مكاسب مصر من تطوير البنية التحتية بعد الإعلان عن ضخ 300 مليار (تقرير)

جذب استثمارات ضخمة وتنفيذ القطاع الخاص لـ 86٪ من مشروعات الدولة

الساحل الشمالي والعاصمة والإدارية والعلمين.. مراكز جذب كبري للاستثمار في مصر

إنشاء 38 مدينة ذكية جديدة.. وخلق مجتمعات عمرانية وصناعية جديدة 
 

اقتصاديون: تطوير البنية التحتية ساهم في تحول مصر لمركز إقليمي لجذب الاستثمارات بالشرق الأوسط

كشف اقتصاديون ومستثمرون عن مكاسب تطوير البنية التحتية في مصر خلال السنوات الأخيرة، جذب الاستثمارات الأجنبية خاصة في مناطق الساحل الشمالي والعاصمة الإدارية الجديدة، إنشاء 38 مدينة ذكية جديدة، وخلق مجتمعات عمرانية وصناعية جديدة عبر النهضة العمرانية التي نجحت فيها مصر. 
 

وأكد الخبراء أن تطوير البنية التحتية أصبح محورًا هامًا لتحقيق التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الضخمة من الداخل والخارج ومن خلال جهود مكثفة، تسعى الدولة لتحسين الطرق، والكباري، والموانئ، وشبكات الطاقة، والاتصالات، وغيرها من المشروعات الحيوية التي تُعد أساسًا لنجاح أي اقتصاد قوي ومستدام. 

وكشف عدد من الاقتصاديين والمستثمرين لجريدة "الدستور" عن الفوائد التي حققتها مصر من تطوير البنية التحتية، وأسهمت في جذب رؤوس الأموال والمستثمرين الأجانب، كذلك دور القطاع الخاص في تنفيذ المشروعات القومية بنسبة 86%.

وقال المهندس طارق شكري وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب إن تطوير البنية التحتية حجر الزاوية لأي نمو اقتصادي مستدام، فهي ليست مجرد طرق أو موانئ بل هي الأساس الذي يعتمد عليه جميع القطاعات الاقتصادية، كما أن تحسين البنية التحتية يُعزز كفاءة الأنشطة التجارية والصناعية، فتُسهِّل الطرق السريعة والموانئ الحديثة نقل البضائع محليًا ودوليًا، مما يقلل من التكلفة الزمنية والمالية لنقل المنتجات. بالإضافة إلى ذلك، تحسين شبكات الطاقة والاتصالات يُسهم في زيادة قدرة المصانع والشركات على الإنتاج والابتكار، وهو ما ينعكس في النهاية على الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

وأضاف أنه أحد أهم المكاسب التي حققتها مصر من تطوير البنية التحتية هو قدرتها على جذب استثمارات ضخمة من المستثمرين المحليين والأجانب. المستثمرون يبحثون دائمًا عن بيئة مستقرة وبنية تحتية قوية تدعم استثماراتهم. وقد أدى التطوير الملحوظ في البنية التحتية المصرية إلى تحسين التصنيف الاستثماري للبلاد، وزيادة ثقة المستثمرين في السوق المصري. يُذكر أن مصر أصبحت وجهة جذابة للاستثمار الأجنبي المباشر، خاصةً في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، والصناعات الثقيلة، والنقل البحري، والعقارات مشيرا ال يان القطاع الخاص كان له دور واضح في تنفيذ المشروعات حيث أكدت الحكومة على أن نسبة تنفيذ القطاع الخاص سواء المحلي والأجنبي بلغت نحو 86 ٪ من حجم المشروعات.

وأكد أنه على سبيل المثال، هناك استثمارات ضخمة تم ضخها في مشروعات القطار الكهربائي، والطاقة الشمسية في بنبان بأسوان، والمشروعات القومية الكبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة. هذه الاستثمارات تُظهر بوضوح أن مصر نجحت في تحويل التحديات إلى فرص اقتصادية، وأصبحت قادرة على جذب المستثمرين في مجالات متعددة.

وأكد المهندس بهاء العادلي رئيس جمعية مستثمري بدر أن تطوير البنية التحتية كان له تأثيرا مباشرا على تحسين بيئة الأعمال في مصر، فتحسين الطرق وشبكات النقل ساهم في تسهيل حركة البضائع والمواد الخام، ما ساعد الشركات على تحسين كفاءتها التشغيلية. أيضًا، تحديث الموانئ والمطارات جعل من مصر مركزًا تجاريًا إقليميًا، وساعد على تعزيز موقع البلاد كمحور للنقل والخدمات اللوجستية في إفريقيا والشرق الأوسط.

وتابع: تحسين شبكات الطاقة والكهرباء ساعد الشركات الصناعية على تعزيز قدراتها الإنتاجية، ما أسهم في زيادة صادرات مصر من السلع الصناعية إلى الأسواق العالمية، كما أن تطوير شبكة الإنترنت والاتصالات جعل من مصر بيئة جاذبة للاستثمارات في قطاع التكنولوجيا، وظهرت شركات تقنية ومستثمرون دوليون يستفيدون من تطور البنية التحتية الرقمية.

فيما قال المهندس أسامة حفيلة رئيس جمعية مستثمري دمياط ونائب رئيس اتحاد المستثمرين إنه أحد الجوانب الهامة في تطوير البنية التحتية هو الدور الكبير الذي يلعبه القطاع الخاص في تنفيذ المشروعات. الاقتصاديون والمستثمرون أشاروا إلى أن القطاع الخاص قام بتنفيذ حوالي 86% من المشروعات القومية في مصر، وهذا يعكس الثقة الكبيرة التي تضعها الدولة في الشركات الخاصة لتنفيذ خططها الطموحة.

وأوضح أن القطاع الخاص يمتلك القدرات المالية والتقنية والإدارية التي تمكّنه من إنجاز المشروعات بجودة عالية وفي وقت قصير، فالتعاون بين الدولة والقطاع الخاص أدى إلى تحقيق تقدم سريع في مشروعات البنية التحتية، كما أنه ساهم في تقليل الأعباء المالية على الدولة، حيث يتم تمويل بعض المشروعات من خلال شراكات بين القطاعين العام والخاص (PPP).

وأضاف المهندس  محمود الشندويلي رئيس جمعية مستثمري سوهاج أن أهمية استدامة التمويل لمشروعات البنية التحتية وبعض المشروعات الكبرى تحتاج إلى استثمارات ضخمة وتستغرق سنوات عديدة لتحقيق عوائدها.