رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مَن هو أخو المسيح الذي يحتفل به الموارنة اليوم؟

الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

 تحتفل الكنيسة المارونية، بذكرى مار يعقوب أخو المسيح والرسول، وهو من سبط يهوذا من قانا الجليل، أبوه كلاوبَّا وأمّه مريم نسيبة مريم العذراء. دُعي أخا المسيح لأنّه من أقرباء يسوع.

اعتُبر مع بطرس ويوحنّا أعمدة الكنيسة. بشّر بالمسيح في أورشليم ثمّ صار أسقفًا عليها. فكان الراعي الصالح لتلك الكنيسة الناشئة، أمّ الكنائس. أمسك به رؤساء الكهنة وساقوه إلى جناح الهيكل رغبة منهم في ارتداده إلى إيمان أجداده، فبشّرهم بالمسيح القائم من بين الأموات، فما كان منهم إلاّ أن ألقوه من أعلى الهيكل فتكسّرت أعضاؤه وأشرف على الموت. غفر لقاتليه، فرجم بالحجارة إلى أن فاضت روحه الطاهرة بين يدي أبيه السماويّ سنة 62. له في العهد الجديد رسالة تحمل اسمه.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أقام يسوع المسيح مرشدين ومعلّمين للعالم كلّه "ووُكَلاءَ أَسرارِ الله". ودعاهم ليكونوا لامعين ومنيرين كالمشاعل، لكن ليس في بلاد اليهود فقط... بل في كلّ مكان تحت أشعّة الشمس، للناس القاطنين في أنحاء العالم كلّه. إذًا، فإنّ القدّيس بولس كان محقًّا حين قال: "ما مِن أَحَدٍ يَتَوَلَّى بِنَفْسِه هذا المَقام، بل مَن دَعاهُ اللهُ"...

إن كان الرّب يسوع يعتبر أنه عليه إرسال تلاميذه كما أرسله الآب، كان ضروريًّا جدًّا أن يكتشف هؤلاء المدعوّين للامتثال به ما هي المهمّة التي أرسل الآب ابنه من أجلها. لذا، شرح لنا بطرق مختلفة طبيعة مهمّته الخاصّة. فقد قال يومًا: "ما جِئتُ لأُدعُوَ الأَبرار، بَلِ الخاطِئينَ إِلى التَّوبَة". وأيضًا: "قَد نَزَلتُ مِنَ السَّماء لا لِأَعمَلَ بِمَشيئتي بل بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني". وفي مرّة أخرى: "فإِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ابنَه إِلى العالَم لِيَدينَ العالَم بل لِيُخَلَّصَ بِه العالَم".

لقد لخّص مهمّة الرسل ببضع كلمات عندما قال إنه أرسلهم كما أرسله الآب: بذلك، سيفهمون أنه يتوجّب عليهم أن يدعوا الخطأة إلى التوبة، أن يشفوا المرضى جسديًّا وروحيًّا؛ وفي مهمّتهم كوكلاء، ألاّ يحاولوا أبدًا العمل وفقًا لإرادتهم الخاصّة، بل وفقًا لإرادة الذي أرسلهم؛ أخيرًا، أن يخلّصوا العالم بقدر ما يتلقّى هذا الأخير تعاليم يسوع المسيح.