رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنشطة الرياضية والفنية كبدائل صحية للشباب: من الفراغ إلى التمكين

دور الأنشطة الرياضية
دور الأنشطة الرياضية مع الشباب

في عصر تكثر فيه التحديات والضغوطات التي تواجه الشباب، يبرز دور الأنشطة الرياضية والفنية كبدائل صحية وفعّالة تساهم في توجيه طاقاتهم نحو مسارات إيجابية، وتحميهم من الانجراف نحو الأفكار المتطرفة والسلوكيات المنحرفة.

نستعرض في هذا التقرير رأي علم النفس في أهمية الأنشطة الرياضية والفنية ودورها باعتباره درع الحماية للشباب من الأفكار المتطرفة وتشكيل مستقبل أكثر إشراقًا لهم، وكذا دور تلك الأنشطة في بناء مجتمع أكثر تماسكًا واستقرارًا.

جمال فرويز: نادرًا ما نجد بطل رياضي صاحب أفكار متطرفة

 الدكتور جمال فرويز الخبير النفسي في حديثه "للدستور" قال إن فترة الشباب تتمتع بخصائص فريدة، إذ تكون الطاقة والحماس في أعلى درجاتهما في هذا السن، مؤكدًا أن هذا الحماس يمثل دافعًا قويًا للشباب لاستكشاف تجارب جديدة لذا يجب استثمار تلك الطاقة في كل ما هو مفيد للشباب ولمجتمعهم، وإبعادهم عن المسارات الخاطئة التي تهدد مستقبلهم. 

 تابع بقوله أن الأنشطة الفنية والرياضية يمكن أن تساعد في إخراج الطاقة الكبيرة الكامنة داخل الشباب، مما يحميهم من الاتجاه نحو الأفكار المتطرفة والسلوكيات السلبية التي انتشرت في الآونة الأخيرة نتيجة عدم الانتباه إلى دورها.

 وأضاف أن هذا التحويل للطاقة الذي تخلقه الأنشطة الرياضية والفنية، يساعد الشباب في الشعور بالانتماء لوطنهم، كما يعزز من الهوية الشخصية والاجتماعية لديهم.

وأكد فرويز على أن هذا الانتماء يتم من خلال توفير بيئات جماعية تسمح لهم بالتواصل والتفاعل مع الآخرين عن طريق تلك الأنشطة الرياضية والفنية، لافتًا إلى أنه عندما ينخرط الشباب في تلك الفرق الرياضية أو المجموعات الفنية، يشعرون بأنهم جزء من شيء أكبر من أنفسهم، مما يعزز من شعورهم بالمسؤولية تجاه مجتمعهم.

فرويز كذلك أشار إلى أن الأنشطة المفيدة، مثل الرياضة والفنون تحمي الشباب من الانغماس في أنشطة عديمة الفائدة مثل تصفح مواقع التواصل الاجتماعي دون هدف  أو الجلوس على برامج التيك توك أو كذلك الجلوس على المقاهي، لافتًا إلى أنه يمكن للشباب الانخراط في مجالات إبداعية مثل الفنون التشكيلية، المسرح، أو الموسيقى التي تُعدّ وسائل رائعة للتعبير عن الذات وتحويل الطاقات السلبية إلى إبداعات مثمرة.

كما أكد الخبير النفسي أنه بمتابعة كبار الأبطال الرياضيين والفنيين، نجد أن القليل منهم من ينخرط نحو الأفكار المتطرفة مما يؤكد على دور تلك الأنشطة في حمايتهم من تلك الأفكار، ولفت إلى أن هذه الشخصيات تعتبر نماذج ملهمة، حيث تُظهر كيفية استخدام الطاقة والمواهب لتحقيق النجاح.