رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى انتقال القدّيس يوحنّا الإنجيلي الحبيب

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية، بذكرى انتقال القدّيس يوحنّا الإنجيلي الحبيب، أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر، والذي يُعرف بأنه كاتب إنجيل يوحنا، إضافةً إلى رسائل يوحنا (الأولى والثانية والثالثة) وكتاب الرؤيا.

كما يُعتبر يوحنا واحدًا من أبرز الشخصيات في العهد الجديد، ويتميز بكونه "التلميذ الذي كان يسوع يُحبّه".

إنجيله يركز على لاهوت المسيح وطبيعته الإلهية

وسمي يوحنا بالقلب الإنجيلي إذ انه كتب إنجيله بأسلوب مختلف عن الأناجيل الثلاثة الأخرى (متى، مرقس، ولوقا)، حيث يركز على لاهوت المسيح وطبيعته الإلهية.

وعن الرسائل التي كتبها فهي تركز رسائله على مواضيع الحب والإيمان، وتحث المؤمنين على التمسك بالحق، وكتب أيضًا سفر الرؤيا، الذي يحتوي على رؤى نبوة عن آخر الزمان.

وعن الألقاب التي يحملها فيُعرف أيضًا بألقاب مثل "الرسول الحبيب" و"التلميذ الحبيب".

هذا ويُعتبر يوحنا قديسًا في الكنائس المسيحية، وذُكرت قصص عن حياته بعد صعود المسيح، بما في ذلك حياته في أفسس.

العظة الاحتفالية

 وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: بالمقارنة مع النعمة التي جعلت يسوع يحبّه وجعلته يرتاح على صدره ليلة العشاء السرّي، تلقّى يوحنّا بوفرة مواهب الرُّوح: الفهم والحكمة. فالفهم كان ليفهم الكتاب؛ أمّا الحكمة فليدوّن كتبه بفنٍّ مُلْهَم.

في الحقيقة، لم يتلقَّ هذه الهبة فور اتّكائه على صدر الربّ، حتّى لو أنّه لاحقًا تمكّن من الاستقاء من هذا القلب "الّذي استَكَنَّتْ فِيهِ جَمِيعُ كُنوزِ الحِكْمَةِ والمَعْرِفَةِ". عندما قال إنّه بدخوله القبر "رأى وآمن"، اعترف "بأنّه لم يكن قد فهم ما ورد في الكتاب من أنّ الرّب يجب أن يقوم من بين الأموات. كالرُّسل الآخرين، تلقّى يوحنّا المقدار الكامل عندما حلَّ الرُّوح القدس (في العنصرة)، أي عندما مُنِحَت النعمة لكلّ واحد "على مقدار هبة المسيح".

أحبّ الربّ هذا التلميذ أكثر من الآخرين، وفتح له أسرار السماء ليجعل منه كاتب السرّ العميق الذي لا يمكن للإنسان أن يتكلّم عنه من تلقاء نفسه: سرّ الكلمة، كلمة الله، الكلمة الذي صار جسدًا. إنّه ثمرة هذه المحبّة. لكن، رغم أنّه أحبّه، لم يقل له يسوع: "أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي".

فمع محبّة النَّفس والرُّوح التي منحها الربّ لكلّ تلاميذه وخاصّة لبطرس، أحبّ يوحنّا بمحبّة القلب في درجة الرسالة، تلقّى سمعان بطرس المركز الأوّل و"مفاتيح ملكوت السماوات"، فيما حصل يوحنّا على ميراث آخر: روح الفهم، "كنز السّرور وإكليل الابتهاج".