رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ارتفاع أسعار النفط بين تأثيرات إعصار ميلتون والمشهد الجيوسياسى المتوتر

النفط
النفط

شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعًا ملحوظًا خلال الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، بعد أن تعافت بشكل ملحوظ في تداولات يوم الخميس، لتسترد جزءًا من الخسائر التي سجلتها خلال جلستين متتاليتين. 

 

أسعار النفط وإعصار ميلتون 

يأتي هذا الانتعاش وسط حالة من التفاؤل بشأن تزايد الطلب الأمريكي على النفط الخام، بالتزامن مع استمرار الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، ما أسهم في دعم الأسعار وتعزيزها.

وسجلت أسعار النفط خام برنت صباح اليوم السبت 79.1 دولار للبرميل، بينما زاد سعر خام غرب تكساس الوسيط مسجلا 75.85 دولار للبرميل.

وفي هذا السياق، تلقت أسعار النفط دعمًا قويًا بفعل إعصار "ميلتون" الذي ضرب الولايات المتحدة، أكبر منتج ومستهلك للنفط في العالم، ووصل الإعصار إلى اليابسة على الساحل الغربي لولاية فلوريدا، مهددًا بفيضانات واسعة النطاق، ومحدثًا خسائر تقدر بأكثر من 2 مليار دولار. 

كما أدى هذا الحدث المناخي إلى زيادة كبيرة في الطلب على البنزين داخل الولاية، حيث أقبل السكان بكثافة على محطات الوقود، ما أدى إلى بيع نحو ربع الإمدادات المتاحة.

كما انعكست هذه الزيادة في الطلب المحلي على البنزين إيجابًا على أسعار النفط الخام، إذ دفعت الأسواق نحو مزيد من القلق بشأن احتمالات تأثر إنتاج الولايات المتحدة من النفط بفعل هذه العاصفة.

من ناحية أخرى، استمر المستثمرون في توخي الحذر من تصاعد التوترات الجيوسياسية، وسط تهديدات متبادلة بين الكيان الإسرائيلي وإيران، حيث توعد الكيان الإسرائيلي بتوجيه "ضربة مميتة ودقيقة ومفاجئة" إلى إيران، مما زاد من توتر الأوضاع في المنطقة ودفع بالأسواق نحو مزيد من الحذر إزاء انعكاسات هذه التوترات على إمدادات الطاقة العالمية، وأثرها المحتمل على استقرار أسواق النفط.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أظهرت بعض النقاط التي وردت في محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي لشهر سبتمبر دعمًا إضافيًا للزخم الصعودي لأسعار النفط الخام، إذ كشفت نتائج الاجتماع عن استمرار النمو الاقتصادي القوي في الولايات المتحدة، وأن الفيدرالي الأمريكي شرع في خفض الفائدة بهدف تقليل الأضرار المحتملة على سوق العمل. 

وأثارت هذه المؤشرات الإيجابية تفاؤلًا في الأسواق بشأن تعافي النشاط الاقتصادي الأمريكي، وألقت بظلالها على توقعات النمو الاقتصادي المستقبلي، بما يدعم بدوره ارتفاع الطلب على النفط الخام.