مجازر إسرائيل لا تنتهى.. أنهار دماء فى حرب غزة
لم تتوقف مجازر إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة ولو ليوم واحد منذ السابع من أكتوبر 2023، ورغم تحول اهتمام وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة إلى التطورات الإقليمية والاجتياح الإسرائيلي الواسع لشمال الضفة الغربية، فإن المجازر في غزة مستمرة في صمت.
تصدر وزارة الصحة في غزة تقريرًا يوميًا عن عدد الضحايا، وفي الأيام الثلاثة الأولى من هذا الشهر وحده، ارتكبت إسرائيل تسع مجازر في مختلف أنحاء غزة، أسفرت عن مقتل 128 شخصا، ولا يشمل هذا العدد سوى الجثث التي وصلت إلى مستشفيات غزة المحاصرة.
أيادٍ ملطخة بالدماء
وفي الأول من الشهر الجاري قصفت إسرائيل مدرسة صفد في حي الزيتون شرق مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل أربعة عشر شخصًا نتيجة انهيار المبنى فوق ساكنيه.
ووصلت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني إلى مكان الحادث وأفادت بأنها شاهدت أيادي ملطخة بالدماء والرماد تخرج من تحت الأنقاض، وبعضها يتحرك وكأنه يطلب المساعدة، وقامت فرق الدفاع المدني بكسر أجزاء من السقف المنهار بالمطارق لانتشال الجثث والناجين، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت الوزارة إن مئات الأشخاص ما زالوا عالقين تحت الأنقاض منذ الأيام القليلة الماضية وحدها.
وتنجم المجازر عادة عن غارات جوية على مراكز النازحين، وفي أغلب الأحيان تكون المدارس هي التي تحولت إلى ملاجئ.
أطفال غزة
ويواجه الأطفال في غزة قصفًا متواصلًا، يتسبب في قتلهم بالقنابل والرصاص بمعدلات غير مسبوقة، بجانب قتلهم جوعًا ومرضًا، حيثُ فقدوا منازلهم وأحباءهم والأمان الذي يحق لهم أن يتمتعوا به.
وتكافح الأسر الفلسطينية من أجل إيجاد ما يكفي من الغذاء والماء، حيث يموت الأطفال بالفعل بسبب سوء التغذية والمرض، ولم يكن الوضع أكثر يأسًا من أي وقت مضى، حيث يواجه 96٪ من السكان نقصًا حادًا في الغذاء، نتيجة للعنف المستمر والنزوح والقيود المفروضة على المساعدات.
وعلاوة على ذلك، هناك أكثر من 20 ألف طفل في عداد المفقودين حاليًا في خضم فوضى الحرب.
آبار من الدماء
وأصبحت غزة آبارًا من الدماء نتيجة الحروب التي تشنّها إسرائيل يومًا تلو الآخر على المدنيين من الأطفال والنساء والكبار، إذ يستمر الاحتلال الإسرائيلي بالقصف القاتل على المخيمات والمستشفيات والمباني التي يحتمي بها الأسر الفلسطينية هروبًا من الحرب المُشتعلة التي تأخذ الأرواح البرئية كل يوم.
وتتخذ إسرائيل الإبادة الجماعية منهجًا لها، حيثُ تواصل قتل المدنيين في غزة، بزعم أنَّها تقضي على المقاومة الفلسطينية "حماس" وفي محاولة منها للسيطرة الكاملة على الأراضي الفلسطينية.
المجاعة باتت وشيكة
وتعاني غزة من نقص حاد في المياه والوقود والإمدادات، إذ حذر برنامج الغذاء العالمي من أن المجاعة باتت وشيكة الآن في غزة، ولم يتبق سوى أحد عشر مستشفى فقط من أصل خمسة وثلاثين مستشفى في القطاع يعمل جزئيا بسبب الهجمات على البنية التحتية الطبية ونقص الإمدادات الأساسية.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار الأمراض، بالإضافة إلى تزايد الخسائر بين المدنيين.