مدير مستشفى العودة بشمال غزة لـ"الدستور": مازلنا على رأس عملنا ولن نرحل عن أرضنا
كشف الدكتور بكر أبو صفية مدير مستشفى العودة ، عن آخر تطورات الأوضاع الصحية في شمال غزة عقب التصعيد الأخير من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد مرور عام من حرب الإبادة.
قال الدكتور أبو صفية: “نحن ما زلنا حتى اللحظة على رأس عملنا، نشعر حالنا كأننا أول أيام الحرب ولكن بصورة مصغرة، طائرات الكواد كابتر تستهدف كل ما هو متحرك في الشارع، بالتزامن مع قصف شديد في جباليا البلد وسط سقوط جرحى وشهداء”.
وأضاف أبو صفية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه قبل قليل كان بغرفة العمليات لإجراء عملية نزيف داخلي نتيجة تمزق الطحال لطفل ١٦ عاما مع حروق درجه ثانية، في الوجه، وعشرات الجروح في باقي الجسم، والآن يحول وهوعلي جهاز تنفس صناعي للعناية المركزة.
وأضاف أبو صفية: مع مرور عام على العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل، كطبيب مررنا بعدة مراحل، مررنا بأيام الحرب القصوى كنا نستقبل المئات بل الآلاف من الإصابات البالغة بداية من أعمار يوم وحتى عمر 90 عاما، وكنا نستقبل العديد من الشهداء ونحولهم إلى مستشفيات وزارة الصحة.
وأوضح أبو صفية أن مستشفى العودة تقع في المنطقة الأمامية والشمالية من شمال قطاع غزة، على الحدود مباشرة وعندما يتم اجتياح الشمال تكون قوات الاحتلال محيطة بالمستشفى، ولذلك تم حصار المستشفى مرتين الأولى في شهر ديسمبر عام 2023، والثانية في مايو الماضي، وتم اعتقال الموظفين ومنهم مدير مستشفى العودة والعديد من المواطنين العاديين المرافقين للمرضى.
وتابع أبو صفية: "واجهنا العديد من التحديات كنا نعمل كمن يحفر الصخر بيديه، لكن كنا قد أقسمنا أننا نخدم أبناء شعبنا بكل ما نستطيع ونملك، وكما تعلمون قطاع غزة يعاني من حصار منذ أكثر من 17 عاما، وفي فترة الحرب كان في حصار دائم، لم تدخل المستلزمات الطبية، ونعاني من نقص شديد في الأدوية، وأي دواء يخلص لا يوجد مكان حتى نستبدل أو نحضر أدوية بديلة أو مشابهة لا توجد مستودعات حتي مستودعات الأدوية التابعة لوزارة الصحة شبة خالية، وكان التحدي الأكبر أمامنا هو الطاقة، فالمستشفيات بدونها لا تعمل لا عمليات ولا غرف عناية، ولا حضانات، لذلك التحدي كان توفير الوقود، لدينا 3 مولدات لتوليد الكهرباء ولكن كنا نواجه بصورة كبيرة قضية الوقود، وخرجنا عن العمل لأكثر من 4 مرات، كل مرة نخرج لمدة أسبوع، وبعد مناشدات وتدخل منظمة الصحة العالمية تحضر القليل من الوقود، حتى الطاقة الشمسية تم تدميرها من قبل الاحتلال".
وأشار أبو صفية إلى أن من بين الأوقات الصعبة خلال عام الحرب، هو تواجد أكثر من 120 موظف دون المرضى ومرافقيهم داخل المستشفى، وسط أزمة الغذاء وتوفيره، قائلا: "كنا نتقاسم الأكل بيننا والغداء كان عبارة عن صحن صغير من الأرز، ووجبة العشاء كانت نصف رغيف بدون شئ حين استطعنا شراء الزعتر ومضينا عامنا الأول".
وأكد أبو صفية أن المشاكل والقضايا الإنسانية كانت أصعب ما واجهها طاقم المستشفى، عقب استرداد المصاب لصحته كان يرفض الخروج بسبب عدم وجود مكان يذهب إليه أو أسرة يلجأ لها بعدما دمر الاحتلال كل شئ، هذا بجانب الأطفال الرضع الذين فقدوا آبائهم وأفراد عائلتهم في القصف، كانت المستشفى تتكفل به لحين حضور أحد أقاربه، أو أحد أهالي الخير أو من يريد التكفل بأطفال.
أبو صفية: الاحتلال هدفه تدمير كل شيء حتى نرحل
وشدد أبو صفية على أن الاحتلال هدفه هو تدمير كل شئ وتدمير كل أوجه الحياة، كل البنية التحتية وتدمير كل المنازل حتي من يبقي على قيد الحياة يتهجر خارج فلسطين، متابعا "لكن هيهات عامة الشعب الفلسطيني ترفض التهجير لن نقبل أن يتكرر معنا مع حصل مع آبائنا وأجدادنا عام 1948".
وحول تطورات الأوضاع الحالية، أكد مدير مستشفى العودة أن هناك نقص شديد في الكوادر الطبية، لافتا إلى أن شمال غزة يوجد به فقط 4 أو 6 جراحين، بينهم اثنين جراحة عام، 2 جراحين أعصاب و2 أوعية دموية، وقليل من الأطباء في بعض التخصصات الباطنية، لافتا إلى أن هناك نقص شديد في الكوادر الطبية بكافة التخصصات، والاحتلال منذ اللحظة الأولى للحرب يهدف لتهجيرهم وإجبارهم على النزوح، مناشدا أن شمال غزة بحاجة شديدة إلى أطباء وكوادر طبية في كافة التخصصات.