واشنطن بوست: غارات الاحتلال على لبنان خلفت خسائر فادحة فى صفوف المدنيين
كشف تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، عن حجم الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين جراء الغارات الجوية لقوات الاحتلال في لبنان، مُشيرًا إلى إدانات جماعات حقوق الإنسان لإسرائيل وتسببها في هذا الكم من الخسائر البشرية أثناء سعيها المزعوم لتحقيق أهداف عسكرية.
ومع توسع إسرائيل في حملتها الجوية الشرسة في لبنان والتي تقول إنها تستهدف حزب الله بدقة، يرتفع عدد الضحايا المدنيين - مما يثير تساؤلات حاسمة حول الاعتبارات التي توليها إسرائيل للمدنيين عندما تنفذ الضربات.
واستهدفت غارة إسرائيلية مبنى سكنيا في بلدة عين الدلب الجنوبية، وقال الناجون إن عدة قذائف إسرائيلية أصابت المبنى في 29 سبتمبر، ما أدى إلى انهياره.
وقال مسؤولون صحيون إن 45 شخصا على الأقل قتلوا في الهجوم، ما يجعله واحدا من أكثر الهجمات دموية منذ بدء الحرب. وقبل أيام، أسفر قصف إسرائيلي آخر على مبنى في وادي البقاع عن مقتل 15 شخصا، جميعهم باستثناء واحد من نفس العائلة، وفقا لأقاربهم.
وزعم جيش الاحتلال أنه تمكن من القضاء على قائد مجمع حزب الله في صيدا إلى جانب العديد من العناصر الآخرين بعد تنفيذ إجراءات إخلاء. ولم يذكر اسم القائد، أو يذكر عدد العناصر الآخرين الذين استشهدوا، أو يكشف عن كيفية تحذير الناس من الإخلاء.
تكرار سيناريو غزة
وكما هو الحال في غزة، حيث أسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد عشرات الآلاف من الناس على مدار العام الماضي، وكثير منهم من النساء والأطفال، تقول جماعات حقوق الإنسان إن نطاق وشدة الضربات في لبنان يعني أن أعدادًا كبيرة من المدنيين من المرجح أن يلقوا حتفهم هنا أيضا.
وأشار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى ذلك في رسالة فيديو مسجلة أصدرها يوم الثلاثاء، عندما حذر لبنان من الوقوع في هاوية حرب طويلة ستؤدي إلى الدمار والمعاناة كما نشهد في غزة.
وقال ريتشارد وير، الباحث في قسم الأزمات والصراع والأسلحة في هيومن رايتس ووتش، إن الضربات في غزة والآن في لبنان تثير مخاوف جدية بشأن سقوط الضحايا المدنيين، مشيرا إلى أن المنظمة وثقت في السابق جرائم حرب واضحة ارتكبتها قوات الاحتلال في غزة، بما في ذلك الغارات الجوية التي تسببت في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
وخلال الأسابيع الثلاثة منذ بدأت إسرائيل تصعيدها العسكري بهجمات على أجهزة النداء التي يستخدمها حزب الله، استشهد أكثر من 1500 شخص، وفقا لما نقلته «واشنطن بوست» عن وزارة الصحة اللبنانية، التي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين ولكنها تقول إن ما لا يقل عن 333 امرأة وطفلا كانوا من بين الشهداء في الفترة من 16 سبتمبر إلى 3 أكتوبر.
وفي 23 سبتمبر وحده، وهو اليوم الأول من القصف المكثف، عندما نفذت إسرائيل أكثر من 1300 غارة، استشهد نحو 569 شخصا، وفقا لوزير الصحة اللبناني فراس الأبيض.
وفي اليوم التالي قال: الغالبية العظمى من أن الذين سقطوا أشخاص غير مسلحين كانوا في منازلهم.
وقال فيليبو جراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، خلال زيارة إلى بيروت يوم الأحد، إن هناك العديد من حالات انتهاك القانون الإنساني الدولي في الطريقة التي تتم بها الغارات الجوية التي دمرت أو ألحقت الضرر بالبنية التحتية المدنية أو قتلت مدنيين.
ودمرت الضربات الإسرائيلية مساحات شاسعة من جنوب لبنان، وضربت يوميا الضاحية الجنوبية لبيروت وبدأت تزحف نحو المناطق المركزية في العاصمة ومناطق جديدة في شمال لبنان.