في عيده وتذكاره.. هل يعبد الأقباط الصليب؟
تمر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بفترة احتفالات عيد الصليب، وهو احتفال كبير يُقام بالكنيسة مرتين بالعام، وله شعبية كبرى بين صفوف الأقباط سواء كانوا في مصر أو في بلدان المهجر.
هل يعبد الأقباط الصليب
الأب فيلبس ماهر أستاذ العلوم الطقسية في مراكز إعداد وتأهيل الخدام قال: الأقباط لا يعبدون الصليب، فهو في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رمز للإيمان المسيحي، يعبّر عن فداء المسيح وتضحيته من أجل البشرية، يُستخدم كوسيلة لتذكير المؤمنين بالمسيح وتعليمهم عن محبته.
وأضاف في تصريح خاص: الأقباط يعبدون الله فقط، والصليب يُعتبر علامة تعبيرية تشير إلى هذا الإيمان، يُظهر الصليب الاحترام والإجلال لما يمثله، لكن العبادة تقتصر على الله وحده.
تاريخ احتفالات الأقباط بعيد الصليب
عيد الصليب هو أحد الأعياد المهمة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويُحتفل به في 17 توت من كل عام، وله تاريخ طويل ومعنى عميق يرتبط بحدث تاريخي وثقافي في حياة المسيحيين.
وعيد الصليب يعود إلى القرن الرابع الميلادي، بعد اكتشاف الإمبراطورة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين، لخشبة الصليب التي صُلب عليها المسيح في القدس، وهذا الاكتشاف كان له تأثير كبير على المسيحية، وبدأت الاحتفالات بالصليب تكريماً لهذا الحدث.
ومع مرور الوقت، انتشر الاحتفال بعيد الصليب في مختلف الكنائس، وأصبح رمزاً للتضحية والفداء. في مصر، تبنت الكنيسة القبطية هذا العيد كجزء من تقاليدها الروحية، ويتضمن عيد الصليب طقوسًا خاصة، مثل إقامة الصلوات والقداسات، وعرض الصليب في الكنائس. يتم تلاوة ترانيم خاصة تكرم الصليب وتبرز معانيه الروحية.
ويحتفل الأقباط بعيد الصليب بفرح، حيث يجتمع المؤمنون في الكنائس، ويشاركون في الصلاة والتراتيل، كما يتناول البعض المأكولات التقليدية كجزء من الاحتفال، مما يدل على أن عيد الصليب يعكس الروحانية العميقة للمسيحيين الأقباط ويُعتبر فرصة لتجديد الإيمان وتعميق العلاقة مع الله.