مصر وقواها الناعمة
مقولة «مصر ولادة» مقولة حقيقية، وتشمل مجالات كثيرة فى حياتنا اليومية، وأبناء مصر حازوا على جوائز نوبل فى عدة مجالات مثل السلام «محمد أنور السادات ومحمد البرادعى» والأدب «نجيب محفوظ» والعلوم «أحمد زويل».
لم يقتصر ذلك التفوق المصرى على الجوائز العالمية، فالريادة المصرية تجدها فى مجالات المسرح والسينما والرقص والموسيقى والغناء.. وهناك العديد من الأسماء العملاقة مثل يوسف وهبى، فى المسرح، وعمر الشريف، فى السينما العالمية، وتحية كاريوكا وسامية جمال وفريدة فهمى، وفرقة رضا فى الرقص، وهناك الشعراء الذين كتبوا أروع المعانى الوطنية والعاطفية لكبار المطربين مثل سيد درويش وصلاح جاهين وحسين السيد ومرسى جميل عزيز، وهناك أيضا رياض السنباطى ومحمد عبدالوهاب وبليغ حمدى، فى الموسيقى، وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ، فى الغناء، وأعتذر للاختصار الشديد فى انتقاء الأسماء.
وتقوم حاليًا دور الأوبرا ومعهد الموسيقى العربية بدور قيادى فى الحفاظ على هذا التراث القيم من الفنون ويظهر هذا جليًا فى المهرجانات التى تقام سنويًا تحت اسم «مهرجان الموسيقى العربية» إحياء لتلك الفنون وتعتبر تلك المهرجانات الأقدم والأعرق والأرقى على مستوى العالم دون مبالغة وظهرت بها مواهب كثيرة لا حصر لها تلمع فى سماء الطرب العربى مثل آمال ماهر وريهام عبدالحكيم ومى فاروق وغيرهم، ولا يخلو أى مهرجان فى أى دولة عربية من العديد من الأسماء المصرية.
كنت أنا وبعض الأصدقاء أثناء عملى بالخارج نحرص دائمًا على متابعة مواعيد وبروجرام الموسيقى العربية ونوفق إجازاتنا على مواعيدها سواء فى دار الأوبرا أو معهد الموسيقى بشارع رمسيس الذى أُنشئ عام ١٩١٤ ولا يزال يحتفظ برونقه وجمال قاعته واللوج الملكى الخاص بالملك فؤاد، وأصبح بعدها محجوزًا بصفة دائمة للموسيقار محمد عبدالوهاب.
رحم الله الذين رحلوا ووفق الموجودين للحفاظ على تراثهم النادر والغالى.