الشخصيات التى ألتقيها وأشعر بأنها رمادية، أى يصعب الإمساك بخصائصها النفسية، وقد أعود لهذه الشخصيات بعد عشر سنوات من لقائى بها.
فأنا أشبّه نفسى بصندوق ملىء بالحكايات والشخصيات الإنسانية، أفتحه لأستلهم منه ما أحتاجه لأداء أدوارى.
■ اختيار بورسعيد للتصوير كان موفقًا.. كيف رأيت هذه التجربة؟
- كانت تجربة التصوير فى بورسعيد فريدة، فقد أسرتنى المدينة بجمالها وسحرها، وسررت جدًا أن أشارك الجمهور جمال هذه المدينة وأهلها الطيبين، وأن أؤكد حبهم للفن والثقافة، لقد استمتعت بكل لحظة قضيتها فى بورسعيد، فوجدت فيها كرم الضيافة وحب الفن، وشعب بورسعيد يستحق كل التقدير على حفاوة استقباله لنا، وعلى دعمه الفن والفنانين، وأنا سعيد لأننى أسهمت فى التعريف بجمال هذه المدينة وأهلها، فهى مدينة مُحبة للغرباء.
■ ما رأيك فى نمط الأعمال التى تناقش قضايا خاصة بـ«الأحوال الشخصية» مثل «تحت الوصاية» و«برغم القانون»؟
- الشركة المتحدة، من خلال اختيارها قضايا تهم المجتمع المصرى، تلعب دورًا حيويًا فى تشكيل الوعى، وتسهم فى طرح قضايا مهمة للنقاش والحوار، وهذا الوعى العميق بالواقع الاجتماعى يجعل من أعمالها علامة فارقة فى المشهد الثقافى.
■ هل أثر المسرح على أدائك؟
- المسرح هو الذى ضبط أدائى فى التمثيل، فقد علمنى كيف أسيطر على أدواتى التعبيرية، وكيف أكتشف قدراتى الكامنة، وزودنى بالأدوات اللازمة لتطوير أدائى، وجعلنى أدرك أهمية الانضباط والتدريب المستمرين، هو الذى «قلم أظافرى» فنيًا، وهو بمثابة «الجيم»؛ لذا أنا مدين له فى نجاحى الحالى.
■ ما تفاصيل شخصيتك فى الجزء الثانى من مسلسل «جودر»؟
- سأقدم فى الجزء الثانى من مسلسل «جودر» شخصية مختلفة تمامًا عما قدمتها فى الجزء الأول، وهى شخصية تحمل فى طياتها الكثير من المفاجآت، والشر فيها سيتوارى قليلًا، وأنا واثق من أن الجزء الثانى سيتفوق على الأول بفضل الإمكانات الإنتاجية الضخمة التى توفرها الشركة المتحدة، والتى ستجعل العمل منافسًا للأعمال العالمية، فلم تبخل الشركة المتحدة بأى جهد ودعم، سواء ماديًا أو لوجستيًا.
■ شخصية «ياسر» متنوعة.. هل احتجت لإدخال تعديلات عليها؟
- فهم الشخصية يتطلب من الممثل أن يكون باحثًا، وأن يتساءل باستمرار عن دوافع وأفعال الشخصية، والبحث عن إجابات، وهذا يمنح الشخصية عمقًا وواقعية، ويسمح للممثل بتقديم أداء مقنع ومؤثر، والحوار بين الممثل والمخرج والكاتب جوهرى فى عملية البناء الفنى للشخصية. فمن خلال طرح الأسئلة والتساؤلات، يستطيع الممثل أن يكتشف جوانب جديدة للشخصية، وأن يقدم رؤية شخصية ومبتكرة.
وقد جسّدت شخصية البخيل من خلال شخص يجد مبررات لأفعاله، شخص عاش تجارب قاسية دفعته إلى حماية نفسه وأسرته، ومن ثم اتخذ قرارات ربما تبدو بخيلة للبعض، لكنها منطقية من وجهة نظره.