استغلال الفرصة أم إصلاح.. مخططات أمريكية جديدة في لبنان بعد حزب الله
أفاد تقرير أمريكي بأن الولايات المتحدة التي دعمت علنيًا التوغل الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية، تحشد من خلف الكواليس إلى انتخاب رئيس جديد في لبنان، بعيدًا عن هيمنة حزب الله الذي يشارك في الانتخابات الوطنية منذ عام 1992 وأصبح يتمتع بنفود سياسي كبير في البلاد.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال" في تقرير لها اليوم الخميس، إن إدارة بايدن تسعى إلى استخدام هجوم إسرائيل على حزب الله كفرصة لإنهاء هيمنة الجماعة المسلحة التي استمرت لفترة طويلة من خلال انتخاب رئيس لبناني جديد.
وأضافت: "أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتصل بزعماء عرب في الأيام الأخيرة لطلب دعم انتخاب رئيس لبناني جديد".
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن المسؤول الكبير في البيت الأبيض، آموس هوشستاين، قال للمسؤولين العرب إن إضعاف حزب الله بسبب الهجمات الإسرائيلية يجب أن يُنظر إليه على أنه فرصة لكسر الجمود السياسي المحتمل.
ولم تتمكن الأحزاب السياسية في البلاد من الاتفاق على رئيس جديد منذ ترك الزعيم السابق ميشال عون منصبه في نهاية ولايته في عام 2022.
وتدعم الولايات المتحدة علنيًا العدوان الإسرائيلي على لبنان، منذ بدء التوغل البري الإسرائيلي مطلع أكتوبر الجاري. وأول أمس الثلاثاء، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن إدارة بايدن تخلت عن دعمها وقف إطلاق النار الفوري في لبنان وتدعم علنًا الهجوم البري الإسرائيلي، واصفًا التوغلات الإسرائيلية بأنها "توغلات لتدمير البنية التحتية لحزب الله".
واعتبرت صحيفة واشنطن بوست، أن هذا الإعلان يُعد بمثابة تراجع عن الدفع الأخير لإدارة بايدن لوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا، والذي وصفته بأنه حاسم لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وشنت إسرائيل غارات جوية مكثفة عبر لبنان ضد ما تزعم أنها أهداف لحزب الله منذ 23 سبتمبر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1250 شخصًا وإصابة 3618 آخرين.
كانت الحملة الجوية تصعيدًا في حرب عبر الحدود استمرت عامًا بين إسرائيل وحزب الله منذ بدء الهجوم الوحشي لتل أبيب على قطاع غزة والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 42 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، منذ هجوم حماس عبر الحدود العام الماضي.
وعلى الرغم من التحذيرات الدولية من أن منطقة الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية وسط هجمات إسرائيل المتواصلة على غزة ولبنان، وسعت تل أبيب الصراع بشن غزو بري في الأول من أكتوبر على جنوب لبنان.
حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الأربعاء، أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان وصلت إلى 2119 قتيلًا و10019 جريحًا منذ 8 أكتوبر 2023.
وأفادت الوزارة في بيان لها، أن 36 قتيلًا و150 جريحًا سقطوا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وفي بيان منفصل، قال وزير البيئة ناصر ياسين: "خلال الـ24 ساعة الماضية، تم تسجيل 137 غارة جوية، ليرتفع إجمالي الاعتداءات منذ بدء العدوان إلى 9400".
وأضاف ياسين: "تم فتح 990 مركزًا لإيواء النازحين، وصل منها 781 مركزًا إلى طاقتها القصوى، وسجل في مراكز الإيواء 181700 نازح".