الموهبة وحدها لا تكفى.. لماذا يجب تأهيل إمام عاشور كرويًا؟
لا يختلف اثنان على أن إمام عاشور لاعب الأهلي موهبة كروية، وأنه يتمتع بإمكانات فنية تؤهله للاحتراف في أكبر أندية أوروبا لكن تصرفاته خارج وداخل الملعب أدت لتراجع أسهمه حتى بين جماهير الأهلي التي رحبت به عند انضمامه للفريق، وأسهمت أيضا في عدم انضمامه لقائمة منتخب مصر الأخيرة لمباراتي موريتانيا في تصفيات الأمم الإفريقية 2025.
إمام عاشور المولود يوم 20 فبراير 1998 يرى البعض أنه صغير السن يحتاج لاكتساب خبرات فن التعامل مع الحياة عامة وأجواء كرة القدم خاصة، بينما يرى البعض الآخر أنه يسير على نهج لاعبين أضاعوا موهبتهم وكان عمرهم قصيرًا في الملاعب بسبب تصرفاتهم الطائشة، وبدأ البعض يشبهه باللاعب إبراهيم سعيد.
أزمات متكررة خارج الملعب
ورغم أنه في السادسة والعشرين من عمره إلا أن إمام عاشور له مواقف خارج الملعب تحتاج إلى وقفة، ففي الخامس من سبتمبر الماضي رصدت كاميرات المراقبة في مول تجاري بمدينة الشيخ زايد قيام إمام عاشور بالتعدى على أحد أفراد الأمن الخاص بأحد المولات، بالضرب، وعند مواجهته في النيابة أنكر الأمر تماما وبعد أن استعانت النيابة بتسجيلات الفيديو اعترف اللاعب بالأمر، وأكد أن زوجته اتصلت به وأخبرته بأنها تعرضت للتحرش اللفظي من أحد الأفراد في المول وأنه اتجه بسرعة رفقة أصدقائه واشتبك مع الحاضرين، وتنظر محكمة جنح الشيخ زايد غدا أولى جلسات محاكمته.
الواقعة الماضية لم تكن الأولى، ففي مايو 2023 اشتبك إمام عاشور لفظيا مع بعض الأشخاص في دور سينما بمدينة الشيخ زايد وتطور الأمر إلى التشابك بالأيدي وتم تحرير محضر في الشرطة، حيث تنازل الطرفان وفضلا الصلح وتم حل المشكلة بشكل ودي.
وفي نوفمبر 2023، حدثت مشادة كلامية بين إمام عاشور وأحد المشجعين في مطار القاهرة وتطور الأمر للتشابك بالأيدي وتم تحرير محضر في قسم الشرطة الذي استمع إلى أقوالهما قبل أن يتم التصالح بينهما.
وداخل الملعب دخل إمام عاشور في أزمة مع السويسري مارسيل كولر المدير الفني للأهلي أدت لاستبعاده من بعض المباريات قبل أن يعتذر للمدير الفني، وفي مباراة السوبر الإفريقي الأخيرة بين الأهلي والزمالك دخل إمام عاشور في مشادة مع نبيل عماد دونجا لاعب الزمالك وحاول الاشتباك مع محمد عواد حاس الزمالك أثناء توجهه لمصافحة لاعبي الأهلي بعد المباراة، وكادت الأمور تتطور، لولا تدخل بعض العقلاء من لاعبي الأهلي لمنع عاشور من الوصول إلى عواد.
دور المعالج النفسي
الخروج المستمر لإمام عاشور على النص، سواء داخل الملعب أو خارجه، فضلا عن رسائله الغامضة والمثيرة عبر حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، يؤكد أن اللاعب يحتاج لإعادة تأهيله كرويا، خاصة أن الجهاز الفني للأهلي يضم معالجا نفسيا يجب أن يجلس مع إمام عاشور ويتحدث معه عن أهمية موهبته ونجوميته اللتين تفرضان عليه أن يملك زمام نفسه وأن يتخذ من اللاعبين الكبار الذين حظوا بحب واحترام الجميع لسلوكياتهم المنضبطة، قدوة له، حتى لا تتكرر أخطاؤه وتغرب شمسه مبكرا من عالم الساحرة المستديرة.