لماذا لُقب رفاعة الطهطاوي زعيم النهضة الفكرية في عهد محمد علي؟
يحل اليوم الموافق 15 أكتوبر، ذكرى ميلاد الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي، عام ١٨٠١م، بمدينة طهطا بصعيد مصر، ولم يُعرّف التاريخ الشيخ رفاعة رافع بـ الكاتب أو المعلم أو المترجم أو مدير مدرسة الألسن ومؤسسها.. وإنما أطلق عليه المؤرخين لقب "زعيم النهضة الفكرية" و"رائد التنوير".
ونستعرض في التقرير التالي، أسباب جعلت المصريين يطلقون على رفاعة الطهطاوي لقب زعيم النهضة الفكرية.
لماذا لقب رفاعة الطهطاوي زعيم النهضة الفكرية في عهد محمد علي؟
ووفقًا للمؤرخ وأستاذ التاريخ الإسلامي، جمال الدين الشيال، في كتابه "رفاعة الطهطاوي"، أنه في السنة الأخيرة من القرن الثامن عشر وفدت على مصر الحملة الفرنسية تحمل إليها كل جديدٍ في الغرب، وكانت هزة عنيفة أيقظت الكنانة النائمة، ومنذ هذه السنة بدأت مصر تتصل بالغرب.
ولفت جمال الدين الشيال إلى أن "محمد علي" آمن منذ توليه عرش مصر بأن سر عظمة الغرب وتقدمه هو هذا العلم الجديد، ولهذا بذَل الجهد كل الجهد لنقل هذا العلم إلى مصر والمصريين، فأنشأ المدارس، واستدعى الأساتذة الأوروبيين، وأوفَدَ البعوث إلى الخارج، وبدأ حركة الترجمة الواسعة لنقل العلوم الأوروبية إلى اللغة العربية، موضحًا أن رفاعة رافع الطهطاوي هو أنبغ المصريين الذين بُعثوا إلى أوروبا، وقد كانت له بعد عودته جهود محمودة في حياة مصر الثقافية؛ ممَّا يجعله بحق "زعيمًا لنهضتنا الفكرية في ذلك العصر".
التأليف والترجمة
وبعد عودة رفاعة الطهطاوي من رحلته في باريس، عام ١٨٣١م، بعد أن قضى خمس سنوات في الخارج، يبحث ويتعلم ويترجم ويؤلف، وجسدت خلاصة جهده الجهيد في أهم كتبه، وهو كتاب "تخليص الإبريز في تلخيص باريز"، حيث صنفه المؤرخيين بأن الكتاب من أهم كتب النهضة الثقافية التي كتبت في القرن التاسع عشر.
تأسيس مدرسة الألسن
ويعد الدور الأكبر الذي لعبه رفاعة الطهطاوي، في تاريخ الثقافة والترجمة في مصر، حينما تقدم بطلب اقتراح لـ محمد علي، لإنشاء مدرسة الألسن، وكشف المؤرخ والرائد التعليمي علي مبارك عن هذا الاقتراح: "ثم عرَض (أي رفاعة) للجناب العالي أن في إمكانه أن يُوسس مدرسة ألسن يمكن أن ينتفع بها الوطن ويَستغنِي عن الدخيل، فأجابه إلى ذلك، ووجه به إلى مكاتب الأقاليم لينتخب منها من التلامذة ما يتم به المشروع، فأسس المدرسة".
وعن شخصية رفاعة الطهطاوي، تحدث جمال الدين الشيال عنه قائلًا: كان رفاعة دائم العمل، دائب النشاط، واسع العلم، وافر الذكاء، كثير الإنتاج، ومع هذا لم يُمنح في حياته لقب «الباشوية» ولم يصِل كغيره إلى مرتبة «النظارة».