حدث فى مثل هذا اليوم.. كيف وثق المؤرخون "الانتداب البريطانى على فلسطين"؟
يحل اليوم الموافق 29 سبتمبر، عام 1923، ذكرى بداية الانتداب البريطاني على فلسطين، وعن هذا الانتداب وثق الكثير من الكتاب والمؤرخين، ما فعله الانتداب البريطاني في فلسطين، حيث فتح الباب لليهود لاحتلال أرض فلسطين وتقسيمها إلى شطرين.
ماذا يعني الانتداب البريطاني على فلسطين؟
عرف ووصف الكاتب والمؤرخ عبدالله حسين، معنى الانتداب، وما حل بفلسطين بسببه، موضحًا في كتابه "المسألة اليهودية"، أن: الانتداب هو شكل سياسي من أشكال الإدارة الحكومية من مبتدعات قواعد الصلح وجمعية الأمم على أثر انتهاء الحرب العالمية الماضية "١٩١٤–١٩١٨م" بمقتضاه تقرر جمعية الأمم انتداب إحدى دول الحلفاء لإدارة الحكم فيما كان يعد جزءًا أو مستعمرة لألمانيا أو إحدى حليفاتها يومئذ النمسا، وبلغاريا، وتركيا، على أن يكون هدف الانتداب مساعدة الأمم التي لا يسعها أن تقف على قدميها وحدها على إدراك الحكم الذاتي بعد مدة الوصاية؛ أي إن الدولة المنتدبة تعمل كالقيِّم والوصي على القاصر، إلى أن يبلغ سن الرشد “السياسي” على أن تقدم الدولة المنتدبة عن إدارتها أو وصايتها هذه تقريرًا إلى لجنة الانتدابات في العصبة.
وأضاف عبد الله حسين: كان يذهب إلى جنيف في كل عام المندوب السامي البريطاني لفلسطين أو أحد كبار موظفي حكومتها البريطانيين، وممثل عن وزارة الخارجية البريطانية، كما أن اللجنة كانت تتلقى من “الوكالة اليهودية” في فلسطين بيانًا عن النشاط اليهودي فيها، وكذلك من اللجنة العربية العليا وهيئات وأفراد آخرين عن ملاحظاتهم ومطالبهم من الإدارة الحكومية.
ولفت عبد الله حسين إلى إن الحكم التركي في فلسطين قد انتهى منذ سبتمبر ١٩١٨م، حين عقدت الهدنة بين الحلفاء وتركيا، ومنذ أن احتل الحلفاء فلسطين إلى أن وضعت تحت الانتداب، كانت تديرها حكومة بريطانية عسكرية، ثم حدث أن تم تسجيل تصريح لورد بلفور، موضحًا: دونت وثائق هذا الانتداب في الكتاب الأبيض البريطاني الذي صدر بتصريح بلفور، الذي بمقتضاه تم “الاعتراف بما هناك من الصلات التاريخية للشعب اليهودي مع فلسطين، والأسباب التي تدعو إلى إنشاء وطن قومي فيها”
وفي كتابه "المسألة اليهودية، يوثق عبد الله حسين، الدور الذي لعبته بريطانيا في ذلك منذ فرض الانتداب على فلسطين، وما تلاه، وما ارتكبه اليهود من تجاوزات في حق الشعب الفلسطيني منذ ذلك الوقت، وحتى انتهاء الحرب العالمية الثانية؛ حيث اتسعت خطواتهم من أجل إنشاء وطنهم المأمول.
كيف استعمر اليهود فلسطين؟
كما أشار «إدوين صمويل» في كتابه "نظام المستعمرات اليهودية"، إلى إن اليهودي يخرج من أوروبا، بعد أن جردته ألمانيا من ماله، هابطًا أرض فلسطين وهو على حال من الفقر والتجرد من وسائل العيش، فهل يتركونه ضالًّا يسير على غير هدى؟ كلا، إنه ليذهب في الحال إلى إحدى المستعمرات اليهودية التي أنشأها "الصندوق القومي اليهودي" الذي يموله أغنياء اليهود في جميع أنحاء العالم.
"عباس العقاد" يدين الانتداب البريطاني على تقسيمه فلسطين
كما أدان عباس محمود العقاد، ما فعله الانتداب البريطاني بفلسطين، لافتًا في كتابه "الصهيونية العالمية"، إلى أنه دخلت الصهيونية في دور العمل السياسي النافذ بعد وعد بلفور، وانتداب بريطانيا العظمى لإدارة فلسطين.
وأضاف: بريطانيا قسمت فلسطين شطرين بينهما شقة مستقلة في الناصرة وبيت المقدس، وأبى العرب، وشقة لليهود، فاقترح العرب حكومة وطنية تراعى فيها مصالح الأقلية، واقترح اليهود حكومة يهودية تعيش فيها الأكثرية عالة على اليهود مع فتح أبواب الهجرة لهؤلاء بغير قيود ولا حدود، ثم مضت سنتان وأعلنت دولة الانتداب قيام الحكومة اليهودية على أن تصبح فلسطين بعد عشر سنين حكومة اتحادية، وسمحت بدخول خمسة وسبعين ألفًا من المهاجرين اليهود خلال السنوات الخمس الأولى بعد سنة ١٩٣٩.
كما وصف عباس العقاد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وقتها قائلًا: تنقضي الأيام على مصرع رسول الأمم، وعلى اقتحام بيت المقدس، وعلى اختراق الحدود، وإهدار دماء الأبرياء، وترويع المشردين فوق ما أصابهم من ترويع وتشريد، فلا تُدان صهيون بجريمة من هذه الجرائم، بل تتجنى على غيرها وتشكوه، فتنفتح الآذان والصدور لاستماع شكواها.