رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الأدب العالمى..

"قرار موجز" قصة غسان كنفانى عن فيلسوف المقاومة

غسان كنفانى
غسان كنفانى

“قرار موجز” هى واحدة من القصص البليغة والموجزة للكاتب الفلسطينى غسان كنفاني والتى كتبها فى دمشق عام 1957 وكان وقتها لم يتخط العقدين إلا بعام واحد، مما يدلل على أن “كنفانى ” منذ نعومة أظافره وهو يكتب  دعمًا للقضية الفلسطينية.

واستمر على نفس النهج حتى اغتاله العدو الصهيونى فى بيروت عام 1972 بسبب كتاباته وبسبب نصرته لقضية وطنه الذى هُجّر منه قسرا وهو مازال طفلا لم يبلغ الثانية عشر من عمره في عام النكبة 1948 . 
 

العنوان  “قرار موجز ”

العنوان هو العتبة الأولى للنص، ومن عنوان هذه القصة نفهم أن “كنفانى” أراد أن يرسل لنا رسالة محددة وموجزة عبر سطور قليلة تتمثل فى قصة تشبه طلقة الرصاص الصائبة. 

جاء العنوان من كلمتين ليس فيه اطناب كما جاءت الأحداث مكثفة وموجزة. 


تقاصيل القصة 
يحكى غسان كنفانى عن شاب فلسطينى سماه لنا عبد الجبار وفى الاسم دلالة على القوة. 

ربما يكون عبد الجبار الطفل هو نفسه غسان كنفانى الذى كان فى الصغر أما عبد الجبار الشاب  فكان هو غسان كنفانى الذى كان يريده كنفانى لنفسه وقت كتابة القصة،  دون أن يعرف أن نهايته ونهاية بطله ستكون واحدة. 

يحكى غسان كنفانى عن عبد الجبار حين كان طفلا فيلسوفا فى كل أسبوع يشغل نفسه ومن حوله بفكرة فلسفية غريبة منها على سبيل المثال لماذا يلبس الانسان الحذاء فى قدمه ويلبس القبعة فوق رأسه وليس العكس. 

واستمر عبد الجبار، على هذا المنوال حتى كبر فقال مادام الإنسان أجبر على الحياة فعليه أن يختار نهايته بيده كان هذا قرارا موجزا اتخذه عبد الجبار وأصر عليه لذا   توجه إلى المقاومين فطلب منهم بارودة فسخروا منه، فقال له  أحدهم أتظن نفسك فى فسحة صيفية؟ عليك أن تأتى ببارودة كى تقاتل بها.

فأصدر عبد الجبار الفيلسوف  قرارا موجزا جديدا قال فيه:  ليس المهم أن يموت الإنسان حتى يحقق فكرته النبيلة بل يجب أن يجد لنفسه فكرة نبيلة يموت من أجلها.

وبين الجثث وجد بارودة بجوار شهيد فأصدر قرارا موجزا، حيث قال وهو يأخذ البارودة: لا حاجة للميت بالبارودة. 

انضم عبد الجبار إلى الثوار فسموه بالفيلسوف وفى احدى المرات خرج دون سلاحة فقبض عليه جنود العدو فاوسعوه ضربا فأصدر قرارا موجزا جديدا وقال لا يضرب إلا الخائف.

 قال له الظابط ستذهب معنا إلى معسكر الثوار وستخبرهم أن معك بعض المجاهدين الجدد هذا وإلا سنقتلك كما تقتل الكلاب الضالة.  

 

النهاية 

تحت وقع التهديد توجه معهم إلى معسكر الثوار ولما وصل إلى رفاقه قال لهم: لقد أتيت إليكم بخمسين جنديا فاقتلوهم فأطلق العدو عليه الرصاص فأصدر آخر قرار موجز له حيث قال وهو بين قتلى العدو:  ليس المهم أن يموت أحدنا المهم ان تستمروا.