رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تسلسل زمنى لأحداث "حرب غزة" الكبرى منذ الطوفان وحتى "تفجيرات البيجر"

صورة من غزة
صورة من غزة

أصبح مستقبل منطقة الشرق الأوسط على المحك مع استمرار التصعيد الإسرائيلي ومواصلته الحرب في غزة ولبنان وإيران، في وقت تبذل فيه الدولة المصرية جهودًا استثنائية لإنقاذ الأوضاع في القطاع الفلسطيني والمنطقة بأكملها.

حيث تبذل الدولة المصرية جهودًا غير مسبوقة في الفترة الأخيرة للتوصل إلى هدنة إنسانية في غزة، ولوقف المجازر الإسرائيلية في المنطقة، ومحاولة إيجاد متنفس يوفر المناخ لتحركات أكثر شمولًا، بدءًا بالتهدئة والاتفاق على اتفاق السلام، بجانب تقديم المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة المُحاصر من السابع من أكتوبر 2023.

فيما يلي يستعرض"الدستور" تسلسلًا زمنيًا لأحداث حرب غزة الكبرى منذ الطوفان وحتى تفجيرات البيجر.

 

في أوائل أكتوبر 2023، أطلقت المقاومة الفلسطينية "حماس" صواريخ على إسرائيل واقتحمت المدن والبلدات الإسرائيلية الجنوبية عبر حدود قطاع غزة في هجوم مفاجئ، أسفر عن مقتل  أكثر من 1300 إسرائيلي وإصابة 3300 آخرين واحتجاز  مئات  الرهائن.

بعد يوم واحد من هجوم 7 أكتوبر، أعلنت الحكومة الإسرائيلية رسميًا  الحرب على الفلسطينيين بزعم تدمير حركة حماس، تلا ذلك  توجيه من وزير الدفاع لقوات الدفاع الإسرائيلية بتنفيذ "حصار كامل" على غزة.

في ذلك الوقت، أمرت إسرائيل أكثر من مليون مدني فلسطيني في شمال غزة بإخلاء منازلهم قبل غزو بري بدأ في السابع والعشرين من أكتوبر.

وقد بدأ الغزو البري في الشمال بالتزامن مع استمرار الهجوم الجوي الإسرائيلي على المناطق الفلسطينية، وانتهت المرحلة الأولى من الغزو البري  في الرابع والعشرين من نوفمبر بتبادل الأسرى، وهو ما سمح أيضًا بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، بعد ضغط مصري أردني.

بعد سبعة أيام من التوقف، استؤنفت الحرب، وخاصة في خان يونس، أكبر مدينة في جنوب غزة والتي تزعم إسرائيل أنها معقل لحماس.

مستشفى الشفاء والمقابر الجماعية

في منتصف مارس 2024، نفذت إسرائيل غارة استمرت أسبوعين على مستشفى الشفاء، وهو أكبر مركز طبي في غزة، وزعمت إسرائيل أن حماس اتخذت المستشفى درعًا لمحاربة الاحتلال، حيثُ نفت المقاومة الفلسطينية ذلك، وأكدت كذب إسرائيل.

وفي أبريل، تم اكتشاف مقبرتين جماعيتين في مستشفى الشفاء ومستشفى ناصر في خان يونس، وهو هدف آخر لعملية إسرائيلية، وعُثر على أكثر من 300 جثة بين الموقعين، حيثُ قتلتهم الجنود الإسرائيلية، ووثّقت كاميرات بعض المحتجزين تعذيب الاحتلال للمرضى.

في أبريل أيضًا، شنت إسرائيل غارة جوية على مبنى قنصلي إيراني في دمشق، سوريا، ما أسفر عن مقتل العديد من كبار الضباط العسكريين الإيرانيين. 

300 طائرة بدون طيار وصواريخ على إسرائيل

وردًا على ذلك، انخرطت إيران بشكل مباشر في الحرب بإطلاق أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصواريخ على إسرائيل في 13 أبريل، ورغم أن إسرائيل تمكنت من صد الهجوم ولم تتكبد سوى أضرار طفيفة في قاعدة جوية، إلا أن التصعيد كان بمثابة أول هجوم مباشر لإيران على الإطلاق على إسرائيل. 

وبينما كانت إسرائيل تدرس شن ضربة مضادة واسعة النطاق على أهداف عسكرية متعددة في إيران،  نصحت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون بعدم القيام بأفعال يخشون أن تؤدي إلى توسيع الحرب.

وفي نهاية المطاف، شنت إسرائيل ضربة جوية أكثر محدودية على قواعد عسكرية في أصفهان وتبريز في 19 أبريل.

وقلل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في وقت لاحق من أهمية الرد، مشيرًا إلى أن إيران تهدف إلى تجنب المزيد من التصعيد.

اغتيال هنية 

وفي نهاية يوليو، تصاعدت التوترات بين إسرائيل وإيران عندما أسفرت غارة جوية لحزب الله عن مقتل أحد عشر شخصًا في قرية درزية في مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل. 

وردت إسرائيل باغتيال أحد كبار قادة حزب الله في بيروت، لبنان، والتي أعلنت مسئوليتها عنها، وبعد ساعات، قُتل الزعيم السياسي الأعلى لحماس، إسماعيل هنية، في طهران أثناء حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني. 

لم تعلن إسرائيل مسئوليتها عن مقتل هنية؛ ومع ذلك، صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل "ستفرض ثمنًا باهظًا للغاية على أي عدوان". 

وبصفته زعيم حماس في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، أدى مقتل هنية إلى إضعاف احتمالات التهدئة الإقليمية. 

وتعهدت إيران بالرد لكنها أرجأت ردها، وبعد شهر، شنت إسرائيل موجة من الضربات الاستباقية ضد هجوم صاروخي وطائرات بدون طيار كبير من قبل حزب الله، وبعد تبادل إطلاق النار الكثيف، أشار الطرفان إلى أنهما يسعيان إلى الحد من التوترات.   

انعدام الحياة في غزة

وتعاني غزة من نقص حاد في المياه والوقود والإمدادات بعد رفض الاحتلال أحدث مقترحات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر، في حين  حدت إسرائيل من  كمية المساعدات التي يمكن إدخالها.

وعلقت العديد من الوكالات الإنسانية عملياتها بعد أن قتلت إسرائيل سبعة من موظفي مطبخ المركز العالمي في غارة جوية. 

وحذر برنامج الغذاء العالمي من أن المجاعة باتت وشيكة الآن في غزة، ولم يتبق سوى أحد عشر مستشفى فقط من أصل خمسة وثلاثين مستشفى في القطاع يعمل جزئيًا بسبب الهجمات على البنية التحتية الطبية ونقص الإمدادات الأساسية. 

وحذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار الأمراض بالإضافة إلى تزايد الخسائر بين المدنيين.

حرب جديدة 

وقبل أيام اتسعت رقعة الحرب، حيثُ أطلقت إسرائيل عقال حرب جديدة في لبنان استمرارًا لموجات التصعيد مع "حزب الله" وإيران، إلا أن سقف المواجهة بين الجانبين ارتفع بفعل الاختراق الإسرائيلي الأخير الذي استهدف أجهزة الاتصالات اللاسلكية لعناصر "حزب الله"، بعدما باغتت الاحتلال لبنان بتفجير أجهزة "البيجر" خلال موجتي الهجمات يومي الثلاثاء والأربعاء، ما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف، في أكبر هجومٍ شهده لبنان منذ حادث انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020.