بورسعيد.. والأمل فى مستقبل جديد
وكأن المدينة الباسلة كُتب عليها القهر دومًا وابتلاها الله ببعض الكُتاب الحنجوريين يتبعهم ثلة من المتمسحين بالناصرية يصممون على خروج تلك المدينة الجميلة من خارطة السياحة.
أيام عصيبة مرت على المدينة تحت سمع وبصر وتأييد المحافظ السابق.. تم فيها تدمير الشاطئ الذى كان رائعًا وضاع بعد توزيعه على الفنادق والمنتجعات والنوادى الخاصة، وزاد الطين بلة العشوائيات الخشبية التى تتحول إلى مواخير ليلية على امتداد الشاطئ الممتد إلى منطقة الجميل غربًا.
كما تم إهمال الممشى الساحلى وتدمير برجولاته تمامًا، وما زال سكان المدينة يتألمون حزنًا وأسى كلما مروا على ممشى ديليسبس الذى فى نهايته قاعدته التاريخية الخاوية من تمثال ديليسبس الرائع والذى تم تهريبه ليلًا إلى أحد المتاحف بالإسماعيلية تحديًا لكل مثقفى ومفكرى المدينة، باستثناء بعض المغيبين دون وعى أو فهم.
كان للجمعيات المدنية، وأهمها جمعية بورسعيد التاريخية، دور كبير فى المحافظة على التراث وإحباط الكثير من القرارات العشوائية، وحافظت بالفعل قدر الإمكان على الطابع الأثرى والسياحى للمدينة، ومنعت هدم العديد من المبانى الأثرية.. وقاومت مع نقابة المهندسين ببورسعيد مشروع تحويل حديقة فريال التاريخية إلى مول كبير وجراجات وإزالة الأشجار النادرة والتى بلغ عمر بعضها ١٥٠ عامًا.. تلك الحديقة كان قد أقيم فيها حفل افتتاح قناة السويس بتشريف الخديو إسماعيل والإمبراطورة أوجينى زوجة نابليون الثالث.
وقفت الجمعيات أيضًا ضد بيع أرض المتحف القومى المميزة للغاية إلى مستثمر لبناء مشروع شقق فندقية.
كما ظهر حاليًا مركز التراث والتنسيق الحضارى وهو يحارب الآن بضراوة بيع مبنى هيئة قناة السويس، المسجل أثرًا تاريخيًا فى منظمة اليونسكو، لإحدى الشركات الفندقية. وأرسل المركز شكواه للسيد وزير السياحة والآثار وإلى منظمة اليونسكو وأتمنى أن تكلل جهوده بالنجاح.
جماهير بورسعيد العريضة تضع آمالًا كبيرة فى السيد المحافظ الجديد اللواء محب حبشى لحماية آثارها واستعادة ما سُرق منها وحظر بيع الموجود حاليًا لاستعادة مكانة بورسعيد الجميلة على خارطة مصر السياحية.