22 عامًا على افتتاحها.. هذه قصة إنشاء مكتبة الإسكندرية
22 عاما مرت على افتتاح مكتبة الإسكندرية، بعد أن تعرضت للعديد من الحرائق ودمرت تمامًا في عام 48 ق.م، وفي عام 2002 تم إعادة بنائها تحت اسم "مكتبة الإسكندرية الجديدة"، لتصبح قبلة العلماء ومنارة العلم والفكر والثقافة بأوسع معانيها في العصر القديم.
وخلال السطور التالية؛ يستعرض "الدستور" قصة إنشاء مكتبة الإسكندرية..
إنشاء مكتبة الإسكندرية
أنشئت مكتبة الإسكندرية في عهد بطليموس الأول (323 - 309 ق.م) نصير العلوم والفنون، والذي يعزى الفضل إليه وإلى بطليموس الثاني (309 - 246 ق.م) في بذر بذور النهضة العلمية بالإسكندرية، إذ استعانا بالعلماء اليونان في بناء مدينة الإسكندرية بمبانيها الفاخرة ومنارتها العظيمة، ومتحف جامعتها الذي كان معهدا للبحث العلمي.
وفي تقرير نشر بمجلة "إبداع" بعدد رقم 4 الصادر بتاريخ 1 أبريل 2002، ذكر أن بطليموس الأول (سوتر) هو الذي أمر بتأسيس المكتبة وتنظمها على نفقته، ثم أكمل البناء خلفه بطليموس الثاني، فكلاهما مؤسسين لمكتبة الإسكندرية، ويشارك معهم أيضا ديمتريوس الفاليري الذي يعزى إليه الفضل في جمع نواة هذه المكتبة وهو في بلاد اليونان.
ويشهد جورج سارتون شيخ مؤرخي العلم في العصر الحديث أن مكتبة الإسكندرية لم تكن فقط أكبر وأشهر المكتبات في العالم القديم، بل أفخمها أيضا؛ فقد حظيت هذه المكتبة بمكانة علمية عالمية لما كانت تحويه من كنوز الكتب التي جمعها بطليموس الأول والثاني من جميع الأمصار، وقيل أنه كان بها من 500 إلى 700 ألف مجلد عندما أتى عليها الحريق أول مرة عام 47 ق.م، حيث ثارت الإسكندرية على قيصر، وكان إحراق هذه المكتبة خسارة علمية وأدبية لم يصب العالم بمثلها.
مقتنيات مكتبة الإسكندرية
تضم مكتبة الإسكندرية مقتنيات مهمة؛ ومنها نسخة طبق الأصل للخريطة المجمعة التي قام بنشرها المجمع العلمي العراقي 1951م، لخرائط كتاب "صورة الأرض" للشريف الإدريسي، ونسخة طبق الأصل لخريطة طبوغرافية مخطوطة للخليج العربي وبلاد ما بين النهرين تعود إلى القرن السابع عشر.
وتضم المكتبة أيضًا أكثر من 7 آلاف خريطة تغطي جميع أنحاء العالم مع التركيز بشكل خاص على الإسكندرية، ومصر، والدول العربية، والدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن أنواع مختلفة من الخرائط مثل تفريد المدن، خرائط العالم، الخرائط الطبوغرافية، الخرائط الجيولوجية، الخرائط الكنتورية، خرائط الطرق وخطوط المواصلات، الخرائط الموضوعية، خرائط الملاحة البحرية والجوية، الصور الجوية والفضائية، كما تتضمن أكثر من 500 أطلسًا وعددًا من الكرات الأرضية.