العون يحكى عن يوم النصر: "أفتخر بجمع فوارغ الرصاص فى 1973"
تعد حرب أكتوبر 1973 واحدة من أهم وأبرز الحروب التي عاشتها المنطقة العربية والتي جاءت ردًا على العدوان الصهيوني على التراب المصري ولم يكن مبدعو وكتاب مصر بعيدين عن تلك اللحظات الفارقة في تاريخ مصر، حتى هؤلاء الذين لم يشاركوا فيها، لكن عاشوا تلك اللحظات في طفولتهم.
قال الروائي محمد العون، لـ"الدستور": كان يوم رمضاني عادى مثل غيره من الأيام، كنا في بيت جدى يومها، اجتمعت العائلة في البيت الكبير لسبب ما لا أتذكره، الحركة في البيت كما هو معتاد في فترة ما بعد الظهيرة، نشاط عارم في المطبخ لإعداد وجبة الإفطار، والكبار يجلسون يغلب عليهم الهدوء بسبب الصيام في الصالة، بينما يرتفع صوت الراديو يبث برامجه الرمضانية المحببة التى يغلب عليها المرح لتسليه الصيام.
وتابع العون: فجأة انتبه الكبار لصوت الراديو وهب بعضهم واقفا وصاحوا فينا طالبين الهدوء، البيان الأول للقوات المسلحة، عمت فرحة يشوبها الترقب والقلق وساد جو من التوتر بين الجميع، قوات الجيش تبدأ في عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف والهجوم على العدو، بدأت الحرب التى كان الجميع ينتظرونها ويرجون حدوثها.
وواصل صاحب رواية صاحب "ممر الشاي الهندي" حديثه قائلا: أذيع البيان عدة مرات وتوقف بث البرامج المعتادة للراديو، ولم يلبث البيان الثانى أن جاء يحمل بشارات النصر الأولى وسط فرحة كبيرة سادت جو البيت، لكن هذا لم يمنع البعض من الكبار الذين ما زالت ذكرى هزيمة سبعة وستين توجع قلوبهم وتؤرق مضاجعهم، أن يدعوا الله بوجل:
- ربنا يستر، هذه المرة.
ختم العون "أن النصر عظيما وحملت لنا الأيام التالية الأخبار والبشارات الطيبة، التى أثلجت صدور الناس وأعادت الكثير من الثقة والروح إليهم، وفي السنوات التى تلت الحرب بقليل، زرنا سيناء عدة مرات في رحلات مدرسية وعائلية أيضا، شهدنا الأرض التى حدثت عليها المعارك ومواقع العدو التى جرى تطهيرها، وكانت آثار الحرب مازالت موجودة، دبابات ومدافع محترقة ومدمرة، لم تتم إزالتها بعد، الكثير من طلقات الرصاص الفارغة متناثرة بين الرمال، انحنيت وجمعت عددا منها بكثير من الفخر.