يسرى عبدالله: "هالة البدرى تستجلى كافة إمكانات البيئة المحلية"
استهل الناقد الدكتور يسري عبدالله، حديثه عن رواية الهامسون، للكاتبة هالة البدري، خلال مناقشتها في منتدى المستقبل للفكر والإبداع، معلقا: "تنطلق هالة البدري في اعمالها السردية من منظور إبداعي يخلق جدلا بين سردية المقولات الكبرى، وإطلاق الخيال لطاقات التجريب الفني، هكذا رأينا في معظم نصوصها تقريبا.
يسري عبد الله: هالة البدري تستجلي كافة امكانات البيئة المحلية
وتابع “عبد الله” في حديثه عن رواية الهامسون: “لمسناه في رواياتها امراة ما،، ليس الآن، منتهى.. نساء في بيتي.. مدن السور، وغيرها، وهنا في الهامسون وهو اسم فاعل من همس يهمس فهو هامس.. تبدو ثنائية الهامسين والمهموس إليهن. عبر تتبع الحكي بمساراته الروائية المتعددة لمحنة/ عجيبة نساء أربع( هنية، وعفاف، ودميانة، وكاميليا)، اللواتي يظهر وشم ليس كالوشم المعتاد على أجسادهن، يظهر، ثم يختفي، ثم يعاود الظهور من جديد، منحوت ومدقوق وليس بمدقوق، ساطع وجلي، يشير إلى أسماء اولى لشخصيات نتعرف فيما بعد في اللحظة ذاتها التي يتعرف فيها السارد الرئيسي على اللغز، تتواتر على الاذرع والكفين ومناطق متناثرة في الجسد أسماء ابراهيم.. وسليمان.. وسعد".
وأضاف: "يصبح فك الشفرة معتمدا على تكنيك الرؤية المصاحبة، فاللحظة التي يتعرف فيها خالد باحث الدكتوراه، وقمر الزمان حبيبته على دلالات الاسماء والرموز هي اللحظة ذاتها التي يتعرف فيها القراء انفسهم على مراد الدلالة السردية.. حيث يصبح تعزيز كفاح الشعب المصري ورفضه ممارسات الكيان الصهيوني دلالة مستقرة هنا.
وتتواتر حكايات النساء ــ في رواية الهامسون ــ الاربع باتساع الجغرافيا المصرية، وتبدو لكل شخصية من الرواة المتعددين لغتها الاجتماعية الخاصة، ويصبح استحضار خطاب باختين هنا مهما في إبراز التلاحم بين الشخصية والتكوين الاجتماعي، وهذا يظهر على نحو بارز في خطاب هنية ابنة المدينة الشعبية، او خطاب دميانة الجنوبية الحاد والمباشر".
واستكمل: “تستجلي الكاتبة ـيضا كافة إمكانات البيئة المحلية، ويصبح المكان ممثلا لجانب من البطولة داخل النص، من قبيل تتبعها البية المكانية لقمر الزمان وجدتها الغجرية البغيدة التي استولت على قلب الجد الأكبر، وتركت صندوقا من الأسرار، مثلما علمت بنات العائلة القريبة خبايا هذا الفن المغوي. وتصبح قمر الحفيدة العصرية وكأنها المختارة لأستكمال المسار”.