من روائع الادب العالمى
"قناديل ملك الجليل".. رواية لإبراهيم نصر الله عن الفارس العربى المنتظر
قناديل ملك الجليل
هى واحدة من الروايات العربية المهمة للكاتب الفلسطينى إبراهيم نصر الله، رواية ملحمية تحكى سيرة ظاهر عمر الزيدانى الذى ولد عام 1695 بفلسطين، وكان “الزيدانى” فارسا له عقل راجح تمرد على الحكم العثمانى وعلى جباية الضراىب فاستطاع أن يحكم عكا وصيدا وطبرية ويغزو الشام بمساعدة على بك الكبير والى مصر ليحكم فلسطين كلها، وفى عام 1775 استطاعت الدولة العثمانية استعادة نفوذها فقتل “الظاهر” على يد الدنكزلى.
تفاصيل القصة.
يحكى الكاتب ابراهيم نصر الله سيرة ظاهر عمر الزيدانى بطريقة مغايرة، ينتقل من زمن إلى آخر بطريقة سلسلة ومباغتة، كما يتضح مدى حب الكاتب لشخصية البطل ما يجعلك تتعاطف معه منذ ولادته حين ماتت والدته وقت ولادته، فلم يلقم ثديها فذهبت به عمته نجمة إلى المراضع لكنه لم يقبل بهن وهنا تظهر الفرس التى سماها الراوى حليمة لبربط الكاتب بين الفرس التى أزاحت وليدها وصهلت كى ياتوها بالوليد لترضعه فتكون أمه، وبين حليمة السعدية التى أرضعت النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه دلالة لا تخطئها العين، وكأن الكاتب أراد أن يقول إن ظاهر الزيدانى يشبه النبى، فكلاهما ولد يتيما، أما المصطفى صلى الله عليه وسلم ولد يتيم الأب، وعمر ولد يتيم الأم، كما يمكننا القول بأن الكاتب أراد أن يقول إن النبى أخرج الناس من الظلمات إلى النور، وظاهر عمر أخرج قومه من جباية العثمانين إلى نعيم الحرية.
حين نتبع الرواية تجد ظاهر عمر الزيدانى كان متمردا على واقعه، لذا هرب من بيته وهو أبن السادسة عشر موليا قبلته نحو قرية البعنة التى حاصرها والى صيدا لانها لم تدفع الضرائب المقررة بسبب جدب الأرض فقاتل معهم قتال الأبطال، وكان حين يرسل سهمه يسب والى صيدا شخصيا ولم استسلمت صيدا طلب واليها رأس ظاهر لكنه تمكن من الهرب، وهنا يدخل والده فى حيرة شديدة وهو المتسلم للضرائب فى قريته كيف سيجابه والى صيدا، لكن حدث مالم يتوقعه الرجل حيث تم عزل الوالى
لينجو ظافر من الموت للمرة الثانية.
يموت الأب ليختار أبناءه الثلاثة أخوهم الأصغر ظافر ليكون متسلم الضرائب بدلا من والدة كى لا يتحملوا المسؤلية فيرفض ظاهر فيقومون باشعال أربعة قناديل واقروا أن من تنطفئ شعلة قنديله فى الأول سيكون المتسلم كما كانت لعبة القناديل تقول إن من تنطفئ شعلة قنديله سيموت قبل الخامسة والعشرين.
ثم ياخذنا الكاتب فى رحلة طويلة مع ظاهر العمر الثائر على الجباية والثائر على الدولة العثمانية الراغب فى التحرر بكل معانية، لقد كان ظاهر العمر موقنا بأن فلسطين لابد وأن يحكمها فلسطينى.
نهاية القصة
استطاع ظاهر عمر أن يحقق حلمه ويحكم فلسطين حتى وإن قتل فى النهاية لكنه استطاع أن يقول لا.
ا
لهدف من القصة
ربما أراد الكاتب الفلسطينى إبراهيم نصر الله أن يقول من خلال روايته “قناديل ملك الجليل” إن فلسطين تحتاج إلى فارس ليخلصها من يد الصهاينة، لذا حكى عم ظاهر عمر الزيدانى الذى لم يرض بحكم العثمانيين لبلادة رغم أنهم ينتمون لنفس الدين وكانوا أرحم الف ألف مرة من المحتل الصهيونى الغاشم.