رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"العلوم المتكاملة" تثير ربكة طلاب أولى ثانوى.. وخبراء: معلم واحد لا يكفى

طلاب الصف الأول الثانوي
طلاب الصف الأول الثانوي

واجه طلبة وطالبات الصف الأول الثانوي والمعلمون أزمة فى مادة العلوم المتكاملة، وهى إحدى المواد الجديدة التي أضيفت للصف الأول الثانوي العام بالعام الدراسي الحالي 2024 /2025، بسبب احتواء المادة على مجموعة من المواد المتداخلة، مثل "الكيمياء- الفيزياء- الأحياء- الجيولوجيا".

وأعلنت وزارة التعليم أن من يقوم بتدريس مادة العلوم المتكاملة، معلم واحد فقط، مثل مادة العلوم فى المرحلة الإعدادية، ويكون امتحانها فى ورقة واحدة ويشمل أسئلة وفق المنهج الدراسى المقرر، وتضم مجموعة من المعارف والمهارات والعلوم والمفاهيم المرتبطة بمواد الكيمياء والفيزياء والأحياء.

ويخصص للمادة حصص بالجدول الأسبوعى الدراسى للصف الأول الثانوى ودرجتها الكلية بمجموع الأول الثانوى، 60 درجة والنجاح فى المادة من 30 درجة، كما أن إجمالي ساعات الدراسة لمادة العلوم المتكاملة 129 ساعة.

وتعقد امتحان المادة فى ورقة واحدة وتوقيت واحد وأسئلة واحدة حسب طبيعة ومواصفة الورقة الامتحانية للمادة، وتتنوع أسئلة امتحان مادة العلوم المتكاملة حسب المنهج والمحتوى العلمى، بحيث يشمل الامتحان جميع جزئيات المنهج الدراسى لمادة العلوم المتكاملة للصف الأول الثانوى العام.

تقسيم مادة العلوم المتكاملة 

وأكد حسن محرم، خبير مادة الأحياء أن مادة العلوم المتكاملة تشمل "١٠% كيمياء، ٢٠% فيزياء وفلك،٧٠% احياء وبيئة وجيولوجيا".

أكد خبير مادة الأحياء أن المادة تحتاج أن يدرسها معلم الأحياء والكيمياء والفيزياء، مضيفا أن المعلم الذي يقوم بتدريسها بمفرده سيظلم نفسه ويظلم طلابه.

وقال إسلام عبد الناصر، معلم مادة الكيمياء، إن جزء الكيمياء المضاف لمادة العلوم المتكاملة، منهج كبير ويشمل تفاصيل كثيرة، ويحتاج إلى معلم شاطر ليستطيع شرحه.

وشدد معلم الكيمياء على أن كتاب الوزارة به عناوين غامضة كثيرة، وتحتاج إلى معلم شاطر يستطيع الفهم والتحليل فى كل مادة لوصول المعلومة للطلاب. 

من جانبه، قال تامر شوقي، الخبير التربوي، إنه لا شك أن القرارات الفورية والجذرية مثل مادة العلوم المتكاملة تثير الربكة لدى مختلف عناصر المنظومة التعليمية، سواء الطالب أو المعلم بل وحتى الموجه، في ضوء ما يكتنف ذلك من غموض، سواء في طبيعة التدريس أو الامتحانات.

أضاف الخبير التربوي أن قيام معلم واحد بتدريس المادة رغم اشتمالها على مختلف فروع العلوم "الفيزياء والكيمياء والاحياء والجيولوجيا" يحمل العديد من التأثيرات السلبية، سواء على قدرته على شرحها بكفاءة "في ضوء تخصصه في مادة واحدة فقط منها" أو على الطالب من حيث عدم قدرته على تلقي المعلومات بشكل كفء من معلم غير متخصص.

وكشف شوقي عن أنه من المعروف أن مواد العلوم تختلف في طبيعتها ومحتواها وطرق تدريسها بشكل كبير من مادة لأخرى، مما يصعب الأمر فى تدريسها على المعلم، خاصة مع عدم تدريبه على شرحها.

واختتم قائلا أنه من ناحية أخرى ومن زاوية التقويم التربوي من الصعب وضع امتحان يقيس بشكل صادق وعادل نواتج التعلم الضخمة في تلك المواد في عدد معين من الأسئلة مخصص لها ٦٠ درجة فقط.

من جانبه، قال د.عاصم حجازي، الخبير التربوي إن مواد الأحياء والفيزياء والكيمياء والجيولوجيا في حد ذاتها ليست أمرا سيئا، بل هى مهمة خاصة في ظل وجود العديد من التخصصات البينية في الجامعات والوظائف التي تعتمد عليها في سوق العمل ولتحقيق هذا التكامل لا بد أن يتم جمع هذه الفروع في مادة واحدة لإعداد الطالب ذهنيًا لوظائف المستقبل التي تتطلب قدرا كبيرا من التكامل بين أكثر من فرع.

وليحقق هذا الدمج أهدافه لا بد من توافر مجموعة من الشروط:

1_ أن يتم إعداد المعلم الذي سيقوم بتدريس هذا المقرر أولاً في كليات التربية بحيث يمكنه تدريس هذا المقرر منفردًا وبشكل جيد.

2_ أن يقوم معلم واحد مؤهل ومعد جيدا بتدريس هذا المقرر حتى يقتنع الطالب بفكرة التكامل وإمكانية تحقيقه من جهة ومن جهة أخرى يستطيع المعلم التركيز على ربط الموضوعات بشكل جيد.

3_ أن يركز محتوى المقرر على توضيح كيفية التكامل بين هذه العلوم ومجالات الاستفادة من هذا التكامل.

4_ أن يتم تدريس المقرر بشكل تكاملي، وأن يتم التركيز على كيفية الدمج والتكامل بين هذه الفروع ومجالات تطبيق هذا التكامل.

واختتم قائلاً: "أما التسرع في طرح المادة قبل التنسيق مع كليات التربية لإعداد معلم مؤهل أو أن يتم إسناد تدريسها إلى أكثر من معلم أو تدريس موضوعات المقرر بشكل منفصل دون التركيز على الربط والتكامل فجميعها أخطاء يجب تداركها لتحقيق الاستفادة الكاملة من تدريس المادة".