الأنبا توما يترأس القداس الإلهي بكنيسة السيدة العذراء بملبورن
ترأس اليوم الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، والزائر الرسولي على أستراليا ولبنان ودول الخليج، صلاة القداس الإلهي، بكنيسة السيدة العذراء، بملبورن، بمشاركة الأب إسحق مهيب، راعي الكنيسة.
وألقى الأنبا توما عظة الذبيحة الإلهية حول “إنجيل القديس لوقا”، الذي يتكلم عن فرح السبعين رسول، عندما رجعوا بفرح، لأنهم طردوا الشياطين.
وتأمل الأب المطران في معنى الفرح، الذي قدمه يسوع قائلًا: يعتبر الفرح عنصرًا جوهريًا في حياة المسيحي. والفرح ليس مجرد إحساس عابر، بل هو ثمرة عميقة من الإيمان والحياة مع الله.
وركز على أن الفرح الحقيقي ينبع من العلاقة العميقة مع الله، عندما يعيش الإنسان في اتحاد مع الله، ويشعر بحضوره في حياته اليومية، يتولد في قلبه فرح دائم لا يتأثر بالظروف الصعبة. الإيمان يمنح الإنسان القدرة على العيش بفرح، حتى في الأوقات الصعبة، لأن الله هو مصدر هذا الفرح.
وأكد الزائر الرسولي أن الفرح هو ثمرة من ثمار الروح القدس (غلاطية 5:22). الروح القدس يعمل في قلب المؤمن، ليزرع فيه الفرح والسلام والمحبة، لذلك من المهم جدًا، علينا نحن المؤمنين إلى الانفتاح على عمل الروح القدس في حياتنا، لنتمكن من اختبار هذا الفرح العميق.
وشدد المطران أن الفرح لا يأتي فقط من الاستلام، بل أيضًا من العطاء والخدمة، عندما نخدم الآخرين بمحبة، نجد في ذلك فرحًا حقيقيًا. الخدمة هي وسيلة لنشر فرح المسيح في حياة الآخرين، وهذا ينعكس علينا أيضًا.
وأشار الأب المطران إلى أن الفرح دائمًا ما يدعو إلى العيش ببساطة وتواضع، كما أن الفرح الحقيقي لا يأتي من الامتلاك المادي، أو السعي وراء الثروة والشهرة، بل من حياة بسيطة مكرسة لله وللآخرين.
واختتم الأنبا توما عظته قائلًا: الفرح يكمن في القناعة والعيش بالبساطة، بعيدًا عن تعقيدات الحياة المادية. فالفرح هو علامة على الإيمان الحي. فالمسيحي الذي يعيش بإيمان قوي وحب لله، لا يمكن إلا أن يظهر هذا الفرح في حياته. فالدعوة هي أن نكون شهودًا للفرح في العالم، وأن نعكس فرح الإنجيل في حياتنا، وأعمالنا اليومية.