حينما يتساوى الليل والنهار معًا.. ما هو الاعتدال الخريفي؟
تشهد مصر نهارًا يتساوى مع ليله غدًا، ليتقاسمان ساعات اليوم، بعد أن كان النهار طاغيًا في عدد ساعاته خلال فصل الصيف، وهو ما يحدث عكسه في فصل الشتاء، حينما يُسيطر الليل على الجزء الأكبر من اليوم.
موعدان في العام يشهدان تساويًا بين النهار والليل، قبل أن يلتقط كلًا منهما الدفة ليحصل على النصيب الأطول من اليوم.. لكن كيف تحدث هذه الظاهرة ومتى؟.. هو ما أوضحه الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.
يقول الدكتور تادرس في تقرير نشره عبر صفحة "الثقافة الفلكية": دعنا نتفق أولًا على أن 21 سبتمبر هو ذروة فصل الخريف فلكيًا، أي منتصفه وليس بدايته كما هو متداول عالميا، فقد أعتاد العالم أن يجعل بداية فصول السنة هو موعد ذروتها لأسباب قد تتعلق بالشعور الفعلي بتغير الطقس، أو لكون هذه المواعيد هي نقاط تمركز في الشريط الزمني لفصول السنة بالنسبة لوضع الأرض في مدارها حول الشمس، علمًا بأنه قد ينقص أو يزيد موعد ذروة الفصول يومًا أو اثنين، لكن تسهيلًا دعنا نجعله يوم 21 لكل فصل والذي مدته ثلاثة أشهر.
موعد بداية الشتاء
وتابع عالم الفلك: لذلك يكون هناك شهرًا ونصف قبل هذا الموعد وهو نهاية فصل الصيف وبداية فصل الخريف (حوالي 5 أغسطس)، وهناك شهرًا ونصف بعد ذلك الموعد وهو نهاية فصل الخريف وبداية فصل الشتاء (حوالي 5 نوفمبر) لذلك يبدأ العمل بالتوقيت الشتوي قرب هذا الموعد تقريبًا في كثير من دول العالم مع اختلاف تحديد يوم بدايته ليتوافق مع العطلة الأسبوعية، فجعله الغرب يوم الأحد، وجعله العرب يوم الجمعة، ومدة العمل بهذا التوقيت 6 أشهر.
وأشار العالم الفلكي إلى أن الشمس تُشرق في هذا اليوم من نقطة الشرق تماما وتغرب في نقطة الغرب تمامًا، وعليه يمكن تحديد الإتجاهات الأصلية للمكان ، وتتعامد أشعة الشمس على خط الاستواء، وبمعنى آخر يمر امتداد خط الاستواء بمنتصف قرص الشمس تمامًا الساعة ١٢ ظهرا في هذا اليوم، ويتكرر هذا أيضا في الاعتدال الربيعي في 21 مارس، كما تتساوي كمية الإشعاع الشمسي على نصفي الكرة الأرضية والذي ينتج عنه تساوي عدد ساعات الليل والنهار على نصف الكرة الشمالي والجنوبي حيث يبلغ كل منها ١٢ ساعة تقريبًا، وتتحرك الشمس ظاهريا من الشمال إلى الجنوب فيكون خريفا في شمال الكرة الأرضية بينما يكون ربيعًا في جنوب الكرة الأرضية.