ليلة استثنائية فى افتتاح الدورة الـ32 من مهرجان الموسيقى العربية
شهد مسرح «النافورة» فى دار الأوبرا المصرية، مساء أمس، حفل افتتاح الدورة الـ٣٢ من مهرجان الموسيقى العربية، الذى رفع شعار «كامل العدد»، بعد أن أعلنت شركة «تذكرتى» عن نفاد جميع تذاكر الحفل قبل انطلاقه بأيام.
بدأ حفل افتتاح المهرجان بالسلام الوطنى، ووسط حضور عدد كبير من نجوم الموسيقى والغناء، إلى جانب عدد من رجال الدولة، مع بثه بشكل حى عبر قناة «الحياة»، من تقديم الإعلامية جاسمين طه.
ووفرت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية كل الإمكانات وأحدث معدات التصوير، من أجل خروج الحفل بشكل يليق بعراقة مهرجان الموسيقى العربية، والتراث الموسيقى المصرى بصفة عامة.
وبدأ البث الحى للحفل من ميدان التحرير، عبر إبراز معالم الميدان، وعلى رأسها النصب التذكارى والمسلة الفرعونية وتماثيل الكباش، مرورًا بكوبرى قصر النيل، ومجموعة من المراكب الشراعية التى تحمل شعار مهرجان الموسيقى العربية.
وتضمن بث قناة «الحياة» لحفل الافتتاح عرض تقرير يبرز أهم المشاهد من الدورات السابقة لمهرجان الموسيقى العربية، قبل أن ينتقل إلى مراسم الدورة الـ٣٢ على الهواء مباشرة.
ونجح أفراد شركة «تذكرتى» فى تنظيم الحفل بشكل محترف، وتوزعوا فى كل أرجاء المسرح، وعلى بوابات الدخول، لتوجيه الجمهور وتيسير حركتهم، والإجابة عن كل استفساراتهم.
ووجهت الدكتورة لمياء زايد، رئيس دار الأوبرا المصرية، خلال كلمتها فى حفل الافتتاح، الشكر والتقدير إلى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وكذلك شركة «تذكرتى»، لما قدمتاه من إمكانات ودعم لإقامة الدورة الـ٣٢ من مهرجان الموسيقى العربية.
وشهد حفل الافتتاح احتفاءً بمسيرة «فنان الشعب» سيد درويش، الذى تحمل الدورة الـ٣٢ من المهرجان اسمه هذا العام، من خلال فيلم تسجيلى رصد مشواره الفنى، وأهم محطات حياته الشخصية والمهنية، تقديرًا لما أثرى به الفن المصرى والعربى.
وفى لفتة مهمة من إدارة المهرجان، جرى دعوة عازف الكمان أحمد درويش، حفيد «فنان الشعب»، لتقديم فقرة موسيقية، عقب انتهاء عرض الفيلم التسجيلى، الذى حظى باهتمام كبير من الجمهور.
وقدم المطرب محمد حسن، والمطربة السورية لينا شاميمان، والمطرب التونسى لطفى بوشناق، فواصل غنائية تضمنت العديد من أغانى سيد درويش، منها «أهو ده اللى صار، وسلمى يا سلامة، وشد الحزام، وطلعت يا محلى نورها».
وحرص المطرب التونسى لطفى بوشناق على الظهور فى الحفل وهو يرتدى الكوفية الفلسطينية، التى حملت علم دولة فلسطين إلى جانب العلم التونسى، إلى جانب توجيه رسالة تضامنية، قال فيها: «حابب أحيى إخواتنا فى غزة وفلسطين ولبنان، وكمان أوجه التحية لجمهورية مصر العربية».
وأضاف المطرب التونسى الكبير: «الشاعر المصرى الكبير ماجد يوسف كتب وقال: خليك صامد يا فلسطينى إسرى فى روحنا فعلك يشفى كل جروحنا، ومهما واجهت خيانة وضيعة أنت لكل الأمة ضليعة»، قبل أن يقول عن مصر: «عمار يا مصر عمار.. يا معلمانا نكون أحرار... يا مصر مليانة حضارات.. عمار يا مصر يا مصر عمار».
وحرصت المطربة لينا شاميمان، عقب انتهاء فقرتها الغنائية، على توجيه رسالة تضامنية لبلادنا العربية المنكوبة، قائلة: «كل قلوبنا مع فلسطين وسوريا ولبنان وجميع دول الوطن العربى».
وكرَّم وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، ١٩ فنانًا أسهموا فى إثراء الحياة الفنية فى مصر والوطن العربى، مع تسليمهم درع المهرجان وشهادات التقدير، كان من بينهم محمد منير، الذى اعتذر عن عدم الحضور، ليتسلم درع المهرجان نيابة عنه الموسيقار فتحى سلامة.
وكان ختام حفل افتتاح الدورة الـ٣٢ لمهرجان الموسيقى العربية من نصيب النجم الكبير مدحت صالح، الذى افتتح دورة هذا العام بأول حفل ضخم، إيذانًا بانطلاق حفلات المهرجان، التى تمتد حتى ٢٥ أكتوبر الجارى.
وصعد مدحت صالح على خشبة مسرح «النافورة»، وحرص على بدء الحفل بالغناء لمصر، من خلال تقديم أغنية «وحياة من خلقك وحماكى»، وذلك بمصاحبة المايسترو أحمد عامر، وعازف البيانو عمرو سليم.
وعقب انتهاء الأغنية، وجّه مدحت صالح التحية للرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلًا لجمهوره فى البداية: «كل مهرجان وإنتوا طيبين. كل سنة وإنتوا أجمل من اللى قبلها»، مضيفًا: «اسمحوا لى أوجه التحية للرئيس عبدالفتاح السيسى بمناسبة احتفالات أكتوبر. ربنا يديه الصحة».
ثم قدم مدحت صالح لجمهوره فى الحفل باقة مختارة من أجمل أغنياته القديمة والحديثة، مثل: «العصفورة، كوكب تانى، فى الجمال شهادات، المليونيرات، كذا ميزة، تلات سلامات، حبيبى يا عاشق»، بالإضافة إلى أغانى الزمن الجميل، مثل «بتلومونى ليه» للعندليب عبدالحليم حافظ، و«بعيد عنك» لكوكب الشرق أم كلثوم، و«يا واحشنى رد عليا» لمحرم فؤاد.
وقدم الموسيقار عمرو سليم مقطوعة موسيقية، عزف خلالها موسيقى أغنية «زهرة المدائن» للنجمة اللبنانية فيروز، قبل أن يختتم مدحت صالح الليلة الاستثنائية بالغناء لمصر مرة أخرى، من خلال تقديم أغنية «أنا ابن مصر»، وسط تفاعل كبير من الجمهور.
