التفاصيل الكاملة للعقوبات الأمريكية على رجل الأعمال اليمنى حميد الأحمر
في وقت سابق من هذا الأسبوع، وفي ذكرى هجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته حماس على إسرائيل والذي أشعل فتيل حرب استمرت عامًا كاملًا، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على الحركة الفلسطينية، بهدف قطع دخلها أو على الأقل تقليصه.
الشخصية الرئيسية في مجموعة العقوبات الجديدة هو حميد بن عبدالله حسين الأحمر، رجل الأعمال الثري عضو البرلمان اليمني، الذي يعيش الآن في تركيا.
ويبدو أن دعم الأحمر لحماس هو نتاج للتوترات الطائفية داخل اليمن نفسها، فالأحمر ينتمي إلى اتحاد قبلي يمني مهم، حاشد، وكان شخصية سياسية بارزة في حزب الإصلاح، الذي يمثل جماعة الإخوان المسلمين في اليمن.
الحوثيون، الذين تدعمهم إيران في اليمن، هم شيعة، يشكلون نحو 45% من سكان اليمن، في حين أن 55% من السكان الآخرين، مثل الأحمر، هم من السنة.
في عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء، شعر الأحمر بأنه مضطر إلى الفرار إلى المنفى ـ إلى دولة سنية ـ فاختار تركيا، وفق التقارير اليمنية.
عقوبات على الأحمر
في إعلان العقوبات الجديدة الذي نشر عبر موقعها الالكتروني يوم الإثنين، وصفت وزارة الخزانة الأمريكية الأحمر بأنه "أحد أبرز المؤيدين الدوليين لحماس".
وأوضحت وزارة الخزانة، أن الأحمر هو "عضو رئيسي" في مجلس استثمار حماس، والذي كان سريًا في السابق، مشيرة إلى أنه "أدار في ذروته أصولًا تزيد قيمتها عن 500 مليون دولار" - نصف مليار دولار - "ما مكّن قادة حماس من العيش في رفاهية خارج الأراضي الفلسطينية، على الرغم من الاحتياجات الإنسانية الحقيقية" لسكان غزة.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على الأحمر وتسع شركات يملكها، أربع منها في اليمن وهى: مجموعة الأحمر التجارية، وتوريد وتوزيع زيوت الأحمر، وسما إنترناشيونال ميديا، ومؤسسة السلام للتجارة والتوكيلات العامة.
وثلاث شركات أخرى مقرها في تركيا وهى: شركة Sabaturk Dis Ticaret Anonim Sirketi، وشركة Vivid Enerji Yatirimlari Anonim Sirketi، وشركة Investrade Portfoy Yonetimi Anonim Sirketi.
وهناك شركة أخرى في جمهورية التشيك وهى: شركة Saba، Trade & Investment S.R.O، وأخرى في بيروت: شركة Sabafon International.
جمعية خيرية وهمية
وقال بيان وزارة الخزانة: "استغلت حماس المعاناة في غزة لجمع الأموال من خلال جمعيات خيرية وهمية تدعي زورًا مساعدة المدنيين في غزة".
وأضاف: "حتى أوائل عام 2024، ربما تكون حماس قد تلقت ما يصل إلى 10 ملايين دولار شهريًا من خلال مثل هذه التبرعات". وتابع: "تعتبر حماس أوروبا مصدرًا رئيسيًا لجمع الأموال، وقد حافظت على تمثيلها في جميع أنحاء القارة لسنوات عديدة، لجمع الأموال من خلال مؤسساتها الخيرية المزيفة".
ووفقًا لبيان وزارة الخزانة، واحدة من هذه المؤسسات هي مؤسسة القدس الدولية، التي تتخذ من لبنان مقرًا لها ويرأسها الأحمر. وقد فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات في عام 2012 بالفعل بسبب أنشطتها في جمع الأموال نيابة عن حماس.
رد الأحمر
وأكد الأحمر أن القرار الذي أعلنته وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات عليه وعلى تسع شركات تابعة له لن يثنيه عن مواصلة دعمه للقضية الفلسطينية.
واعتبر الأحمر في بيان نشره الأربعاء، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسيوك - ونقله موقع يمن شباب نت - أن "هذا القرار غير المبرر هو مثال آخر على الانحياز الأمريكي الصارخ لصالح الظلم والاحتلال، ويعبر عن محاولة غير مشروعة لتجريم الجهود القانونية والإنسانية المتواضعة التي أبذلها في دعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني".
وأكد أن "جهوده تنسجم تمامًا مع قوانين ومواقف والتزامات بلاده اليمن والشعب اليمني الكريم تجاه القضية الفلسطينية، ومع المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات المحاكم الدولية"، محملًا الإدارة الأمريكية مسئولية قرارها وما قد يترتب عليه من أضرار قد تلحق به وبأسرته وأعماله.
كما أكد أنه "سيتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لاستئناف هذا القرار أمام الجهات القضائية المختصة"، مشددًا على أنه "قرار ظالم ولا يستند إلى أي أساس قانوني أو أخلاقي".
وتعهد بمواصلة دعمه الثابت للقضية الفلسطينية العادلة، قائلًا: "سأواصل بإذن الله وبعونه الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع ضد الاحتلال وضد جرائمه المروعة التي هزت الضمير الإنساني وأنتجت حركة تضامن دولية غير مسبوقة شملت كل دول العالم، وفضحت ادعاءات القوى الغربية وتباهيها باحترام الحريات، بعد أن شهد العالم قمعها القاسي للمظاهرات والاعتصامات التضامنية المشرفة لفئات واسعة من مواطنيها في المدن والجامعات الغربية".