تقنيات مجهولة النسب ولقيطة الهوية.. الخطايا العشر للذكاء الاصطناعي
إن السهولة التي توفرها التقنيات الحديثة في الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في إنتاج المحتوى المزيّف ونشر المعلومات المضللة، أو ما يعرف بـ "الهلوسة" واختلاق الحقائق.
الظاهرة التي يراها الكثيرون مصر خطر كبير على مستقبل البشرية، كونها تقنيات لقيطة الهوية والمجهولة النسب، وعليه حذر كبار المسؤولين التنفيذيين في مجال الذكاء الاصطناعي من أن هذه التكنولوجيا قد تهدد بقاء البشرية، إذ أشاروا إلى أنها قد تقود إلى انقراض الإنسان، وعلى الرغم من هذا التحذير، يتسابق هؤلاء المسؤولون أنفسهم في دمج هذه التكنولوجيا في منتجاتهم، ما يعكس تناقضًا واضحًا.
مع اقترابنا من عام 2025، تظل المخاطر المرتبطة بالاتجاهات السريعة للذكاء الاصطناعي قائمة، وتحتاج إلى اهتمام خاص وإجراءات صارمة للحد من تداعياتها.
الخطايا العشر للذكاء الاصطناعي؟
تقنيات الذكاء الاصطناعي، رغم فوائدها العديدة لها مجموعة من الأخطاء تسببت في حدوثها، ونتج عن وقوعها كوارث عدة على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية، ما أثر سلبًا على المجالات المقترنة حديثًا باستخدام AI، وسوف نستعرض عشرة أخطاء تسببت في حدوثها هذه التقنيات، أبرزها:
- التحيز الخوارزمي: تعتمد بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي على بيانات متحيزة، مما يؤدي إلى نتائج غير عادلة. على سبيل المثال، أنظمة التعرف على الوجه أظهرت تحيزًا ضد الأشخاص من أصول عرقية معينة، ما أدى إلى أخطاء في التعرف عليهم أو معاملتهم بشكل غير عادل.
- اختلاق المعلومات (الهلوسة): بعض نماذج الذكاء الاصطناعي تنتج معلومات غير دقيقة أو مختلقة بالكامل، ويحدث هذا بشكل خاص في النماذج اللغوية الكبيرة التي قد "تتخيل" معلومات غير موجودة لتلبية متطلبات المستخدمين.
- التضليل في التصنيف الطبي: ارتكبت بعض الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أخطاء في تشخيص الأمراض أو تقديم توصيات علاجية، ما أدى إلى قرارات طبية خاطئة يمكن أن تؤثر على حياة المرضى.
- التزييف العميق (Deepfakes): الذكاء الاصطناعي ساعد في إنشاء مقاطع فيديو وصور مزيفة بشكل واقعي جدًا، مما سهل انتشار المعلومات المضللة واستغلالها لأغراض سياسية أو شخصية.
- التحليل الخاطئ في الأسواق المالية: في بعض الأحيان، ارتكبت الخوارزميات التجارية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أخطاء أدت إلى خسائر مالية كبيرة بسبب تفسيرات غير دقيقة للبيانات أو تصرفات سوقية غير متوقعة.
- التمييز في توظيف العمالة: بعض الأنظمة المستخدمة لاختيار الموظفين بناءً على تحليل الذكاء الاصطناعي أظهرت تحيزًا ضد النساء والأقليات، حيث استندت إلى بيانات سابقة متحيزة في سوق العمل.
- الأخطاء في المساعدات الشخصية: المساعدات الذكية مثل Alexa وSiri قدمت أحيانًا معلومات خاطئة أو غير مناسبة، وقد يؤدي ذلك إلى تداعيات سلبية في مواقف حساسة، مثل الاستجابة لحالات الطوارئ.
- التوصيات غير الملائمة للمحتوى: أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تعمل على تقديم توصيات للمحتوى (مثل YouTube أو Netflix) اقترحت أحيانًا محتويات غير مناسبة، بما في ذلك محتويات ضارة أو عنيفة، مما قد يؤثر سلبًا على المستخدمين، خصوصًا الأطفال.
- التنبؤ الجنائي الخاطئ: بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في تحديد احتمالات عودة السجناء للجريمة بعد الإفراج عنهم قدمت تنبؤات غير دقيقة، ما أدى إلى معاملة غير عادلة لبعض الأفراد.
- الأخطاء في التحكم بالآلات الذكية: في بعض الأحيان، ارتكبت الآلات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي (مثل السيارات ذاتية القيادة) أخطاء أدت إلى حوادث خطيرة، وذلك بسبب عدم قدرتها على التفاعل بشكل صحيح مع الظروف غير المتوقعة على الطريق.
رؤيتنا لاتجاهات AI في 2025
في عام 2025، نتوقع رؤية عدة اتجاهات ناشئة في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بناءً على التطورات الحالية، والتي يمكن أن تؤثر على العديد من الصناعات:
روبوتات الدردشة المخصصة: ستركز الشركات الكبرى مثل Google وOpenAI على تقديم منصات تتيح للأفراد غير التقنيين إنشاء روبوتات دردشة مخصصة بسهولة، لتلبية احتياجاتهم الخاصة. سيؤدي ذلك إلى زيادة الاستخدام اليومي للتكنولوجيا، لكنه سيعتمد على مدى موثوقية النماذج ومدى قدرتها على تجنب التحيزات والأخطاء.
الذكاء الاصطناعي في صناعة الفيديو: بعد نجاح النماذج التوليدية في إنشاء الصور، سيتحول التركيز الآن إلى إنشاء مقاطع فيديو. الشركات الناشئة مثل Runway تطور نماذج فيديو توليدية تُظهر تحسنًا كبيرًا في الجودة. كما أن صناعة السينما تتبنى هذه التكنولوجيا لتسهيل إنتاج المحتوى وتحسين المؤثرات الخاصة.
المعلومات المضللة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي: في ظل الانتخابات المتوقعة عام 2024، سيزداد استخدام الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي لتوليد محتوى مضلل، مما يجعل من الصعب التمييز بين الحقائق والمعلومات الزائفة. ستواجه الجهات التنظيمية والباحثون تحديات كبيرة في مراقبة هذا الانتشار السريع للمعلومات المزيفة.
الروبوتات متعددة المهام: ستشهد الروبوتات تحولات كبيرة، حيث يمكنها القيام بمهام متعددة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذه الروبوتات ستعتمد على نماذج متقدمة مثل GPT-4 وGemini التي تستطيع معالجة النصوص والصور ومقاطع الفيديو، مما يمهد الطريق لاستخدامها في العديد من المجالات.
هذا العام سيشكل اختبارًا حاسمًا للذكاء الاصطناعي، سواء من حيث فوائده أو المخاطر المحتملة.
إلى أين يتجه الذكاء الاصطناعي؟
الآن؛ ونحن في الربع الأخير من 2024، وعل مشارف 2025، يسعى المنظمون في غرب الكرة الأرضية في الولايات المتحدة وأوروبا إلى وضع تشريعات تهدف إلى تقييد الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤثر في النهاية على مسار تطور هذه التكنولوجيا. ومع ذلك، يبقى السؤال ما إذا كان بإمكان المشرعين مجاراة سرعة التطور السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي.
يتوقع الخبراء أن يستمر الذكاء الاصطناعي في الأشهر المقبلة في إنتاج صور ومقاطع فيديو وصوتيات أكثر واقعية، وهو ما قد يؤدي إلى اضطرابات أكبر في قطاعات الإعلام والترفيه والتكنولوجيا وغيرها. كما يُرجح أن تصبح التكنولوجيا أكثر تفاعلية وشخصية مع مرور الوقت.
في مارس الماضي، كشفت شركة “OpenAI” عن GPT-4، الجيل الأحدث من التكنولوجيا التي تدعم ChatGPT. ووفقًا لتقارير الشركة والاختبارات الأولية، فإن GPT-4 قادر على تقديم إجابات مكتوبة أكثر تفصيلًا ودقة، اجتياز اختبارات أكاديمية بنتائج ممتازة، وحتى بناء موقع ويب من مجرد رسم تخطيطي مرسوم يدويًا، وأشار الرئيس التنفيذي للشركة “سام ألتمان”، إلى أن OpenAI لم تبدأ بعد في تدريب GPT-5).
من المؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيصبح جزءًا لا يتجزأ من العديد من المنتجات والخدمات في المستقبل القريب، ما يعني أننا سنحتاج جميعًا إلى التكيف مع وجوده.