كيف عبر المصريون عن حرب أكتوبر 73 بالسينما والأدب؟
حرب أكتوبر1973، واحدة من أشهر وأبرز الحروب في المنطقة العربية التي جاءت ردا على الاعتداء الصهيوني على التراب المصري المقدس، هذه الحرب شكلت وعي أجيال لاحقة عاشت وما تزال وستظل تعيش بنشوة الانتصار في استرداد أراضينا من يد الصهاينة، لذا لم يكن الأدب والفنون بجميع أنواعها غائبة عن ذلك المشهد، مشاركة ومتفاعلة لتقديم صورة بونارامية لما شهدته مصر في لحظات الحرب في التقرير التالي تعرف على خريطة الأعمال الفنية التي تناولت حرب أكتوبر:
تناولت العديد من الأعمال الأدبية في العالم العربي حرب أكتوبر من منظور وطني واجتماعي، حيث عبر الكتاب عن مشاعر الفخر بالانتصار العسكري والوطني، وفي الوقت ذاته، ناقشوا التحديات والصعوبات التي واجهتها البلاد بعد الحرب.
قدم الروائي إحسان عبدالقدوس روايته التي تحولت بنفس الاسم "الرصاصة لا تزال في جيبي" إلى فيلم سينمائي من بطولة الفنان محمود ياسين - وتروي قصة جندي مصري عاش التجربة بكل ما فيها من صعوبات وتحديات، مجسدة في الوقت نفسه الأمل في استعادة الأرض الرواية مليئة بالتفاصيل التي ترصد الحياة اليومية للجندي ومعاناته الشخصية خلال وبعد الحرب.
جاءت "حكايات الغريب" عن الكاتب الصحفي جمال الغيطاني لتقدم في هذا العمل سردًا لتجربة الجنود المصريين على خط المواجهة. تتناول الرواية موضوعات عن الشجاعة والصبر في وجه الموت، وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي لاحقًا.
فيلم "العمر لحظة" (1978): من بطولة ماجدة وأحمد مظهر، يعرض الفيلم الصراع النفسي والعاطفي للجنود المصريين وأسرهم خلال فترة الحرب، مشيرًا إلى الصعوبات التي عاشها الشعب المصري؛ بسبب الاحتلال وما تبعه من انتصار.
فيلم "أيام السادات" (2001): الفيلم، الذي أخرجه محمد خان وكتبه الكاتب الصحفي الكبير أحمد بهجت، وقام ببطولته أحمد زكي، يتناول حياة الرئيس المصري أنور السادات ويركز بشكل خاص على دوره في التخطيط وإدارة حرب أكتوبر. يُظهر الفيلم الجوانب السياسية والإنسانية للقيادة المصرية خلال تلك الفترة.
في نفس الوقت الذي سجلت السينما والأدب المصري انعكاس الانتصار على جموع وعي الشعب المصري، ووثقت حركة نضاله شعبه وجيش في التحرير جاءت أعمال يمكن وصفها بالأدبية والفنية قدمها أبناء الكيان الصهيوني كشهود عيان على ما جرى في المعركة.
لذا سنجد أن الأدبيات العبرية تناولت حرب أكتوبر من منظور مختلف، حيث ركزت على الصدمة العسكرية والنفسية التي تعرض لها المجتمع الإسرائيلي نتيجة المفاجأة والهزيمة في بداية الحرب.
"كيبور" (2000) - عاموس جيتاي: يعد فيلم "كيبور" من أبرز الأعمال السينمائية الإسرائيلية التي تناولت حرب أكتوبر. يعرض الفيلم تجربة الجنود الإسرائيليين خلال الحرب، مع التركيز على الصدمات النفسية والجسدية التي تعرضوا لها، وكيف تعاملوا مع تداعيات الحرب.
"وادي الدموع" (2020): مسلسل درامي يستعرض تفاصيل الحرب من خلال مجموعة من الجنود الإسرائيليين في هضبة الجولان، ويسلط الضوء على العلاقات الإنسانية والخسائر النفسية التي تعرضوا لها خلال الحرب وبعدها.
أما عن الأعمال الفنية الصهيونية: بالإضافة إلى الأدب، هناك عدد من الفنانين الذين لجأوا إلى الفنون البصرية للتعبير عن تأثير الحرب على المجتمع الإسرائيلي.
أما عن فن التصوير والرسم: فركزت العديد من الأعمال الفنية العبرية على تصوير المشاعر المعقدة التي أثارتها حرب أكتوبر، مثل الصدمة والخوف والحزن. على سبيل المثال، تُظهر بعض اللوحات الجنود في لحظات الضعف والشجاعة، وهو ما يعكس الصراعات النفسية التي واجهوها.
أما عن التأثير العالمي: حرب أكتوبر لم تقتصر على الإلهام في العالمين العربي والإسرائيلي فقط، بل أصبحت مادة للأعمال الفنية في الغرب.
العديد من الأفلام الوثائقية والكتب الغربية حاولت تحليل الحرب وتداعياتها الجيوسياسية، وكيف أثرت على توازن القوى العالمي، مثل أزمة النفط التي تبعت الحرب.