"ماذا أضافوا لضمير العصر".. كتاب يؤرّخ لتحولات الإبداع المصري
في كتابه “ماذا أضافوا إلى ضمير العصر”، يقدم غالي شكري بانوراما لقراءة وقائع ثورة يوليو وتاثيرها على الأدب العربي المعاصر، وصولاً إلى قراءات بقيت اصداؤها، يأتي ذلك على مدار 175 صفحة من القطع المتوسط.
يرى شكري عبر كتابه “ماذا أضافوا الى ضمير العصر” أن توقف مجلتي الرسالة والثقافة قبيل ثورة يوليو، جاء تعبيرا عن نهاية مرحلة كاملة في تاريخ الأدب العربي الحديق، وهى المرحلة التي تتخذ لها إطارا سياسيا بين عامي 1919 و1952.
جيل مابين الحربين
ويشير شكري عبر كتابه “ماذا أضافوا الى ضمير العصر ”إلى أن هناك جيل ما بين الحربين العالمية الأولى والثانية منهم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ومحمد مندور ولويس عوض وعمر فاخوري، والزهاوي والجواهري، وطاهر لاشين ومحمود البدوي ويسوف حلمي وصلاح ذهني وأسماعيل أدهم وسحاتة عبيد وغيرهم. من ابناء ذلك الجيل العربي المناضل. وهو الوريث الشرعي للثورات العربية المتقاربة فبيل العشرينيات ووريثا لمعظم الاتجاهات الغالبة على التكوين الايدلوجي لهذه الثورات.
يرى شكري أن ثورة يوليو كانت هي الضربة الأولى لهذا البناء الراسخ المتهالك في أن ؛ وارجع ذلك الى ان ثورة يوليو اتاحت للجيل الجديد ان يمد قدميه ويثبتهما شيئا فشيئا، وقد فاجات الادباء ناحية الشكل وان لم تفاجئهم من ناحية المضمون، ولن من غير شك فاجات البعض الآخر شكلا ومضمونا لذا اختلفت اتعكاساتها على الأدب العربي الحديث في كافة الزوايا الفكرية
الرواية والقصة القصيرة
رأى شكرى ان القصة القصيرة والرواية كانت في مقدمة ادوات ال تعبير الفني قدرة على امتصاص الحدث الثوري الجديد، على عكس الشعر الذي غالبا ما يجنح الى الهتاف المتعجل او الصم التام، ولفت الى ان المسرح لم يتشكل بعد بما بناسب دوره في تجسيد الثورة.
الواقعية والرومانتيكية في ميزان غالي شكري
يذهب كتاب "ماذا اضافوا إلى ضمير العصر " إلى التاريخ للقصة القصيرو والرواية في مصر منذ تشكلهما وتبلورهما في نهاية الاربعينيات عند حدود مرستين واضحتين الرومانتيكية ويمثلها السباعي وعبد الحليم عبد الله ويوسف جوهر وسعد مكاوي، والمدرسة الواقعية التي استقطبت في صفها نجيب محفوظ وعادل كامل ويوسف الشاروني، وصلاح حافظ وفتحي والفريد فرج ونعمان عاشور.
اشار غالي ان الرومانتكيون المصريون اتجهوا لنقد النظام القديم وتصوير مفاسدة، ـو واكبة الحاضر وتصوير مكاسبه، أما اصحاب الاتجاه الواقعي في الرواية والقصة القصيرة قاموا بتقييم الماضي تقييما مختلفا وتطلعوا الى المستقبل نمذج الأرض لعبد الرحمن الشرقاوي، بين القصرين لنجيب محفوظ.
أكد غالي شكري أن أبناء الجيل الجديد من المدرسة الواقعية كانت الاشتراكية هدفا رئيسيا وضعهم امام العديد من التساؤلات والتي منها ما الذي يستطيعون تقديمه للناس من جديد ؟ لذا اختلف الروائيون وكتاب القصة القصيرة في مصر فيما قدموه من إجابات عملية اختلافات واسعة.
واشار شكري الى ان محفوظ لم يتورط في السطحية التي ذهب اليه بعض ابناء هذه المدرسة، ويرجع ذلك الى استطاعته بوعي نافذ الى مكونات الثورة، وإدراك جاد بمقوماتها أن يعكس الحركة القورية سلبا وايجابا.