65 عامًا على رحيل كامل كيلاني.. لهذا اتجه إلى أدب الأطفال
قال الكاتب كامل كيلاني (20 أكتوبر 1897 - 9 أكتوبر 1959) عن الكتابة: "ليس لي وقت خاص أكتب فيه، ولا مكان خاص، ولا طريقة خاصة، على أن خير الأوقات التي تحلو لي فيها الكتابة هي الأوقات التي أشعر فيها بأن صحتي أحسن، وأن الضعف الجسماني - الذي كاد يلازمني - قد حل مكانه شيء من النشاط والصحة، وكثيرا ما أكتب ليلا، أو نهارا، أو سحرا، على شريطة الاضطرار إلى الكتابة اضطرارا، وربما حسبتني لكثرة ما أكتب أنني مشغوف بالكتابة، والحقيقة أنني أزهد الناس في الكتابة، ولست أتعب في كتابة الموضوع، وإن كنت أتعب في التفكير فيه قبل كتابته".
وتابع، أنه يفضل القراءة عنها فمتعته هي القراءة الموصولة التي تؤدي بطبيعة الحال إلى الكتابة الموصولة، وروافد الثقافة متعددة، وينابيع المعرفة كثيرة، فأنا أرافق منذ عهد بعيد أمثال شكسبير وموليير والمعرى، ودانتي، وهوجو، وموسيه، وبايرون، وشيلي، وديكنز، وماكولي، وغيرهم، ومن هذه المرافقة أفدت كثيرا، وثارت في ذهني وخاطري مواد مختلفة من علم ومعرفة.
بداية كامل كيلاني
رحل كامل كيلاني في 9 أكتوبر لعام 1959، بعد مسيرة حافلة بالعلم والمعرفة، عاش فيها على الحياد، لم يتعصب لأديب بعينه، ولا يفضل أدبا على أدب، ولا كاتبا على آخر، ولا قصيدة على أخرى، وأصبح واحدا من رواد أدب الأطفال، رغم أنه بدأ حياته الأدبية بدراسة وتحقيق أعمال كبرى في النقد الأدبي والتاريخ والترجمة، فألف "نظرات في تاريخ الإسلام"، "ملوك الطوائف"، و"مصارع الأعيان"، بالإضافة إلى تحقيق رسالة الغفران التي طبعت ثلاث مرات منذ صدورها عام 1933 وسرح ابن خلدون وابن زيدون.
كامل كيلاني وأدب الأطفال
وفي تقرير بجريدة "القاهرة" بعددها الصادر عام 2006، قال الفنان والناقد التشكيلي صلاح بيصار: ومع كل هذا التنوع والثراء وجه "كيلاني" اهتمامه إلى أدب الأطفال، ودأب على تحقيق الفكرة التي آمن بها، وهي إنشاء مكتبة للأطفال، وبدأ مشروعه في أواخر العشرينيات من القرن الماضي، وقد برع في ذلك لفرط مقدرته على تطويع اللغة وتبسيطها بشكل أتاح له التفوق والتفرد، حتى ترك 1000 قصة ومسرحية نشر منها فقط مائتين، قدم خلالها قصصا فكاهية، قصصا من ألف ليلة، قصصا هندية، قصصا من شكسبير، أساطير العالم، قصصا علمية، أشهر القصص حول رحلات جلفر الخمس "في بلاد الأقزام"، في بلاد العمالقة، في الجزيرة الطيارة، في جزيرة الجياد الناطقة"، وأيضا روبنسن كروزو مع سلسلة قصص عربية وقصص تمثيلية.
وقد قدم العديد من القصص لرياض الأطفال منها "أبو خربوش"، وترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية، و"دندش العجيب"، و"سفروت الحطاب"، وسلسلة قصص الجيب، ومن حكايات جحا قدم "ليلة المهرجان"، و"حمار السلطان"، كما تناول القصص الدينية مثل "الباحث عن الحق"، "بين السلم والحرب"، "دواعي الهجرة"، و"رؤيا عاتكة".