اقتصاديون: مصر نجحت فى تنمية سيناء وإحداث نهضة عمرانية غير مسبوقة بأرض الفيروز
كشف اقتصاديون عن أن الحكومة المصرية وضعت خططًا طموحة لتنمية سيناء، سواء من الناحية الاقتصادية أو العمرانية بدأت بتطوير البنية التحتية الأساسية من طرق، جسور، وموانئ لتسهيل الوصول إلى المناطق النائية، وربط سيناء بباقي محافظات مصر، وركزت على تلك القطعة الاستراتيجية من أرض مصر.
من جانبه، قال الدكتور كريم عادل مدير مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية إن مشروع أنفاق قناة السويس الذي افتتح في 2019 كان من أبرز المشاريع التي سهلت حركة النقل والتجارة بين سيناء والدلتا، مثل أنفاق الإسماعيلية وبورسعيد، التى أسهمت بشكل كبير في تقليص زمن العبور وتسهيل انتقال الأفراد والبضائع.
وأضاف أنه تم إطلاق مشاريع الإسكان لبناء مدن جديدة ومجتمعات عمرانية، مثل مدينة الإسماعيلية الجديدة ومدينة رفح الجديدة. هذه المدن تهدف إلى استيعاب عدد أكبر من السكان، وتخفيف الضغط على المدن الرئيسية في مصر، وأيضًا تشجيع المواطنين على الانتقال والاستقرار في سيناء. بذلك، تسعى الحكومة إلى تحقيق هدف مزدوج: زيادة الكثافة السكانية في سيناء، وتحفيز التنمية الاقتصادية من خلال توطين المزيد من السكان وتقديم فرص العمل.
فيما أكد الدكتور حامد جميل عضو مجلس إدارة شركة سيناء للمنجنيز إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال أن هناك أيضًا تركيزا كبيرا على التنمية الاقتصادية من خلال الاستثمار في الزراعة والصناعة، حيث تشهد سيناء مشروعات لاستصلاح الأراضي الزراعية وتوفير مصادر مياه جديدة، سواء من خلال محطات تحلية مياه البحر أو بناء سدود لحفظ المياه الجوفية والهدف هو تحويل سيناء إلى منطقة زراعية منتجة تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي لمصر.
وأضاف أنه تم إطلاق عدة مشاريع صناعية لاستغلال الموارد الطبيعية في سيناء، مثل الثروات المعدنية كالرخام والرمل الزجاجي المصانع التي تم بناؤها في المنطقة تهدف إلى تحويل هذه الموارد إلى منتجات جاهزة للتصدير، ما يسهم في تحسين الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة للسكان
وقال سامح سعد رئيس شركة مصر للسياحة السابق إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال إن السياحة تعد واحدة من أهم القطاعات التي يمكن أن تسهم في تنمية سيناء، خاصة في مناطقها الجنوبية مثل شرم الشيخ ودهب. هذه المناطق تتمتع بشهرة عالمية بفضل شواطئها الساحرة والشعاب المرجانية. من أجل تعزيز السياحة، قامت الحكومة بتطوير المطارات وتحسين البنية التحتية السياحية، ما جعل سيناء وجهة مفضلة للسياح من جميع أنحاء العالم.
وأوضح أنه إذا استمرت خطط التنمية كما هو مخطط لها، يمكن أن تحقق سيناء قفزة نوعية في العقد القادم. التنمية العمرانية المتوازنة التي تجمع بين البناء، الزراعة، الصناعة، والسياحة ستجعل سيناء منطقة اقتصادية متكاملة. هذا سيسهم في زيادة مساهمة سيناء في الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص العمل، وتحسين مستوى المعيشة للسكان.
وأكد أنه تعد التنمية العمرانية في سيناء خطوة ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر بالرغم من التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة، فإن الجهود المبذولة لتحسين البنية التحتية، تعزيز الأمن، وتطوير الاقتصاد قد بدأت تؤتي ثمارها تبقى سيناء منطقة مفتوحة على العديد من الفرص، وإذا استمرت الحكومة والمجتمع المحلي في العمل سويًا لتحقيق هذا الهدف، يمكن لسيناء أن تتحول إلى جنة تنموية على أرض مصر، تمثل نموذجًا يحتذى به في تنمية المناطق النائية وتحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي.