اجتياح لبنان وإبادة غزة.. مقدمات لحرب إقليمية لن تنتهى
بين لحظة وأخرى، يشاهد المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، اجتياح لبنان.. واستمرار إبادة غزة ورفح جباليا والضفة الغربية والقدس.
هى ليست مجرد مقدمات لحرب إقليمية لن تنتهى «..»، بل ترتقى إلى حالة من العجز الدولى لمنع موت الشاهد الأممى، تلك القوات الدولية فى لبنان «يونيفيل»، و«أونروا» فى فلسطين المحتلة.
المسافة صفر، حدث معنوى للحالة التى أصبحت فيها الحرب فى الواقع، جيش الكابنيت الصهيونى وكل سلاح الجو الصهيونى والأجهزة الأمنية الشاباك والموساد، تعمم رعب الحرب والتهجير والمجازر على كل لبنان. المسافة من القدس، المسجد الأقصى المبارك، وصولًا إلى حدود المصنع على حدود سوريا مع لبنان، إبادة غزة واستمرار محرقة شرق جباليا، وغزو بيروت المعلن، بعد ضربات الطائرات المسيرة التى أعلنت قيامة حزب الله العنقاء، فيما تبدو الصورة الدبلوماسية والجهود الدولية، بما فيها العربية الإسلامية، تتعلق بما يجرى فى واشنطن، تل أبيب، بيروت، غزة ورفح، مع أزمات تكشفت أمام تماسك الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى ومنظمات العالم الإغاثية والإنسانية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، كقوات حفظ السلام يونيفيل، ومنظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا.
بوصلة الولايات المتحدة، ودولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، ليرات لبنان ودول جوار فلسطين المحتلة الأردن ومصر، تتحرك فى فراغ الاستجابة التى تعوق جهودها إسرائيل بدعم وتحريض الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، برغم أن مؤسسات أوروبا: الاتحاد الأوروبى، فشلت فى الضغط السياسى والدبلوماسى لحماية يونيفيل، فى لبنان، وأونروا فى فلسطين المحتلة.
* حرب لا تذوّب كرة الثلج.. شتاء دموى
مجريات الحرب فى كل الجبهات، لا تعادل مشروع الإبادة المعلنة أمام العالم لقطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، هى حرب لا تذوب كرة الثلج المتدحرجة بين جبهات حرب الكابنيت الإسرائيلى العنصرية، حرب فتحت خرائطها الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا الاستعمارية. القادم.. شتاء دموى على غزة ورفح- جباليا، بينما استمرار التدرج فى الثلج والنار وصولًا إلى لبنان، فالسفاح يريد اجتياح وسط بيروت وكل الدولة اللبنانية، التوغّل العسكرى الإسرائيلى توقف إلى قرى أيطو فى قضاء زغرتا، سجّل ضربات غير متوقعة، دموية مضاعفة الأثر فى إرعاب الناس، وهو الوصف الذى ركزت علية صحيفة النهار البيروتية؛ إذ قالت إن الحرب والمجازر فى عمق أولًا المنطقة النائية والأبعد إطلاقًا التى طالتها الغارات الجوية منذ بدء هذه الحرب، وثانيًا الاستهداف الدموى وسط تجمعات النازحين اللبنانيين، بما يصعب معه التمييز بين الأهداف الأمنية أو المدنية.
وفيما كانت المعيصرة التى شهدت قبل أيام مجزرة مماثلة أودت بـ17 شهيدًا من أفراد عائلة واحدة جرى تشييع بعضهم أمس، ابتليت أيطو بمجزرة مماثلة أودت على الأقل بـ22 شهيدًا أيضًا، الأمر الذى أشاع رعبًا شاملًا؛ إذ بدت إسرائيل وقد جعلت من تجمعات النازحين المنتشرين فى سائر المناطق اللبنانية، دون استثناء، أهدافًا عسكرية، فيما يشكل خطر ارتكاب مذابح جماعية متدحرجة ويحوّل كل المناطق وكل المنازل والأماكن التى تضم نازحين أهدافًا محتملة للهجمات الدموية.
وترى الصحيفة أن ما يحدث: ستضغط المجازر المرتكبة بقوة على أى تحرك دبلوماسى فى شأن وقف الحرب ومنع اتساعها، و.. لبنان لم يلق بعد أى استجابة عملية لردع المجازر وتجنيب المدنيين الاعتداءات الإجرامية، فى حين تصاعدت المخاوف مجددًا من الردّ الانتقامى المحتمل والمتوقع لإسرائيل على هجوم «حزب الله» على ثكنة عسكرية فى حيفا ليل الأحد الماضى الذى شكل ضربة قاسية لها.
جالانت- أوستن.. وتعنت السفاح نتنياهو
ما يفهم عند تحليل حالة الحرب المتوقعة: اجتياح لبنان.. وإبادة غزة، كمقدمات، لها بداياتها منذ ما يزيد عمليًا، على العام، دخولها المفرق الصعب إلى الجنوب اللبنانى، وتحولها، أيضًا عمليًا لحرب إقليمية لن تنتهى، وسط جهود الإدارة الأمريكية والبنتاجون وجيش الكابنيت الصهيونى، وغياب الضغط لدول المنطقة والإقليم، لأن السفاح نتنياهو يريد إعلان موت الشاهد الأممى أونروا، ويونيفيل، القضاء على حركة حماس مقاومة مشروعة، يسير مع إنهاء أونروا، وإنهاء قوات حزب الله، يعنى خلاص دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية من قوات حفظ السلام يونيفيل فى جنوب لبنان.
المؤشرات أن تحليل جيوسياسى أمنى قال إن ما أبلغه وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت فى اتصالات معمقة مع نظيره الأمريكى لويد أوستن بأن إسرائيل سترد بقوة على «حزب الله» بعد أن استهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود.
إسرائيل تقول إن جالانت تحدث إلى أوستن خلال الليل وشدّد على «خطورة الهجوم والردّ القوى الذى سيتم القيام به ضد حزب الله»، لكن الإعلان لم يحدد إلى أين سيتاح لكرة الثلج الدموية أن تستمر بالتدحرج. السفاح نتنياهو تعهّد، لكل أطراف الإدارة الأمريكية والبنتاجون وأوروبا، الاتحاد الأوروبى، بمواصلة الحرب على «حزب الله» لبنان، حتى فى وسط بيروت، دون توقف الإبادة عن قطاع غزة جباليا، اقتحامات الضفة الغربية والقدس وانتهاكات الأوقاف المسيحية والإسلامية فى القدس وجوار بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك، بالذات خلال احتفالات عيد الغفران التوراتى الصهيونى، حدث هذا علنًا.
ولأن التهديد، كشف موقف العالم مما يجرى، حددت مؤشرات الأخبار وقائع ركزت عليها صحف بيروت، مقدمة لما سيحدث، ومن هذه المؤشرات العسكرية الأمنية، والسياسية الخطيرة:
* أولًا:
كان الطيران الحربى الإسرائيلى شنّ للمرة الأولى منذ بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان غارة على مبنى سكنى فى بلدة أيطو- زغرتا. وأفاد صاحب المبنى، وهو من آل علوان، بأن الشخص الذى استأجر المنزل هو من آل حجازى وكان استأجره لـ8 عائلات معظمهم من كبار السن مع طفل. وأشارت معلومات أخرى إلى أن العائلات هى من آل فقيه وآل حجازى.
* ثانيًا:
كشف رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية عن أنه طلب من «حزب الله» ألا ينزح أى شخص يشكل خطرًا على أهالى زغرتا باتجاه المنطقة. كما قال إن «من يستثمر بموضوع النازحين ويقول إن هناك سلاحًا نقول له إن الإرهاب ليس أطفالًا ولا نساء و«حزب الله» ليس إرهابًا، كما أننا لا نضع سلاحًا بين المنازل وبين الناس، والسلاح عندنا هو للحماية الشخصية ونحن داعمون لـ«حزب الله» ولو كنا سنقاتل معه فإن ذلك يكون فى الجنوب.
* ثالثًا:
وهذه فارقة مهمة: النائب ميشال معوض أعلن من أيطو أن «ما تم استهدافه ليس بلدة أيطو بل عنصر حزبى من (حزب الله( كان متواجدًا مع عائلته فى منزله، وهذا ما وصلنا من الأجهزة الأمنية».
* رابعًا:
نفذ الجيش الإسرائيلى سلسلة غارات على مختلف قرى البقاع والجنوب فيما أعلن «حزب الله» بعد سلسلة بيانات عن استهداف مدينة صفد بصلية صاروخية كبيرة.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية عصرًا أنه تم إطلاق صواريخ أرض- أرض من لبنان على تل أبيب، الأمر الذى دفع أكثر من مليونى إسرائيلى الى الملاجئ. وتوقفت حركة الملاحة فى مطار بن جوريون إثر إطلاق الصواريخ، فيما أعلن الجيش الإسرائيلى عن أنه استهدف المنصة التى أطلقت الصواريخ باتجاه وسط إسرائيل، كما أعلن عن محاولات اعتراض لصواريخ عدة عبرت من الأراضى اللبنانية باتجاه وسط دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية.
* خامسًا:
تحوّل ملف إبعاد قوات «يونيفيل» عن الجنوب، كما طلبت حكومة السفاح نتنياهو اليمينية المتطرفة رسميًا إلى واحد من أكثر النقاط الشائكة والحرِجة بالنسبة إلى الغرب، وتحديدًا الأوروبيين، وقد لا حظوا أن السفاح نتنياهو، ورغم تأسفه لوقوع إصابات لم يأبه بكل المواقف المنددة بالاعتداءات، ويمهّد لأى جريمة محتملة بحق جنود قوات الطوارئ عبر تبريرها مسبقًا بالقول إن: بقاء يونيفيل فى الجنوب سيؤدى الى تضررها، وأن حزب الله يتخذها دروعًا بشرية.
* رسائل اللحظة القاتلة!
فى الموت الأممى المقبل على لبنان وغزة ورفح ومحرقة جباليا، تؤكد مصادر دبلوماسية أوروبية فى العاصمة اللبنانية بيروت، أن هناك ما قد يطلق عليها الرسائل القاتلة فى اللحظة الراهنة، وفى ذلك حللت مصادر صحيفة الأخبار البيروتية الحدث، بالنص وفق المصادر يقول:
1: آخر رسالة أمريكية وصلت لبنان أشارت إلى أن إسرائيل تريد الدخول إلى لبنان بعمق ٣ كيلومترات وستخرج منها بعد تنظيف هذه المنطقة، وهى لا تفكّر بالاستقرار فيها، بل ستسعى إلى تنفيذ المهمة فى أسرع وقت ممكن.
2: فُهِم من الإدارة الأمريكية، أن دولة الاحتلال الإسرائيلى: مُصرة على تحويل هذه المساحة بكاملها إلى منطقة محروقة، وأنها لا تريد لأى شىء أن يوقفها أو يعرقل عملها.
3: الرسائل حمّلت بريد دولة الاحتلال، وهى تُلمّح، فيها إلى أنها لم تتخل عن مطلبها بإقامة منطقة عازلة بعمق ١٠ كيلومترات، لكنها تعتبر أن المنطقة المتبقية من بعد الـ٣ كيلومترات، وصولًا إلى الـ٠ كيلومترات ستكون من مسئولية يونيفيل والجيش اللبنانى، وأنه فى حال لم يقُم الطرفان بما يتوجّب عليهما فإنها ستتكفل بالمهمة لاحقًا.
4: إن بقاء يونيفيل فى المنطقة سيعرض جنودها للخطر
بين مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، قلقه من إطلاق «حزب الله» صواريخ على إسرائيل، ومن قصف إسرائيل مناطق سكنية ذات كثافة عالية فى لبنان، مجدددًا «الدعوات لوقف إطلاق النار بالشرق الأوسط»، ومؤكدًا: «نحن ضد هجمات إسرائيل على قوات يونيفيل».
5: بعثة الاتحاد الأوروبى فى لبنان، والعالم، وزعت بيانًا عن «قلق الاتحاد الأوروبى (..) البالغ إزاء التصعيد الأخير على طول الخط الأزرق. كما دان كل الهجمات ضد بعثات الأمم المتحدة»، و«قلقه البالغ بشكل خاص إزاء الهجمات التى شنها جيش الدفاع الإسرائيلى ضد يونيفيل التى أسفرت عن إصابة عدد من أفراد قوات حفظ السلام. وتشكل مثل هذه الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولى، وهى غير مقبولة على الإطلاق».
6: دانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا «التهديدات» التى تتعرّض لها قوات حفظ السلام الأممية فى لبنان يونيفيل، مطالبة بأن «تتوقف فورًا» الهجمات التى تستهدف هذه القوات، وكان وزراء خارجية الدول الأربع فى بيان مشترك: «نحن وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة، نعرب عن قلقنا العميق فى أعقاب الهجمات الأخيرة على قواعد يونيفيل التى أسفرت عن إصابة عدد من القبعات الزرق بجروح».
وأضاف البيان: «نحن ندين كلّ التهديدات التى يتعرّض لها أمن يونيفيل»، مطالبين بأن «تتوقّف فورًا هذه الهجمات».
وأشار الوزراء إلى أنّ أى «هجوم متعمّد» على قوات حفظ السلام يتعارض مع القانون الدولى، وناشدوا «إسرائيل وكل الأطراف احترام التزامهم بضمان سلامة أفراد يونيفيل وأمنهم بشكل دائم وتمكين يونيفيل من الاستمرار فى تنفيذ تفويضها»، وهذا ما فشل عمليًا، وفق تسريبات عما يحدث فى جنوب لبنان.
* دبلوماسية شائكة.. الأردن ومصر حراك مشترك
العاصمة الأردنية عمّان بالتوازى والمشاركة مع العاصمة المصرية القاهرة، وفى دائرة الأحداث الساخنة بين بيروت والقدس، وغزة وإبادة جباليا ومنع وصول المساعدات وخطط إنقاذ اللاجئين فى غزة وبيروت وكل لبنان، كانت التحركات الدبلوماسية تبرز استقبال ملك الأردن عبدالله الثانى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتى فى العاصمة عمان، حيث أكد الملك، والحكومة الأردنية «وقوف الأردن المطلق إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق، ودعم سيادته وأمنه واستقراره». وشدّد «على استعداد المملكة تقديم المساعدات للأشقاء اللبنانيين، للتخفيف من معاناتهم جراء الحرب الدائرة»، «إن الأردن يبذل أقصى الجهود بالتنسيق مع الأشقاء العرب والدول الفاعلة لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان»، محذرًا «من استمرار وتوسع العدوان الإسرائيلى على لبنان، الذى سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية ستكون كلفتها كبيرة على الجميع».
وكانت الدبلوماسية المصرية شهدت حراكًا واسعًا لمنع الاجتياح البرى للبنان، واستمرار الموقف المصرى من منع أى محاولات للتهجير القسرى من فلسطين المحتلة، بالذات من غزة ورفح والشجاعة والنصيرات، مع تنبيه المجتمع الدولى أن مصر، تقود حراكًا دبلوماسيًا مؤثرًا فى المجتمع الدولى، بالتنسيق مع الأردن ودول معنية فى الخليج العربى، لوضع محددات والخطوط الحمراء المشتركة منعًا للتهجير واستمرار حرب الإبادة أو احتلال إسرائيلى قطاع غزة، إدراكًا أن دولة الاحتلال، مع الصمت الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، تمارس حربها الشرسة دون قيود، وفق الحماية، والعنجهية التى يستند إليها السفاح نتنياهو من حماية ودعم غير محددين لكابنيت الحرب فى الجبهات القائمة، برغم أن الإدارة الأمريكية تنشغل شكلًا بالانتخابات الرئاسية وصراع الشارع الأمريكى بين الحزب الديمقراطى الحاكم، والحزب الجمهورى الذى يسعى من خلال ترامب للعودة.
* كيف كان صيد حزب الله.. الدلالة ليس كما الحدث؟!
نجحت دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، فى إعلانها الصهيونى بتعميم أن صيد قوات حزب الله، كان من خلال الطائرات المسيّرة، من غير طيار، وهى المعروفة باسم: «صياد 107» التى يتم إنتاجها فى إيران- وهذا التعميم أطلقته دولة الاحتلال ضمن صراعها مع إيران-ويستخدمها- بالطبع- «حزب الله»، ولكن فى ظروف متباينة حسب الحالة العسكرية، فى لبنان والجنوب، ولكن ليس على نطاق واسع، كما أعلن فى الولايات المتحدة.
فى المؤشرات العسكرية التى تسربت، وركز عليها الإعلام الإسرائيلى، عن تلك الحالة التى عايشتها دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية فى ظلال أعياد الغفران التوراتية، وما تم تمريره، تلك المعركة التى أدت إليها ضربات طائرات «الصياد 107».
أ: سجّلت عمليات «حزب الله» ضد جيش إسرائيل تطورًا لافتًا، مع وصول صواريخه وطائراته المسيرة إلى هاشارون ونتانيا المقامتين على أراضى قرية «أم خالد» الفلسطينية، بعد تهديده الواضح بتحويل حيفا إلى كريات شمونة ثانية.
ب: نجاح عملية بنيامينا، وهى فى مناطق وادى عارة الفلسطينى، من أكبر العمليات التى ينفذها قوات حزب الله، بعد اغتيال الشهيد السيد حسن نصرالله، منذ بداية الحرب وأشدها إيلامًا، إذ أدت إلى مقتل 4 جنود- عادة تكون الاعترافات العسكرية الإسرائيلية، كاذبة ومضللة- وإصابة أكثر من 67 جنديًا من بينهم 7 بجروح خطيرة، بعدما تمكنت طائرة الصياد 107، من اختراق رادرات الدفاع الجوى الإسرائيلى، ووصلت إلى هدفها ودمرت فى قاعدة عسكرية.
ج: وصف محللون وخبراء عسكريون إسرائيليون عملية الصياد 107، بأنها إخفاق كبير لمنظومة الأمن الإسرائيلية، لفشل الرصد والاعتراض، وصولًا إلى فشل الإجراءات التى تمنع تجمّع هذا العدد الكبير من الجنود فى مكان واحد، والمطالبة بتحقيق سريع والتعامل مع القادة الذين فشلوا عملياتيًا وقياديًا.
لكنها الآن لن تكون حرب المسيّرات فقط!
الاجتياح الآتى، تزامن مع مجازر ومحرقة، يقودها السفاح نتنياهو، بل يشرف على كل تفاصيلها، ولا يمكن أن يتم التركيز، ظاهريًا على جبهة، خلاف الأخرى، وهنا ملامح الدلالة وتحليل ذلك، من الأوساط الغربية والإسرائيلية، وهى تتبلين، فى مدى قربها أو إبعادها عن تحليلات وخطط حزب الله العسكرية السرية تمامًا:
* أولًا: تسفيكا حايموفيتش: حزب الله أدرك التهديد
العميد احتياط فى الجيش الإسرائيلى «تسفيكا حايموفيتش» وصف فى مقال نشره موقع «القناة 12» الإسرائيلية الحرب الحالية بأنها «حرب الطائرات المسيّرة»، وأشار إلى أنّ «حزب الله» أدرك بشكل رئيسى التهديد الذى تشكله الطائرات دون طيار، من ناحية، وضعف الجيش من ناحية أخرى.
ثانيًا: اختراق مئات المنصات الجوية
يعمد تكتيك حزب الله العسكرى، بشكل منهجى، معتمد على اختراق مئات المنصات الجوية من الشمال باتجاه كل أنحاء دولة الاحتلال الإسرائيلى.
ثالثًا: وسائل حرب استكشاف جوى
«قبل مقدمات الاجتياح البرى الإسرائيلى، إلى قرى وحدود ومقرّات قوات حفظ السلام يونيفيل فى جنوب لبنان، كانت المسيّرات الطائرة وسائل حرب استكشاف جوى، تغير على المستوطنات القريبة من الحدود، مرحليًا: بدأ حزب الله باستخدام أدوات ووسائل أكبر تتحدى العمق الإسرائيلى، بينما جيش الكابنيت مجهز بأحدث الوسائل والقدرات التكنولوجية المتقدمة لمواجهة تهديدات الصواريخ، أو الطائرات.
* رابعًا: رون بن يشاى: حزب الله ينتج الصياد 107
المحلل العسكرى فى صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية «رون بن يشاى» فرأى أن التفاصيل القليلة المعروفة عن المسيّرة «صياد 107» التى يتم إنتاجها فى إيران ويستخدمها «حزب الله» على نطاق واسع، بل إنه ينتجها بنفسه فى لبنان.
تفيد معلومات بن يشاى، بأنه فى الإمكان برمجة الطائرة الصياد 107، بحيث تغيّر ارتفاعها واتجاهها بشكل متكرر، ما يصعّب اكتشافها وتتبعها، كما يصل مداها إلى 100 كيلومتر، وهى صغيرة الحجم وتصدر بصمة رادار ضعيفة جدًا، يصعب اكتشافها.
* خامسًا: السر الأكبر
بعد فشل القبة الحديدية فى اعتراض الصياد 107، يؤكد بن يشاى، أن جيش الاحتلال الإسرائيلى، حرك طائرات ومروحيات قتالية لتتبعها: «لكنها فقدتها فجأة، ولم تعرف كيفية حدوث ذلك، لذلك يجرى التحقيق حاليًا بشكل معمّق».
وهنا يكمن السر الأكبر فى طبيعة التخطيط الاستراتيجى الأمنى، عند قوات حزب الله بعد اغتيال أمينه العام حسن نصرالله.
سادسًا: أنظمة ملاحية عبر أقمار اصطناعية فريدة من نوعها روسية وصينية
«يديعوت» تؤكد أن جيش الاحتلال- غالبًا: وهو مقبل على اجتياح بيروت، والإعداد لضربة عسكرية ردًا على صواريخ إيران الباليستية- سيحاول إيجاد حلول، بخاصة أنّ «حزب الله» والإيرانيين يستخدمون أنظمة ملاحية عبر أقمار اصطناعية فريدة من نوعها، مصادرها السرية من روسيا والصين، لتجاوز تشويش نظام تحديد المواقع «جى بى إس».
* سابعًا: داخل الشريط الحدودى.. معضلة
جيش الاحتلال، مع كل الدعم العسكرى اللوجستى، يواجه تحديًا عملياتيًا حسبما صرح به وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت خلال مكالمة مع نظيره الأمريكى لويد أوستن، وفقًا لما ذكرته صحيفة «يديعوت أحرونوت».
وقد ظهر ذلك جليًا فى عدد القتلى والجرحى فى العملية البرية والمعارك الدائرة التى يتم التكتم عنها بشكل كبير وتفادى ذكر نتائجها بشكل واضح، فى وقت يوسّع الجيش الإسرائيلى نطاق عمليّته البرية على أكثر من محور، ولا يصل من صداها سوى صور مصادرة الأسلحة وتدمير البنى التحتية فى قرى الجنوب بشكل جنونى، ورفع الجنود الأعلام الإسرائيلية على بعد أمتار داخل الشريط الحدودى من جهة الأراضى اللبنانية.
* ثامنًا: الجيش الإسرائيلى عطل ترددات «GPS»
لم تكن مفاجأة أمنية أو عسكرية، ما يحدث أن الكابنيت درس أهمية تعطيل إشارات نظام تحديد المواقع العالمى «GPS» بالقرب من وزارة الدفاع الإسرائيلية.
كشف ذلك، موقع «واللاه نيوز»، مؤكدًا أن «الجيش الإسرائيلى بدأ فى تعطيل إشارات نظام تحديد المواقع العالمى «GPS» بالقرب من وزارة الدفاع الإسرائيلية فى منطقة الكرياه بتل أبيب، وذلك فى سياق الاستعدادات للرد على الهجوم الإيرانى. وفى الواقع، أن التعطيل أراه ينطلق من خوف مباشر من اختراق قد يأتى من قوات النخبة فى الرضوان، حزب الله، ووفق الكشف الإعلامى، وهو مقصود فى هذه المرحلة: «تم اتخاذ قرار فى المنظومة الأمنية بتعطيل عمل أنظمة الملاحة بالقرب من الكيرياه، حيث يستعد الجيش الإسرائيلى بالفعل لاحتمال مهاجمته مرة أخرى بعد تنفيذ الهجوم الإسرائيلى المرتقب».. والاستعداد الأمنى، هو ما يعمل ضمن ثلاث جبهات: جبهة غزة ورفح وجباليا والضفة الغربية والقدس.
- جبهة لبنان، ورصد جنوب لبنان، بالذات قوات النخبة وحركات قوات يونيفيل، واللاجئين اللبنانيين.
- جبهة موافقة الكابنيت على رد الضربة الصاروخية الإيرانية، التوقع خلال 72 ساعة، وخلال ذلك تشتت الجهد، كشفت ذلك القناة الـ12 الإسرائيلية أن السفاح نتنياهو والكابنيت فى مشاورات ليلية لبحث سُبل الرد على الهجوم الصاروخى الإيرانى.
وفوق ذلك عززت البنتاجون، والإدارة الأمريكية، وعدى جيوش داعمة لحرب دولة الاحتلال ضد غزة ورفح والضفة الغربية والقدس وجنوب لبنان، مستوى عال من الاستعداد لنظام الدفاع الجوى، ونظام التحكم فى الجيش الإسرائيلى، ووزارة الدفاع، وقيادة الجبهة الداخلية، والوزارات الحكومية بقيادة وزارة الدفاع، ومديرى البنى التحتية الوطنية والمرافق الحساسة.
وأن وزارة الدفاع وضمنها «مديرية البحث والتطوير للدفاع العسكرى والبنية التحتية التكنولوجية» والجيش الإسرائيلى والصناعات الدفاعية، تعمل على مدار الساعة لتحديث أنظمة الكشف والإنذار بتقنيات متقدمة فى مناطق مختلفة داخل فلسطين المحتلة.
* «إسرائيل ستستمر بضرب حزب الله بلا رحمة حتى فى بيروت».. السفاح نتنياهو
إلى اليوم، ضبابية الأحداث تجتاح معطيات ما يخطط له السفاح نتنياهو، إذ نقلت هيئة البث الإسرائيلية أن استعدادات تعد لهجوم واسع فى لبنان يشمل بيروت ردًا على استهداف معسكر جولانى من قبل حزب الله، وأن السفاح طلب الحصول على موافقته على أى هجوم فى بيروت، ذلك أن «الالتزام بعدم قصف بيروت نقل من المستوى السياسى بأمر خطى، ووزراء فى الكابنيت طلبوا توضيحات من نتنياهو»، الذى قال بكل غباء وعنجهية دموية إرهابية: «أريد أن أكون واضحًا: سنستمر بضرب حزب الله بلا رحمة فى كل أنحاء لبنان بما يشمل بيروت».
أيضًا تابع: «نحن فى حرب صعبة ضد محور الشر التابع لإيران، وندفع أثمانًا مؤلمة لكن لدينا إنجازات كبيرة».
والواضح، ما يراه المحلل الجيوسياسى، أن القادم عبر مسارات كرة الثلج المتدحرجة، يطال كل لبنان، وهذه نوعية من الانتقال وخلط الأوراق، قبيل رد الجيش الإسرائيلى والدول التى تدعم الرد الإسرائيلى على ضربة الصواريخ الباليستية، بهدف إشعال واشغال المنطقة، ما يقلل من متابعة الحدث فى الأرض الإيرانية.
عمليًا، أشارت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن «الجيش لم يشن أى هجمات فى بيروت منذ ثلاثة أيام بناء على أوامر بعدم استهداف العاصمة اللبنانية بيروت عقب تنفيذ محاولة اغتيال رفيق صفا، والمكالمة بين نتنياهو وبايدن»، أى أن القرار اتفاق معلن قبل ضربات حزب الله فى وادى عارة التى طالت الجولانى.
والمثير أن كل ذلك، وربما أكثر، يضلل الحقائق: القناة 13 الإسرائيلية، قالت، نقلًا عن مصدر إن «الأنباء عن توجيهات من المستوى السياسى للجيش لإيقاف استهداف بيروت محض كذب».
* ما بعد نصرالله المرحلة الأصعب.. لماذا وكيف؟!
الحرب سردية وثيمة، يريدها الغرب الأمريكى، وفق دبلوماسية معينة تعمل من تحت الطاولات، إلى مسارات لحرب تدمر تاريخ من وقائع حركات المقاومة الفلسطينية، واللبنانية الفصائل فى المقاومة والإسناد العراقى من الحشد الشعبى واليمنى الحوثى. وبالتالى، الأطراف على خرائط التدرج المؤلم فى بدد معارك، شتاؤها قاس، ظروفها مدمرة، سكوت الولايات المتحدة الأمريكية، قبيل الانتخابات الرئاسية، بات يعزز أن الحدث السياسى، الاغتيال العسكرى، حرب يراها المحلل اللبنانى فى صحيفة النهار البيروتية غسان حجار؛ قصة تبدأ من أن:
فى نظرية المؤامرة أنه لا يمكن اغتيال شخصية قيادية فذة ومؤثرة بحجم السيد حسن نصرالله دون تواطؤ ضمنى بين أطراف وجهات عدة. هذا ما حصل سابقًا فى اغتيال الرئيس رفيق الحريرى، الذى تدور شكوك حول تغطية جريمة اغتياله، بغض النظر عن الجهة المنفذة التى حاولت الإفادة من مناخ مواتٍ لتغيير المعادلات التى كانت قائمة، وكذلك فى تفجير مرفأ بيروت، إذ إن أدوات التجسس عبر الأقمار الاصطناعية وغيرها، لم تتوصل إلى أى دلائل أو إشارات واضحة، والذريعة أن كل الأقمار الاصطناعية لم تكن موجهة ناحية لبنان فى تلك الساعات.
حجار، يعيد أنه من الضرورى ترقّب ما بعد مرحلة السيّد نصرالله لأسباب عدة، يعددها وفق توتر وقلق واضحين، هى مؤشرات على فوضى، وليس ثقة:
* أولًا: تمتع السيد نصرالله بكاريزما قلّ مثيلها، بقيادته الفذّة لتنظيم متشعّب الاهتمامات، واسع الانتشار، تتداخل فيه الحسابات العشائرية بالوطنية والإقليمية.
* ثانيًا: تميّزت قيادة نصرالله الطويلة الأمد، بهامش واسع من حرية القرار، بعد الثقة الكبيرة التى بناها مع القيادة الإيرانية فى مفاصل أساسية، وهو ما أدخل الحزب فى مرحلة قد تكون عبرت حاليًا مع تشتت الوضع القيادى، وعودة إيران إلى الإمساك بمفاصله.
* ثالثًا: إن «المعمودية» التى مرّ بها الحزب أخيرًا ستدفعه إلى التشدد أكثر فى معظم الملفات، وفى الجانب الأمنى خصوصًا، وفى التصدى لمحاولات إضعافه، بل إلغائه، إضافة إلى السياسى، وخصوصًا بعدما تساقط من حوله كل الحلفاء.
* رابعًا: إن الحذر من معظم المكوّنات اللبنانية، بل الخوف من بيئة «حزب الله»، الذى انعكس على الحالة الشيعية عمومًا، فى رفض احتضانها أو إبداء التخوف العلنى من استقبال النازحين.
* سنوات الحرب، سنوات الذاكرة القاتلة
غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، لن تنسى، وهى وسط المجازر اليومية والإبادة والجماعات القسرية، أن الغرب الأمريكى، يدعم كل هذا الموت، يبنى الذاكرة القاتلة، هوليوود تبنى استديوهات داخل البيت الأبيض لتشكيل دم العالم من جديد.. ولهذا، يا سادة، كانت السنة الأولى من الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس سنة إبادة غزة والضفة الغربية، والتخطيط للتهجير ومعالجة مواقف دول الجوار الفلسطينى، مصر والأردن، سوريا ولبنان، وبحر المتوسط، دون أن يعنى ذلك الانتهاء من سردية الحرب، القائمة بشهادات سمعتها الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، شعارات تقوم أساسًا، وفق السفاح نتنياهو على الإلغاء والتدمير وتحقيق الأهداف الصهيونية الإسرائيلية المعلنة.
وإنا ما نحن فيه، فإن السنة الثانية، بقيت تسمى فى الأجنة الدولية: حرب إسرائيل فى لبنان والإقليم، لكنها لن توقف الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح.
الصراع السرى، بين محور المقاومة ومحور الإسناد، والدعم الإيرانى، وكل الجبهات، ساعد جيش السفاح نتنياهو، مواجهة عمليات لوجستية توظف استراتيجية وحدة الساحات، عند إيران وحزب الله وحركة حماس، أو عند أعداء دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، فالحرب، إذا تركت لهتلر الألفية الثالثة، ستصيب الجبهة اللبنانية، مقاومة واستاد، ثم تمتد، التدرج الإقليمى؛ من لبنان إلى العراق وسوريا، الخليج العربى فى خطر المواجهات النيران الصديقة، إلى فناء سلاسل الإمداد والطاقة عبر البحر الأحمر، وكل الشواطئ لأنها، إذا ما أطلق شرارتها البنتاجون، ستكون بالنسبة للسفاح نتنياهو، تلك الحرب المفتوحة، إشارات تنبيهات فى المكان، وهو غير محدد فى اليمين التوراتى، كما لا حد زمانيًا.
وعليه، فالحالة، قلق الحرب يجتاح المنطقة، وهناك فى الأسرار التى حصلت عليها «الدستور» من مصادر لبنانية واسعة الاطلاع:
* فرضت الحالة السوداوية ركونًا سياسيًا طائفيًا لبنانيًا، إلى انتظار تفاهم، بدأ دبلوماسيًا غربيًا: «ألف ألف» أو تفاهم أمريكى- إيرانى يذكّر بتفاهمات ماضية بين القوى السياسية اللبنانية، حول قضايا إقليمية لبنانية عربية دولية، تفاهم يشكل القاعدة للتسوية السياسية فى الدولة اللبنانية.
* أكثر من طرف سياسى يمتلك ميليشيات عسكرية واسعة الطيف، وكلها تريد ما بعد حزب الله، ما بعد حرب الدولة مع الكيان الصهيونى، دون أن تجرؤ على المقاومة.
* الحرب ستعكس، تفرض التفاهم المطلوب، أو ما قد تفرضه الحزب، مرجعية اتفاق الطائف، وهو بحسب المصادر، مهدد، كما تريد إزاحته فرنسا أولًا، والولايات المتحدة ثانيًا، لأن توازن القوى اللبنانية، حالة تهددها الحرب القادمة تمامًا، لا خيار.
* مصدر إعلانى، عزز المخاوف بالإشارة لما سيأتى فى اليوم التالى من اجتياح بيروت: الكل فى لبنات، يحاول أن يحسّن وضعه على الأرض أو فى خارج الحدود اللبنانية.. وهو، أى المصدر يعى أن: القدرية السياسية فى لبنان كرستها تجارب الماضى. يتغير اللاعبون ولا تتغير قواعد اللعبة. لكن الحرب، إذا وصلت بيروت دامت!
* وثيقة من وثائق ذاكرة لبنان الحرب
اتفاق الطائف هو الاسم الذى تعرف به وثيقة الوفاق الوطنى اللبنانى، التى وضعت بين الأطراف المتنازعة فى لبنان وذلك بوساطة سورية- سعودية فى 30 سبتمبر 1989 فى مدينة الطائف وأقرته الجمهورية اللبنانية بقانون بتاريخ 22 أكتوبر 1989 منهيًا الحرب الأهلية اللبنانية، وذلك بعد أكثر من خمسة عشر عامًا على اندلاعها. جرى التفاوض فى الطائف بالمملكة العربية السعودية، وقد صمم لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية المستمرة منذ عقود، وإعادة تأكيد السلطة اللبنانية فى جنوب لبنان «التى كانت تحتلها إسرائيل»، على الرغم من أن الاتفاق حدد إطارًا زمنيًا لانسحاب الجيش السورى من لبنان، ونص أن على السوريين الانسحاب فى غضون عامين إلا أن ذلك لم يحدث. وُقِع على الاتفاق فى 22 أكتوبر 1989 وصدق عليه البرلمان اللبنانى فى 5 نوفمبر 1989. حضر هذا الاتفاق اثنان وستون نائبًا لبنانيًا من أصل ثلاثة وسبعين، بينما تغيب ثلاثة منهم لأسباب سياسية وهم ريمون إده وألبير مخيبر وأميل روحانا صقر، أما النواب الخمسة الآخرون المتغيبون فكان تغيبهم لأسباب غير سياسية.
وكما فى ذاكرة لبنان الحرب، تتكون وثيقة اتفاقية الطائف، ضمن هذا الاتفاق من أربع مواد:
المادة 1: المبادئ العامة والإصلاحات: نصت فقرات هذه المادة على المبادئ العامة كتأكيد استقلال لبنان وهويته العربية وشكله السياسى كدولة جمهورية برلمانية ديمقراطية. كما نصت الفقرات على مجموعة من الإصلاحات السياسية التى تم الاتفاق عليها كتوزيع مقاعد مجلس النواب مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، إضافة إلى إصلاحات أخرى فى مجالات مختلفة كالإدارة والتعليم والمحاكم.
المادة 2: بسط كل سيادة الدولة اللبنانية على كامل الأراضى اللبنانية: نصت فقرات هذه المادة على حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتعزيز قوى الأمن الداخلى والقوات المسلحة وحل مشكلة المهجرين وتأكيد حق المهجرين بالعودة إلى الأماكن الأصلية التى هجروا منها.
المادة 3: تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلى: أكد الاتفاق ضرورة العمل على تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلى وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 425.
المادة 4: العلاقات اللبنانية- السورية: أكدت هذه المادة على العلاقات المميزة التى تجمع لبنان وسوريا والتأكيد على أن لبنان لا يسمح بأن يكون ممرًا أو مركزًا لأى نشاط يستهدف الأمن السورى، كما يؤكد حرص سوريا على الأمن والاستقرار فى لبنان.
وضع اتفاق الطائف إلغاء الطائفية هدفًا له، لكن النظام اللبنانى لم يستطع التخلى عن هذه الطائفية إلى الآن.
ليس الهدف من نشر هذه الوثيقة، إلا وضع مؤشرات تنويرية عن كيف تتكون سردية الحرب، وقد تقود إلى أحداث التغيير والدمار السلبى، مع وجود دولة احتلال تحتل الأرض، وهى احتلال مجاور أبيد شعب فلسطين وترنو إلى التهجير وتغيير معالم المنطقة.