داخل المتحف المصرى الكبير.. مصر تطوّع التكنولوجيا فى خلق "تجربة فريدة"
تقنيات حديثة وكأنك في عالم آخر، ظهر بها المتحف المصري الكبير الذي اعتمد على الواقع الافتراضي في تقديم تجربة فريدة ومتطورة تعرض التاريخ والتراث المصري ممزوجًا بالتكنولوجيا الحديثة، عبر القاعات المتعددة التي يضمها المتحف والمساحة الواسعة التي بُني عليها.
المتحف يعتمد في محددات التشغيل على أنه لي مكان أعرض الآثار فقط، ولكنه يأخذك في تجربة متطورة لعرض نشأة الحضارة المصرية بشكل تفاعلي، ما يجعل الزوار أكثر حماسًا في التفاعل، لا سيما أن هناك تقنيات تحاكي الأطفال أيضًا؛ بهدف توعيتهم ومعرفتهم بالتاريخ المصري القديم بطريقة تناسبهم.
افتتاح تجريبي
ومن المقرر أن يفتح المتحف المصري الكبير أبوابه، أمام الجمهور، اليوم الأربعاء، لبدء التشغيل التجريبي لأجزاء جديدة بالمتحف، تشمل 12 قاعة عرض رئيسية للمرة الأولى، بإجمالي قطع أثرية تبلغ 24 ألف قطعة.
تضم قاعات المتحف المصري الكبير، القطع الأثرية لعصر ما قبل الأسرات إلى العصر اليوناني الروماني، طبقًا لسيناريو عرض متحفي على أعلى مستوى، ويروي ثلاثة موضوعات رئيسية عن الحضارة المصرية القديمة.
بعد هذا الافتتاح، يستطيع الزائر أن يتجول داخل عرض أثرى تاريخى لفترات عصور ما قبل التاريخ، وعصور ما قبل الأسرات، وعصر بداية الأسرات والدولة القديمة والوسطى والحديثة واليوناني الروماني والعصر المتأخر، وحتى عصر الانتقال الثالث.
ويعتمد المتحف الكبير على استخدام تقنيات مثل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) لتعزيز تجربة الزوار وجعل الرحلة عبر تاريخ مصر أكثر تفاعلية، فكيف استخدم المتحف تلك التقنيات؟
محاكاة الواقع الافتراضي VR
في البداية، يضم المتحف المصري الكبير قاعة محاكاة الواقع الافتراضي، بهدف الحديث عن التاريخ المصري وتطور عمليات الدفن لدى المصري القديم حتى الوصول إلى بناء الأهرامات وأبرز المنحوتات التي تم إنشاؤها خلال تلك الفترة من تاريخ مصر المهم.
من تقنيات الـVR التي يستخدمها المتحف المصري الكبير أيضًا محاكاة لنهر النيل يظهر فيها الملك خوفو على حافة النهر المعبود حابي والمراكب الخاصة به، ومحاكاة أخرى لمقبرة مراكب الملك خوفو التي تضم الأخشاب الخاصة به.
الذكاء الاصطناعي
أمام التكنولوجيا المتطورة التي خرج بها المتحف المصري الكبير للعالم، لم يختف استخدام الذكاء الاصطناعي، إذ تعاونت شركة ميتا مع المتحف لاستخدام تقنية "فلاتر" موقع "الإنستجرام"، بالاعتماد على تكنولوجيا عالية مثل الذكاء الاصطناعي.
تهدف تلك الشراكة إلى استخدام تقنية الإنستجرام من أجل دعم وتعزيز التخيل لدى الزوار؛ ما يسهم في التسويق للسياحة المصرية، سواء الثقافة أو الأثرية، ليس فقط في المتحف المصري الكبير ولكن في متحف الحضارات أيضًا.
تسهم تلك التكنولجيا في عرض القطع الأثرية المصرية على الطبيعة وبالألوان الأصلية، وهي تقنية تستخدم في المتاحف العالمية، لعرض الأثار التاريخية على صورتها في الماضي وكما هي.
الواقع المعزز AR
كما استخدم المتحف المصري الكبير تقنية الواقع المعزز AR، التي تظهر المعلومات التاريخية بشكل رقمي مدمج مع الواقع، وتعد من أفضل الوسائل المستخدمة في التطبيقات الرقمية للمتاحف عالميًا.
وتثري تقنية الواقع المعزز المحتوى التراثي وتجعله أكثر سلاسة في عرضه، ويستخدمها المتحف المصري الكبير في عرض بردية يويا التي يبلغ طولها 20 مترا وتعد أطول بردية معروضة في مصر.
تقنية الهولوجرام
كما تُعرض كنوز الملك توت عنخ آمون أمام الزائرين في المتحف المصري الكبير عبر تقنية الهولوجرام، داخل قاعتين على مساحة 7 آلاف متر مربع، وهي إحدى الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تستخدمها المتاحف حول العالم.
وتظهر مئات من القطع الأثرية الخاصة بتوت عنخ أمون عبر الهولوجرام، من بينها القناع الذهبي الشهير للملك، وهناك قطع أخرى لم يتم عرضها من قبل على الجمهور، توضح كيف كان يعيش بها توت عنخ آمون.
يذكر أن المصري الكبير هو من أكبر متاحف العالم، ويُقام المتحف على مساحة تُقدر بـ117 فدانًا، وبه 100 ألف قطعة أثرية ليكون بذلك من أكبر متاحف الشرق الأوسط والعالم، كما يتميز موقعه بقربه من منطقة الأهرام والعاصمة المصرية القاهرة.
وهناك أيضًا أكثر من 12 غرفة عرض تبلغ مساحتها الإجمالية 484.000 قدم مربع، بجانب ذلك هناك مساحة ضخمة مخصصة لعرض آثار الملك توت عن أمون بموجب 5000 قطعة أثرية.