كيف انتصر المشير طنطاوي على شارون في معركة المزرعة الصينية؟
ونحن نحتفل هذه الأيام بذكرى إنتصارات حرب أكتوبر الـ51؛ يحفل سجل حرب أكتوبر وانتصارات قواتنا المسلحة المصرية في تلك المعركة بالعديد من البطولات التي مازالت توثق مستوى جاهزية وتخطيط قواتنا في إدارة المعركة؛ ومن بين هذا السجل الحافل معركة المزرعة الصينية؛ وهي معركة نشبت بين القوات المصرية والإسرائيلية في 15 أكتوبر 1973 في الضفة الشرقية لقناة السويس خلال حرب أكتوبر. وشهدت مواجهة دامية بين فرقة من الجيش المصري بقيادة المشير الراحل محمد حسنين طنطاوي، واللواء آرييل شارون من جانب القوات الإسرائيلية.
لماذا سُميت بمعركة المزرعة الصينية ؟
جاءت تسمية المعركة نسبة إلى موقع المعركة التي جرت به وهو مشروع للتنمية الزراعية المصرية بإشراف ياباني، وتبلغ مساحتها 23 كيلو متر مربع في شبه جزيرة سيناء، وخلال حرب يونيو 1967 سيطرت اسرائيل علي المشروع، وعند ملاحظة الأحرف اليابانية علي معدات المشروع ظنوا أنها صينية ودونوا اسم المزرعة الصينية علي الخرائط الإسرائيلية.
خططت القيادة الإسرائيلية أثناء حرب أكتوبر لاختراق القوات المصرية عبر المنطقة الواقعة بين الجيش الثاني والجيش الثالث الميدانيين على الضفة الشرقية لقناة السويس لفتح مساحة تكفي لتجميع جسور عائمة لعبور القناة، وبعد ذلك تتحرك الفرقة 143 المدرعة الإسرائيلية بقيادة الجنرال أرئيل شارون لقطع خطوط الإمدادات للجيش الثالث المصري، فكانت معركة المزرعة الصينية.
كانت المعركة أكبر معركة دبابات منذ الحرب العالمية الثانية. قُدرت حجم القوات المصرية بين 400 إلى 1000 دبابة و5،000 جندي مشاة ميكانيكي. في مواجهة 800 دبابة إسرائيلية محصنة مع دعم قوات المشاة حتي تحقق للقوات المسلحة المصرية الإنتصار علي قوات المحتل الإسرائيلي في المزرعة الصينية.
شهادات من أرض معركة المزرعة الصينية
في أعقاب المعركة التي أنتصرت فيها القوات المصرية جاءت شهادت عدد من قادة الحرب في إسرائيل تكشف الستار عن إنجازات وبطولات المقاتل المصري فيها؛ منها موشيه دايان الذي قال عقب زيارته للمزرعة الصينية يوم 17 أكتوبر برفقة الجنرال أرئيل شارون: «لم استطع إخفاء مشاعري عند مشاهدتي لها فقد كانت مئات من العربات العسكرية المهشمة والمحترقة متناثرة في كل مكان ومع اقترابنا من كل دبابة كان الأمل يراودني قي ألا أجد علامة الجيش الإسرائيلي عليها وانقبض قلبي فقد كان هناك كثير من الدبابات الإسرائيلية».
ووصف موشيه دايان أيضا في مذكراته قصه لقاءه مع الكولونيل «عوزى يائيرى» قائد قوة المظلات الإسرائيلية التي شاركت في معركة المزرعة الصينية قائلا: «كنت اعرف عوزى جيدا منذ أن كان مديرا لمكتب رئيس الأركان في عهد الجنرال حاييم بارليف وكنت أعرف أنه فقد كثيرا من رجاله في المعركة ولكني لم أتوقع أن أراه على هذه الصورة من الاكتئاب وكان وجهه يحمل علامات حزن تفوق الوصف».
بينما قال «يوريك فارتا» أحد الجنود الذين نجوا من المعركة: «أعتقد أنني وزملائي أرسلنا إلى هذه المعركة لنكون طعاما للدبابات».
كما قال «إيلان كوهين» جندى احتياط: «شاركت في مهمة الإنقاذ، لمحت ثلاثة جنود جرحى، نزلت من السيارة المدرعة، لكى أخلصهم، وعلى بعد ثلاثين مترا سمعت صوت انفجار مخيف، رفعت رأسى وصعقت من منظر أثار احتكاك صاروخ آر بي جي المضاد للدبابات بسطح السيارة المدرعة، ولم تخرج سيارة مدرعة إسرائيلية من هذه المعركة بدون جرح غائر».