دولة تحت الأرض.. أماكن اختباء قادة إسرائيل من القصف وملجأ نتنياهو الفاخر
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر، وعملية طوفان الأقصى، اتجهت أنظار العالم إلى الملاجئ الإسرائيلية التي تم إعدادها لحماية المدنيين والحكومة من أي هجمات صاروخية قد تواجهها إسرائيل من فصائل مقاومة الاحتلال في الشرق الأوسط، وأشهر هذه الملاجئ تلك التي يلجأ لها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته، حتى أصبحت ثمة دولة أخرى تحت إسرائيل تدير الحروب من تحت الأرض.
ملجأ حكومي تحت الأرض
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لديها مخبأ استراتيجي تحت الأرض وجبال القدس، والمعروف بمركز إدارة الأزمات الوطنية، ورغم التكلفة التي بلغت مليارات الدولارات، لا يستخدمه أعضاء حكومة نتنياهو منذ اندلاع الحرب ويديرون الحرب من مخبأ "البور" في الكرية.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع إن المركز مجهز وجاهز للاستخدام، لكن لا توجد معلومات تشير إلى تهديدات تتطلب استنفار هذا المرفق.
وأوضح المصدر أن "الاستعدادات لا تزال مستمرة، وهناك أجزاء من المركز جاهزة للتفعيل إذا لزم الأمر".
وتابعت الصحيفة أن القرار أثار انتقادات من بعض الأوساط، حيث يعتبرون أن إدارة الحرب من الكرية تجعل الفروق بين الإدارة العسكرية والإدارة المدنية غير واضحة، ما يعكس أزمة في التواصل وإدارة الأزمات.
وأضافت أن المخبأ، الذي يقع في أعماق الأرض تحت جبال القدس، مصمم لحماية الحكومة من مجموعة واسعة من التهديدات، بما في ذلك الزلازل والهجمات النووية والكيماوية والبيولوجية، وقد تم بناء هذا المرفق بعد دروس مستفادة من حرب لبنان الثانية، ويشمل مراكز اجتماعات وغرفًا وظيفية متعددة.
وأشارت إلى أنه عند تصميم المركز، تم استخدام نماذج من "مدن الأمان" تحت الأرض الموجودة في الولايات المتحدة، ويحتوي على كل المرافق اللازمة لأداء الوزراء والموظفين الحكوميين أثناء الأزمات، مثل غرف النوم ومناطق العمل ومطعم كبير، ويُعتبر المكان مذهلًا، حيث يصفه أحد الزوار بأنه "يبدو وكأنه مكان حربي متقدم".
من جهة أخرى، يُعتبر المخبأ محصنًا ضد التسريبات، حيث لا توجد تغطية لشبكة الهاتف المحمول داخله، ويتطلب من الزوار ترك هواتفهم عند المدخل، كما أنه لا يمكن التنصت على الاجتماعات داخل المخبأ، مما يضمن مستوى عاليًا من الأمان.
وأوضحت الصحيفة أن المخابئ والمراكز المحصنة كانت تُستخدم في الماضي، ولكن في ظل الظروف الحالية يبدو أن الاستراتيجيات بحاجة إلى إعادة تقييم لضمان فعالية الإجراءات المتخذة لحماية البلاد وتعزيز التنسيق بين جميع الجهات المعنية في أوقات الأزمات.
أين يختبأ نتنياهو من القصف الصاروخي الإيراني؟
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن نتنياهو في حالة القصف، يختبئ مع زوجته سارة وأبنائه في فيلا خاصة تعود للملياردير اليهودي الأمريكي سيمون باليك في حي أرنونا بالقدس.
وتفيد التقارير بأن المنزل مزود بمأوى متطور يحمي من تهديدات الصواريخ، وقد تم نشر حراس وشرطة في الشارع لإقامة حواجز.
قبل بدء الحرب، اتخذ الزوجان من فيلا باليك مقرًا لهما، ومنذ ذلك الحين انتقلا بين منزل العائلة في كيساريا وشارع عزة في القدس، إضافةً إلى أماكن أخرى.
وكشف المحيطون بنتنياهو أن استخدام الفيلا كان بسبب أعمال الحماية التي كانت تُجرى في المنزل الخاص بالعائلة في شارع عزة، ولكن تلك الأعمال قد اكتملت الآن.
ملاجئ الشمال غير صالحة للاستخدام الآدمي
وبحسب الصحيفة، فإن كل المنازل الموجودة في الشمال الإسرائيلي قديمة وغير مؤهلة لأن يكون تحتها ملاجئ كما هو الحال في تل أبيب والقدس وباقي المدن، ويتطلب الوصول إلى ملجأ في الحي وقتًا طويلًا، وتعد أكثر المدن التي لا تنتشر فيها الملاجئ في إسرائيل حيفا.
وبحسب الخطة التي تمت صياغتها وميزانيتها في الشهرين الأخيرين، تم إنشاء عشرات الملاجئ الجماعية التي سيتم توجيه السكان الذين ليست لديهم حماية إليها، وسيبقون هناك لفترات زمنية قصيرة نسبيًا، من بضع ساعات إلى بضعة أيام، حسب الحاجة، وهي في الأساس مواقف للسيارات تحت الأرض.
الملاجئ الإسرائيلية غير كافية لمواجهة الهجمات الصاروخية
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن مراقب الدولة الإسرائيلي متنياهو أنجلمان قد أصدر تقريرًا أثار قلق العديد من الدوائر السياسية بشأن عدم استعداد إسرائيل لتوفير ملاجئ لحماية المدنيين من الهجمات الصاروخية.
وتابعت أن 20% من الملاجئ العامة في إسرائيل الموجودة تحت الأرض غير صالحة للاستخدام، يقع معظمها في الشمال وهي المنطقة التي تعرضت أكثر من أي منطقة أخرى للهجمات الصاروخية المتعددة.
وأضافت أن قرابة 2.6 مليون إسرائيلي لا يملكون وسائل حماية كافية في حال التعرض لهجوم صاروخي، خصوصًا وأن العديد من الملاجئ غير صالحة للاستخدام الآدمي، كما أنه تم رصد أزمات في خرائط انتشار الملاجئ تحت الأرض وثغرات في حماية المواقع الحساسة والسيادية.
وأضافت أن 28% من الإسرائيليين ليس لديهم مكان للاحتماء فيه، و38% يستخدمون غرف الحماية المنزلية، و27% يستخدمون الملاجئ الخاصة المشتركة الموجودة في المباني متعددة الطوابق. ومع ذلك، فإن 6% من الإسرائيليين، أي ما يعادل 550 ألف شخص، سيعتمدون على الملاجئ العامة المنتشرة في البلاد، وهي الملاجئ غير الفعالة في الحماية.
وأشارت إلى أنه بخلاف الإحصائيات السابقة، فإن نصف الملاجئ في إسرائيل ليست في حالة جيدة، حيث تدهورت حالتها بصورة كبيرة، وتم تصنيف 25% من الملاجئ في البلاد بمستوى صلاحية منخفض و20% إضافية، أي ما يعادل 2494 ملجأ، غير صالحة للاستخدام.