خطأ بشرى أم خلل فنى؟.. تحقيقات موسعة لكشف ملابسات حادث الجلالة.. وطلاب مصابون: "الأتوبيس كان طاير بينا فى الجو"
تباشر النيابة العامة بالسويس تحقيقات على مستوى رفيع؛ للوقوف على أسباب انقلاب أتوبيس جامعة الجلالة، بطريق الجلالة- الزعفرانة، الذي أسفر عن سقوط 45 ضحية بين متوفين ومصابين.
شكلت النيابة العامة بالسويس فريقين، انتقل الأول إلى مسرح حادث انقلاب أتوبيس طلاب جامعة الجلالة لإجراء المعاينة اللازمة للوقوف على أسباب انقلاب الأتوبيس، خاصة بعدما أشارت التحريات الأولية إلى أنه كان يسير منفردًا في الطريق لا تسبقه أو تتبعه أي سيارات، وأنه انقلب بشكل مفاجئ دون الاصطدام مع أي سيارات أخرى.
معاينة ومناظرة جثامين الضحايا
وانتقل الفريق الآخر إلى المجمع الطبي بالسويس لسماع أقوال الطلاب المصابين في حادث جامعة الجلالة، ممن سمحت حالتهم للإدلاء بأقوالهم، وقال بعض الطلاب المصابين: إن السائق كان يسير بسرعة زائدة عن الحد المسموح في المنطقة المنحدرة التي شهدت الحادث عند المفارق، ما أدى إلى انقلاب الأتوبيس بشكل خطر، خاصة أنه ارتفع عن الأسفلت: "كان طاير بينا في الجو".
وناظرت النيابة العامة جثامين 12 ضحية، بمشرحة السويس العام، وصرحت بدفنهم وتسليمهم لذويهم، كما قررت التحفظ على سائق الأتوبيس وإجراء تحليل مخدرات، وذلك لبيان تعاطيه مواد مخدرة وقت وقوع الحادث من عدمه.
لجنة من مهندسى المرور لفحص أتوبيس الجلالة
وشكلت النيابة لجنة فنية من مهندسي المرور لفحص الأتوبيس، وبيان مدى حدوث أي أعطال به بالفرامل أو الإطارات "الكاوتش" أدت لوقوع الحادث، حيث أكدت المعاينة الأولية وتحريات رجال المباحث أن سائق أتوبيس الجلالة بسبب السرعة الزائدة فقد السيطرة على الأتوبيس في أحد ملفات طريق الجلالة بالاتجاه القادم من الزعفرانة باتجاه طريق العين السخنة، ما نتج عنه انقلابه.
وأضافت التحريات أن السرعة الزائدة جعلت السائق غير قادر على التحكم في عجلة القيادة عند المنعطفات الحادة، إضافة إلى أنه لم تكن هناك أي سيارات أخرى بالقرب من الأتوبيس وقت الحادث، ما يشير إلى أن الحادث وقع نتيجة العوامل الداخلية المرتبطة بالسرعة، دون وجود أي تأثير خارجي.
وفيما يخص الفحوصات الفنية، أشارت جهات التحقيق إلى أن تقارير الطب الشرعي، والفحص الميكانيكي للأتوبيس، ستساعد في تأكيد ما إذا كان هناك أي خلل فني ساهم في وقوع الكارثة، أو التأكيد رسميًا أن السرعة الزائدة وراء الحادث.
السرعة الزائدة أم الكاوتش وراء حادث جامعة الجلالة؟
من جانبه، أوضح محافظ السويس، في تصريحات إعلامية، أن الحادث وقع عند نفق أبودرج بطريق الجلالة- الزعفرانة، مشيرًا إلى أنه من المشاهدات المبدئية يبدو أن إطار أتوبيس جامعة الجلالة ارتطم بالجزيرة بمنتصف الطريق، ما أدى إلى انقلاب الأتوبيس.
وتابع محافظ السويس: "مش عايزين نستبق التحقيقات والأحداث، لكن اللي باين إن عجلة الأتوبيس خبطت في الجزيرة اللي في نص الطريق، والأتوبيس اتقلب، والله أعلم هل السرعة أو فردة الكاوتش السبب؟! لسه التحقيقات هتوضح".
12 متوفى و33 مصابًا فى حادث طلاب الجلالة
وأعلنت وزارة الصحة والسكان، أمس الإثنين، عن ارتفاع أعداد مصابي حادث انقلاب الأتوبيس، الذي وقع على طريق الجلالة العين السخنة، اتجاه "الزعفرانة- السويس"، إلى 33 مصابًا بالإضافة إلى 12 حالة وفاة.
وأوضحت الوزارة، في بيان صحفي، أن المصابين تم نقلهم إلى مجمع السويس الطبي، التابع لهيئة الرعاية الصحية بمحافظة السويس، فيما تجري متابعة تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة، من خلال تواجد محمد الطيب، نائب وزير الصحة والسكان، الذي وصل إلى المجمع الطبي بتكليف من خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان.
وتقدم خالد عبدالغفار بأصدق التعازي لأسر طلاب جامعة الجلالة الذين وافتهم المنية، إثر الحادث الأليم، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين، ومؤكدا التنسيق التام مع أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومحمد الشناوي، رئيس الجامعة، في إجراءات نقل الطلاب المتوفين، وتقديم الرعاية الطبية للمصابين.