رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما هو العهد عند الصوفية وما حكم اتباع "شيخ صوفى" وهل يقربه إلى الله؟

الصوفية
الصوفية

قالت دار الإفتاء المصرية، إنه شاعت بين  الصوفية مصطلحات تدل على عمق العلاقة بين الشيخ والمريد، فسموا بداية الرباط بـ«العهد أو البيعة»، وهي تعني العلاقة الرابطة بين المريد السالك والشيخ الكامل، وتعني -بحسب الحقيقة والباطن- ربط المريد بالمراد سبحانه.

وأوضحت الإفتاء أن العهد في العرف الصوفي، هو ارتباط بين الشيخ والمريد، وتحكيم من المريد للشيخ في نفسه لمصالح دينه ودنياه، يرشده ويهديه ويبصره بآفات النفوس وفساد الأعمال ومداخل العدو.

 

وأضافت أنه التزام قربة دينية كالتزام الأنصار أنهم يحمون النبي صلى الله عليه وسلم مما يحمون منه نساءهم وأولادهم، ولا بد فيه من لفظ دال على المعاهدة.

 

وأشارت إلى أن حفظ العهد هو الوقوف عند ما حدده الله تعالى لعباده: فلا يفقد حيث أمر ولا يوجد حيث نهى، وحفظ عهد الربوبية والعبودية هو أن لا ينسب كمالًا إلا إلى الرب ولا نقصانًا إلا إلى العبد.

 

ولفتت دار الإفتاء المصرية إلى أن البيعة، هي مدخل الصحبة المباركة بين الشيخ المرشد ومريد الوصول إلى معرفة الحق تبارك وتعالى، وبها يسري تأثير الشيخ في مريده بالحال والمقال، ويتحقق الرباط الوثيق الذي يستهدف تزكية النفس الإنسانية وصلاح القلب والروح.

 

هل الشيخ يقرب المريد إلى الله؟

وأكدت الإفتاء أنه لا يستقيم السير مع كل هذا إلا بدليل، وهو الأستاذ الكامل المربي الفاضل، وقد اشتهرت عباراتهم «من لا شيخ له فالشيطان شيخه». فمن أراد السلوك إلى الله على يد بعض الواصلين وقد يسر الله له من هو كذلك، فعليه أن يلزم نفسه طاعته والدخول تحت أوامره ونواهيه.

 

وبينت الإفتاء، أن المرشد يتعهد السائر إلى الله بالتوجيه ويرشده إلى الطريق الحق، ويضيء له ما أظلم من جوانب نفسه، حتى يعبد الله تعالى على بصيرة وهدى ويقين. فإن المريد يبايع المرشد، ويعاهده على السير معه في طريق التخلي عن العيوب والتحلي بالصفات الحسنة، والتحقق بركن الإحسان والترقي في مقاماته. وحفظ العهد هو الوقوف عند ما حده الله تعالى لعباده فلا يفقد حيث أمر، ولا يوجد حيث نهي.

 

حكم اتباع شيخ صوفي         

 وأكدت دار الإفتاء المصرية، أنه ليس في العهد الصوفي بهذا الاعتبار من مخالفة شرعية، ولا يعد تعارضًا مع أصول الشريعة، ونصوص الكتاب والسنة تشهد له، وفقنا الله لطاعته في السر والعلن، والله تعالى أعلم.