خطة حرب رسمها القادة.. قصص بطولة من داخل "غرفة عمليات أكتوبر"
المكان كوبري القبة، الزمان الأول من أكتوبر 1973، المهمة عرض الأخبار والتقارير التي جهزها القادة في الجيش المصري استعدادًا لبدء المعركة بعد 120 ساعة من ذلك الوقت، في آخر اجتماع للرئيس الراحل محمد أنور السادات، ورجاله قبل حرب أكتوبر.
وثقت صورة شهيرة من غرفة عمليات القوات المسلحة، لحظة القرار والحسم في حرب أكتوبر، وجمعت الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والفريق أول أحمد إسماعيل، وزير الحربية وقتها، وعدد من القادة الكبار، رجالات مصر الأوفياء، وأبطال الجيش المصري، وقادة نصر أكتوبر، الذين سطروا بأيديهم آيات النصر، والحق واسترداد الأرض والكرامة.
هذه الصورة تحمل في طياتها الكثير، وتعبر عن الكثير مما جرى في هذه الليلة، ليلة امتزج فيها الجد والإتقان باليقين بالله، واثقين بأن الله سيكلل جميع الجهود التي بذلوها خلال السنوات الماضية ومنذ النكسة بالنجاح والنصر، فالعقيدة ثابتة ولا مجال لتغيرها على مر العصور وهي النصر أو الشهادة.
الفريق أول أحمد إسماعيل كان أول من عرض خطته على الرئيس الراحل محمد أنور السادات في هذا الاجتماع؛ وقال إن المعركة معركتنا جميعًا وأن الخطوات والجهود التي تمت خلال السنوات التي سبقت قرار الحرب جاءت كلها بتوجيهات من القائد الأعلى والعقل المدبر لهذه الحرب وهو الرئيس محمد أنور السادات.
جاء في تقرير اللواء، فؤاد نصار، مدير المخابرات الحربية والاستطلاع، أن مصر نجحت فى الحشد حتى عشرة أيام سبقت الاجتماع، ولكن موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي، أعلن أن مصر وسوريا حشدتا قواتهما.. وقد تعين قائدا جديدا للقوات المدرعة فى سيناء، وعبأ العدو 10 لواءات فى الشمال، وأعلن الطوارئ فى المنطقة الشمالية فى الإذاعة، وأخلى بعض مناطق فى شمال إسرائيل، وانخفضت طلعات العدو الجوية لفترة للاستعداد، ولم يحرك قوات برية ناحية مصر، أما سوريا فقد عزز فى مواجهتها بلواء واحد.
أضاف أنه يصعب على العدو القيام بعملية إحباط برية حاليا، ولكنه سيقوم بعملية إحباط جوى وبمدفعيته بعيدة المدى خاصة فى مرحلة العبور، دون إدخال قوات رئيسية فى مدى مدفعية المصريين، والمعركة الرئيسية ستكون شرق المضايق، وسيحاول العدو تدمير قواتنا الجوية فى الجو، أو السيطرة على المطارات بعد الإقلاع أو يملأ الممرات بقنابل زمنية تمنع القوات الجوية من المعاونة صباحا.
استعرض باقي قادة الجيش الخطط والتقارير التي تشير إلى حال الجيش والعدو حتى وقت الاجتماع وقبل الاستعداد إلى الحرب.
وتوجه بعدها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بكلمة إلى جميع القادة الموجودين داخل الغرفة يحثهم فيها على التمسك بالأمل، مؤكدًا لهم أن الاجتماع القادم يأتي بعد عملية العبور الأولى، وأن النصر قادم لا محالة، وسوف ينتهي هذا الكابوس، وتنعم مصر جميعها بالنصر واسترداد الأرض والكرامة، وهو ما حدث بالفعل.
أقرأ أيضًا: