بين "طيور الظلام" و"الإرهابي".. وحيد حامد أشهر من عرّى دولة المتطرفين
وحيد حامد أحد أهم كتاب السيناريو في تاريخ السينما والتلفزيون، لأعماله المختلفة والأفكار المطروحة من خلال هذه الأعمال الفنية خاصةً في المجال السياسي.
“حامد” كان من أبرز كُتاب جيله الذين تناولوا قضايا التطرف وتمكن من تعرية افكار المتطرفين والارهابيين من خلال السينما والتلفزيون، فكانت رؤيته نقدية معتمد فيه على فهمه ومعايشته للناس في المجتمع وطريقة تفكيرهم.
وظل السيناريست الراحل وحيد حامد، متبنيًا لفكرة تعريّة نظام الإخوان الإرهابي من خلال أعماله، والطريقة التي كان يعبر بها عن آراءه هي الافلام والمسلسلات تجاه هذا العالم.
طيور الظلام» و«الإرهاربي».. وحيد حامد «كاتب عرّى دولة المتطرفين»
من أشهر أعمال، الراحل وحيد حامد، فيلم "الإرهابي" الذي طرح عام 1994، بطولة الزعيم عادل امام، قدم فيه وحيد حامد، شخصية المتطرف التقليدية والمعتادة، ولكنه خاص في معتقداته وتعقيداته النفسية، فالفيلم حكي عن قصة شاب متطرف، وجد نفسه في تحدي مع المجتمع من حوله المتشدد والذي يتمثل في الجماعة المتطرفة الإرهابية التي انتمي إليها، وبين الواقع الذي يعيش فيه الناس، كما أنه سرد الأسباب والدوافع التي جعلت هذا الشاب يلجأ إلى هذه الجماعة المتطرفة وتستغل ضعفه ليصبح فردًا منهم.
براعة حامد في فيلم "طيور الظلام"
لم تظهر براعة الراحل وحيد حامد، في فيلم "الإرهابي" فقط، بل تطورت رؤيته وفكرته تجاه الطرف وظهرت جليا في فيلم "طيور الظلام" الذي طرح في دور العرض السينمائي عام 1995.
لم يكن فيلم "طيور الظلام" مجرد عمل فني، بل كان يشرح التعقيدات والتداخل بين الدين والسياسة، من خلال شخصية رياض الخولي، رجل الدين، الذي استخدم وجه الدين لخدمة اهواءه الشخصية.
بعد سنوات طويلة عدة، عاد الكاتب والسيناريست وحيد حامد، للكتابة عن الإرهاب والتطرف من جديد على طريقته الخاصة من خلال مسلسل "الجماعة" عام 2010، حيث قدم هذه المرة صورة تاريخية مفصلة لجماعة الإخوان الإرهابية، متناولًا نشأتها وتطورها وتأثيرها على المجتمع، وتجاوز الراحل وحيد حامد الخطاب التبسيطي في هذا العمل الفني، وقدم رؤية متكاملة تجمع بين الدراما والسياسة والتطرف والتشدد.