رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التطرف الناعم| هل تتسلل الأفكار المتطرفة في زي جديد؟.. باحثون يجيبون

الأفكار المتطرفة
الأفكار المتطرفة

تسعى الجماعات المتطرفة، خلال الفترة الأخيرة، لتغيير إستراتيجيتها فى نشر أفكارها المتطرفة، من خلال زرع الأفكار المتشددة بطرق ناعمة ومقنعة بين الشباب، الأمر الذى أستنكره العلماء والمؤسسات الدينية المختلفة.

"الدستور" فى التقرير التالى ترصد آراء الباحثين وعلماء الدين حول هذه الظاهرة المرفوضة والتى تحاربها جميع المجتمعات الإسلامية والعربية.

التطرف الناعم يهدف لزعزعة الأمة 

قال الدكتور جابر بغدادى الباحث فى الفكر الإسلامى، إن بعض المتطرفين استعملوا التطرف الناعم لزعزعة كيان الأمة في محاولات بائسة، لنشر الإحباط وكذلك استعملوا بعض الفجوات الاجتماعية لنشر الإشاعات وترويج الأكاذيب، ومنها إثارة الفتن حول الدعاة والعلماء لتشوية رموز الأمة حتي لا يكن للناس أمل في أي مذهب وتتزعزع عقائد الناس في دينها لأن الدين هو الملاذ الوحيد، وهناك محاولات مستميته من قبل هذه الجماعات المتطرفة لإحباط الناس من خلال تصدير مقولات إن بلاد المسلمين ستقع وأن المستقبل مؤلم وهذه الأفكار الهدامة تهدف لإشاعة اليأس الاجتماعى والدولى والتركيز الكامل على المواطن السلبية ولا توجد مجتمعات خالية من المواطن السلبية، ولكن لا يجب التركيز على هذه الأمور، والدعاة الحقيقيون يركزون على النجاحات ويتركون السلبيات، فلذلك هذا تطرف ناعم يدخل إلينا من خلال الامور الاجتماعية.

الجماعات المتطرفة تنشر اليأس 

وتابع "بغدادى" فى تصريحات خاصة لـ"الدستور": سعت الجماعات المتطرفة لنشر اليأس وتشويه الرموز والتأكيد على الجوانب السلبية في حياة المجتمعات وتهويل قوة العدو والنيل من جيوشنا العربية وتحريض الشعوب على حكامهم بدعوى الغيرة على وحدتنا العربية، وطمس التراث الأصيل، ونشر السطحية وبث الشهوانية، والعدوانية، وتلك هي معالم التطرف الناعم، للنيل من الأمن القومي للأمة الاسلامية، ونتج عن ذلك اتجاه الأجيال للإلحاد وتفشي المخدرات في صفوف أجيالنا، ومن بعد التفجير والعدوان يحاولون ضربنا بالتكفير والإحباط والخذلان، ولذلك وجب على المؤسسات الدينية المختلفة مواجهة ظاهرة التطرف الناعم.

 

الجهل أرض خصبة لنشر التطرف 

فى السياق ذاته، قال الدكتور أيمن حمدى الأكبرى، رئيس مؤسسة بن العربى للبحوث والدراسات، إن الجهل يعد أرض خصبة لزرع التشدد والتطرف، ومن هنا يغرس المتشددون الأفكار المتطرفة الناعمة في عقول الجهلاء، وأول ذلك إيهامهم بإمكانية علم الدين من خلال دروس سطحية ودورات سريعة، يبدأ بعدها المتدرب بإلقاء الدروس، فيتوهم أنه صار من العلماء، فإذا غذوه بالمقولات الساذجة، كقولهم: هم رجال ونحن رجال، وقولهم: كلٌّ يؤخذ منه ويرد عليه، وقولهم: عليك بفقه الدليل، يتصور ذلك المبتديء أنه أمسى صاحب فقه، فناطح العلماء.

وتابع " الأكبرى" لـ"الدستور: ثم يصورون له كل من لا يوافقونهم من العلماء العاملين؛ أنهم فقهاء السلطان، فيحصل عند ضحاياهم الخلط بين الدين والسياسة، وهم لا علم لهم بدين أو سياسة، ويواكب ذلك فصلهم عن المجتمع الكبير، وخلق مجتمعات يغلب عليها السرية في التعامل، مع إلقاء التهم على كل من يخافهم ورميهم بما يعظم الضغينة تجاههم، فتزداد علل النفوس، وتقصر العقول عن فهم الواقع، فيكون التعصب والإرهاب هو نتاج ذلك البرنامج.

من جانبه، قال الدكتور أحمد الطرهونى من علماء الأزهر الشريف، إن ظاهرة التطرف الناعم، ظهرت خلال الفترة الأخيرة، حيث تسعى جماعات التطرف والعنف لنشرها من خلال بث أفكار بسيطة بين الناس بالإعتماد على العوامل النفسية والإجتماعية وبث الفرقة بين المواطنين والسلطة الحاكمة، ولذلك وجب التصدى لهذا الفكر لأن من شإنه إحداث أزمة كبيرة فى المجتمع المصرى.  

بعض الأعمال الفنية تُرسخ للإرهاب الناعم 

وأضاف" الطرهونى"  لـ"الدستور قائلا: مرصد الأزهر للفتاوى المتطرفة قال إن الإنسان بطبعه مفطور على حب كل ما هو طيب والنفور من كل ما هو خبيث، وأنَّ ما يطرأ على الإنسان من انحراف وفساد يرجع لأسباب خارجية، علاوة على أنَّ الواقع المجتمعي المعاصر يتسم بالتفكك والصِدام، حيث توجد كيانات عدة مثل: مواقع التواصل الاجتماعي، والمنصات الإعلامية، والفن، والرياضة ومؤسسات أخرى، قد تعمل بشكل عَفوي أو مُمنهج على إحداث تأثير سلبي على النشء والشباب، من خلال نشر قِيم مزيفة، وتصدير المُجرم في صورة البطل المغوار، في الوقت الذي يرتكب فيه أفعال تتنافي مع الطبيعة البشرية السوية، وهو ما نلاحظه بوضوح تام في بعض الأعمال الفنية التي تُرسخ للإرهاب الناعم (البلطجة)، من أجل تشويه الفطرة السوية لدى النشء، فيومًا بعد يوم يصبح الانحراف نموذجًا مُتأصلًا في عقول الشباب، وللأسف الشديد هناك العديد من الألعاب والمواد التي تُنتجها القوى الناعمة بشكل ممنهج لهدم الفطرة السويَّة للنشء والشباب، من خلال المحتويات التي تسعى لتطبيع بعض السلوكيات غير الأخلاقية وعلى رأسها الشذوذ الجنسي، من أجل هدم منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية للأسرة، ومسخ هُوية أفرادها، والعبث بأمن المجتمعات واستقراها.