حلم قديم.. خبراء لبنانيون يكشفون لـ"الدستور" سر تمسك إسرائيل بنهر الليطاني
قال العميد متقاعد بالجيش اللبناني جورج نادر، إن نهر الليطاني هو الحلم القديم لأول رئيس وزراء للاحتلال ديفيد بن غوريون قبل تأسيس دولة إسرائيل، كان يطلب أن نهر الليطاني يكون ضمن حدود إسرائيل، وخاصة أن إسرائيل بحاجة لمياه الليطاني، وهذا كان يفكر فيه بن غوريون قبل قيام إسرائيل.
وأضاف نادر في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن فرنسا رفضت ذلك وخاصة أن لبنان كانت تحت الانتداب الفرنسي آنذاك.
وأكد نادر أن نهر الليطاني حلمهم القديم، وكان لديهم نظرة عقائدية للسيطرة على نهر الليطاني ولبنان كله.
وأشار نادر إلى أنه خلال عام 1978 شنت إسرائيل عملية تحت اسم "الليطاني"، اجتاحوا خلالها بعض المناطق بالجنوب اللبناني وخاصة مع وجود آنذاك بعض المنظمات الفلسطينية، لافتا إلى أن إسرائيل تعتبر نهر الليطاني مقطع أرض ونقطة فاصلة بين منطقتين، ونهر جاري طوله 160 كيلو متر، لذلك يعتبروا أن نهر الليطاني للحدود إذا كانت خالية من المسلحين، بالنسبة لهم هي منطقة آمنة.
وأوضح أن القرار 1701 ينص تحديدا أن في جنوب نهر الليطاني يمنع بناء أي منشآت عسكرية وأي سلاح واي ذخيرة ما عدا الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية، لذلك نهر الليطاني يعني لإسرائيل كثيرا جغرافيا وعقائديا وعسكريا.
وأكد نادر أن إسرائيل بحاجة إلى مياه نهر الليطاني وبما أنه مقطع أرض واضح ويفصل المنطقة الحاضنة لحزب الله، عكس شمال نهر الليطاني التي تضم حزب الله وباقي الطوائف الأخري.
نعمة: الليطاني حجة إسرائيلية للاستيلاء على أرض لبنان
من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي اللبناني عبدالله نعمة، إن ما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات على لبنان والشعب اللبناني وخاصة بعد توسعه بالاعتداء على مناطق خارج نهر الليطاني وصولا الى بيروت والضاحية في بيروت وبيروت العاصمة وعدة بلدات في جبل لبنان والاعتداءات بشكل مستمر على جميع مناطق الجنوب والبقاع، هذا أكبر دليل أن موضوع نهر الليطاني ما هو سوى ذريعة للاستيلاء على أرض لبنان.
وأضاف نعمة في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يريد التوسع وضم أرض الجنوب وهي فعلا لنهر الليطاني بحجة منع صواريخ حزب الله من السقوط على شمال إسرائيل رغم أن حزب الله قادر على ضرب شمال إسرائيل من شمال لبنان كما أن لبنان وافق على تطبيق القرار ١٧٠١ وهو القرار الذي يفرض على حزب الله أن ينسحب إلى ما بعد نهر الليطاني ولكن نتنياهو لم يوافق ضاربا عرض الحائط بقرار ١٧٠١ قرار الأمم المتحدة وقالها علنا أنه لم يعد يريد تطبيق هذا القرار إنما يريد القرار ١٥٥٩ وهو قرار صادر عن الأمم المتحدة وينص القرار على تسليم حزب الله سلاحه ولا يكون على الأراضي اللبنانية أي سلاح سوى سلاح الدولة اللبنانية وهو يعلم أن الجيش اللبناني لا يملك سلاح لردع جيش الاحتلال لو فكر بأي وقت الدخول أو الاعتداء على لبنان وهو يضع شروط جديدة ومن الصعب الموافقة عليها وهو يضرب لبنان من البر والجو والبحر ولا يفرق بين الحجر والبشر.
وأكد نعمة أن جيش الاحتلال يعتدي على لبنان منذ زمن بعيد وقبل وجود حزب الله، لافتا إلى أن الاعتداء على لبنان بهذا الشكل الاجرامي وهذا التدمير المنهج ما هو سوى دمار شامل للبنان ومن المؤسف أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من أعطت نتنياهو الضوء الأخضر وهي تعلم علم اليقين أن النزاع القائم هو نزاع بينها وبين إيران على الأرض اللبنانية وان لبنان وشعب لبنان يدفع الثمن.
وأوضح نعمة أن المشكلة لا حل قريب لهذا النزاع وهو أيضا مربوط إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية كما أن لبنان يترقب الرد الإسرائيلي الأمريكي على إيران، وهو له تأثير كبير على الصراع في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط.