بعد اغتيال أبرز قادته.. مَن يدير معارك حزب الله مع إسرائيل؟
نجح حزب الله حتى الآن في صد الهجوم البري الذي نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوب لبنان رغم اغتيال حسن نصرالله، الأمين العام للحزب، في 27 سبتمبر الماضي، وقبلها تفجير أجهزة اتصالات الحزب واستهداف قيادات الحزب آخرهم هاشم صفي الدين، الأمين العام المرتقب، والذي لا يعلم مصيره حتى الآن ومَن سيقود الحزب.
مصير هيكلة حزب الله بعد اغتيال القيادات
وأثار نجاح عناصر الحزب في استمرار عمليات القصف لعمق الاحتلال وصد الهجمات البرية في جنوب لبنان، الجدل بشأن آليات عمل حزب الله رغم مقتل قيادته العليا وقادة العديد من الكتائب والأسلحة.
وتعليقًا على كيفية سير الحزب سبق وأكد نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في خطاب له يوم 30 سبتمبر الماضي، تعليقًا على اغتيال حسن نصرالله ومقتل العديد من قيادات الحزب، أنهم يسيرون وفق آليات عمل وهيكلية واضحة، وأن الحزب سيختار أمينًا عامًا جديدًا في أقرب فرصة وفق الآليات المتبعة، بل اعتبر أن الخيارات سهلة وواضحة في حزب الله لأنهم على قلب رجل واحد.
وقال نعيم قاسم إن هناك نوابًا للقادة وبدائل احتياط جاهزة عند إصابة القائد في أي موقعٍ كان، ولهذا سيتم ملء مناصب القيادات والمراكز التي أصبحت شاغرة بشكل ثابت، وستكون الخيارات سهلة في سد هذه الفراغات.
وكشف نعيم قاسم أيضًا عن وجود خطط بديلة وضعتها قيادات الحزب لعناصره بعد الاغتيالات الأخيرة، وهناك قادة بدائل يتعاملون معها، وجميع عناصر وأفراد الحزب حاضرون في ميدان القتال لتحقيق كل الأهداف التي يسير عليها الحزب، واستمرار الحرب حتى وقف إطلاق النار في غزة، وليس فقط وقف القتال بين الحزب وإسرائيل.
تأثير مقتل قيادات حزب الله على مواجهة الاحتلال
فيما أكدت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير لها اليوم الأحد، أن حزب الله تعرض لضربة تلو الأخرى على مدى الأسابيع القليلة الماضية، حيث استهدفت الضربات الإسرائيلية وقتلت عددًا من القادة العسكريين والسياسيين القدامى للجماعة، ومع هذا ما زال الحزب يواصل عملياته ضد إسرائيل.
وفي ليلة الخميس، نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة جوية جنوب بيروت استهدفت هاشم صفي الدين، ابن عم وخليفة زعيم حزب الله الذي اغتيل حسن نصرالله، وفقًا لعدة مسئولين إسرائيليين، ولم يتضح بعد ما إذا كان السيد صفي الدين قد قُتل.
ومن أبرز القيادات التي قتلها الاحتلال حتى الآن حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، فيما كان مجلس الجهاد الذي يمثل القيادة العسكرية للحزب الأكثر تضررًا، فقد قتل منه كل من علي كركي قائد جبهة الجنوب، وفؤاد شكر قائد أركان حزب الله، وإبراهيم عقيل رئيس عمليات الحزب، هذا بخلاف هشام صفي الدين الذي ما زال مصيره مجهولًا.
أبرز أجهزة حزب الله لإدارة الحرب ضد إسرائيل
وبخلاف مجلس الجهاد يوجد المجلس السياسي الذي ما زال يتولى توجيه العمليات والتحالفات الخارجية والأهداف التي يتم ضربها بشكل أساسي في الحزب، ويوجد به قادة رئيسيون من بينهم محمد رعد وإبراهيم أمين السيد.
كذلك يوجد مجلس شورى الحزب، ويضم قيادات بارزة ونجح في ضمان التشاور بين القيادات وتحقيق التواصل بين القيادات والعناصر، كما تنجح العمليات البرية بفضل انقسام العناصر إلى مجموعات صغيرة مكونة من 4 أفراد متاح لها التصرف بحرية في المواجهات، ما جعلها تتغلب على صعوبات الاتصال وتلقي الأوامر من القيادات.
وبحسب تقرير لموقع "واي نت"، يوم الجمعة الماضي، كشف أن عناصر حزب الله تقاتل من خلايا صغيرة مؤلفة من فرد إلى 4 أفراد، وقد نجحت في إلحاق خسائر قوية بجيش الاحتلال خلال توغله بالجنوب، فقد قتل حوالي 9 جنود وأصاب أكثر من 20 آخرين وفق اعتراف جيش الاحتلال ذاته.