رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جائزة نوبل للسلام.. دور السادات في تغيير مسار الصراع العربي الإسرائيلي

الرئيس الراحل محمد
الرئيس الراحل محمد أنور السادات

إذا ما حاولنا رصد أجرأ قرار في القرن العشرين، فإن الأصابع كُلها تشير من غير شك إلى قرار رجل منتصر في حرب عظيمة، بأن يذهب إلى العدو في عقر داره ويمد يده بالسلام.. الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كيف هز قراره الجريئ المنطقة بأكملها آفاقًا جديدة للتوصل إلى حلول سلمية للصراع العربي الإسرائيلي رغم الانتقادات التي تعرض لها؟

جائزة نوبل للسلام هي واحدة من أرفع الجوائز العالمية التي تُمنح للأفراد أو المنظمات التي تُسهم في تحقيق السلام وتعزيز التفاهم بين الشعوب، وفي عام 1978، كانت جائزة نوبل للسلام محورًا لتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وجاءت من نصيب أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، ومناحيم بيجن، رئيس وزراء إسرائيل، مناصفة تقديرًا لجهودهما في إرساء دعائم السلام.

 

السياق التاريخي

قبل السادات، كان الصراع العربي الإسرائيلي في ذروته، فقد شهدت السنوات التي تلت تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948 عدة حروب ونزاعات، أبرزها حرب 1967 و1973، وكانت تلك الفترة مليئة بالتوترات والمواجهات، حيث سعت الدول العربية إلى استعادة الأراضي المحتلة.

حرب أكتوبر 1973

في عام 1973، قاد السادات القوات المصرية في حرب أكتوبر، التي كانت تهدف إلى استعادة سيناء، وحققت هذه الحرب انتصارات عسكرية، وأعادت الكرامة للمصرين والعرب جميعهم لكنها أيضًا كانت نقطة انطلاق لعملية السلام، حيث أدرك السادات أن الحل العسكري لم يكن كافيًا لاستعادة الأراضي، وأن الحوار هو السبيل الأمثل.

 

زيارة إسرائيل التاريخية

في خطوة غير مسبوقة، قام السادات بزيارة إسرائيل في 19 نوفمبر 1977، وهذه الزيارة كانت بمثابة زلزال في السياسة الشرق أوسطية، حيث ألقى السادات خطابًا في الكنيست الإسرائيلي، دعا فيه إلى السلام والتعايش، وكانت هذه الزيارة تعبيرًا عن استعداده للتفاوض والتواصل مع العدو التقليدي، ما أثار جدلًا واسعًا في العالم العربي.

 

اتفاقية كامب ديفيد

في سبتمبر 1978، عُقدت محادثات كامب ديفيد بين السادات وبيجن برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، استمرت المحادثات لمدة 13 يومًا، وأسفرت عن اتفاقية تاريخية تنص على انسحاب إسرائيل من سيناء، وتطبيع العلاقات بين البلدين، وكانت هذه الاتفاقية أول خطوة رسمية نحو السلام بين إسرائيل والدول العربية، وهي حدث غير مسبوق في تاريخ المنطقة.

 

الحصول على جائزة نوبل

نتيجة لهذه الجهود، مُنح السادات ومناحيم بيجن جائزة نوبل للسلام في عام 1978، وقد اعتُبرت هذه الجائزة تتويجًا لمفاوضات السلام، وتعكس رغبة الطرفين في تحقيق سلام دائم في المنطقة.

 

أقرأ أيضًا:

منظمة "نيهون هيدانكو" اليابانية تفوز بجائزة نوبل للسلام

محمود بسيوني: الرئيس السادات كان واقعيًا فى فهم المعادلة الدولية

محمد مصطفى أبو شامة: السادات صاحب أفضل خيال سياسي في تاريخ مصر