روائيون ونقاد: "أبو جنزير" وثقت الواقع السوداني بكل ما فيه من تناقضات
قال الكاتب الروائي شعبان يوسف خلال مناقشة رواية “أبو جنزير” للروائي السوداني الحسن محمد سعيد في أمسية جديدة من أمسيات ورشة الزيتون الأدبية:لا نعرف شيئ عن السودان، هذه مجرد إشاعة تنفيها كتابات المصريين التي تؤكد على عمق العلاقة بين البلدين، منها: كتاب " عشرة أيام في السودان" لمحمد حسين هيكل، وكتاب "السودان وأهل السودان " للكاتب يوسف الشريف، وكتاب "الغابة" لمصطفى محمود، هذه بعض من الكتب ترصد الحياة الاجتماعية والسياسية في السودان.
وأشار يوسف إلى ان مازال هناك سودانين في كل مصر، وعاش في مصرالعديد من الكتاب السودانيين منهم احد رواد النقد والكتابة الابداعية وهو "معاوية محمد نور، وصولا ل محمد الفيتوري وغيرهم . كذلك هناك اسماء سبقت معاوية محمد نور ونشرت لهم اعمال في مصر
أكد يوسف أن العرب عرفوا الطيب صالح عام ٦٨، لكن الطيب صالح ظهر في مجلة "أصوات" الذي نشر بها قصة "دومة واد حامد"، ومن بعد في عام ٦٩ قدم رجاء النقاش الطيب صالح.
أشار يوسف إلى أن "جعفر النميري" والذي يأتي كواحد من ابطال رواية "الجنزير" عاش في مصر بواحد من قصورها،وقد طلبت عمل حوار صحفي معه، وكان ذلك عبر أ حد الاصدقاء السودانيين لذي يعد من احد المقربين وكان الرد باشتراط الا يكون الحديث في السياسة.
آمال الشريف “ ابو جنزير” رصدت الواقع السياسي والاجتماعي للسودان
من جهتها، قالت الروائية آمال الشريف ان ما قدمته الرواية ' ابو جنزير" من رصد لواقع ما يحدث في السودان في تلك الفترة، وتنبؤءه بما نشهد ه الآن من الواقع السوداني حدث وهناك ما هو ابشع منه يحدث الآن.
وأشارت الشريف إلى أن هناك تواريخ مهمة رصدتها الرواية وكانت مدخلها لعالم وواقع السودان منه ١٩٦٩ وهو الانقلاب على السلطة السودانية ومجئ النميري، ظهوره في في المشهد لتمجيد الانقلاب العسكري
وفي 1971 حدث ما يمكن ان نعرفه بالانقلاب على الانقلاب، والذي جاء عبر ظباط تقدمين لم يستمر أكثر من ٣ ايام، ليستعيد النميري السلطة مرة أخرى، ونكتشف عبر ظهور النميرى وخطاباته مدى تلك ا الضحالة السياسية والفكرية والادبية التي نشهدها التي مثلتها خطاباته.
وتابعت الشريف في عام 1983 اقدم النميري على ما يسميه ب" العدالة الناجزة" وجاءت للهجوم على القضاء السوداني، وهذا ماحدث في بطل الرواية في قضية بطل الرواية محيي الدين.
أكدت الشريف أن النميري لجاء إلى القضاء العديد من معارضيه وخصومه عبر تطبيق الشريعة الإسلامية التي بسببها إعدام المفكر السياسي السوداني محمود محمد طه.
أوضحت الشريف أن النميري قام بعمل مذبحة ما يسمى ببيت الضيافة وسجن الكوير كل هذا بدء من عزل القضاة فرض ما يسمى العدالة الناجزة، والذي كان بمثابة المهد الذي استقوت به الجبهة الإسلامية في مواجهة الجيش.
وأكدت الشريف في ختام كلمتها، أن نجاح الروائي الحسن محمد سعيد في تقديم صورة واضحة للعلاقات الاجتماعية والإنسانية للسودانيين خارج وداخل السودان وهذا يدل على أننا أمام رواية معرفية من الدرجة الأولى تطلعنا على حياة الشعب السوداني.
بثينة خضر: رواية “ابوجنزير” قدمت الواقع السوداني عبر رؤية قانونية
من جانبها، قالت القاصة السودانية بثينة خضر إن أحداث الرواية جاءت عبر رؤية قانونية لكاتبها الروائي والقانوني الحسن محمد سعيد، فهى لا تقدم أحداث، فقط، بل توثق لحقائق موجودة في تلك الفترة.
أكدت بثينة أن الكاتب متأثر بمصر خاصة أن علاقته بمصر علاقة وطيدة بدءا من الأسرة فزوجته مصرية. ولا تخلو الرواية من السيرة الذاتية.
الحسن محمد سعيد: جسدت شخصية النميري بكل ما تحكله من تنااقضات
قال الكاتب الروائي الحسن محمد سعيد أن الرواية تتحدث عن عصر النميري عصر عشته وشاهدت وحشيته، كنت أتصور انني سأكون واحد كن ضمن ضحايا هذا النظام
وتابع الحسن أما عنوان 'ابو جنزير" يرجع لأحد الميادين الشهيرة بالسودان الشهيرة.
أشار صاحب أبوجنزير إلى أن كل المحاكمات التي تعرض لها الشيوعيين في عهد النميري جاءت في لحظات سكره فقد كانت زجاجة الويسكي تلازمه في توقيع محاكمات الإعدام، وحول السودان إلى منطقة بشعة وما نحن فيه الآن هو نتيجة طبيعية لما اقدم عليه النميري.
وختم الحسن حديثه بالقول: "حاولت أجسّد شخصية النميري بكل مافيها من تراجيديا عبر رواية أبو جنزير وما جاء في الرواية لم أكن آمل أن يحدث فيما بعد ونعيشه الآن.