رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غزة أمس ولبنان اليوم

 

لبنان.. جميلة الجميلات وباريس الشرق سابقا فقدت هويتها العربية.. أصبحت شبه دولة بلا رئيس ولا وزارة ولا برلمان ويحكمها شيعة حزب الله ويقررون مصيرها ويسيطرون على جنوبها وجيشها وهم يدينون بالولاء التام لإيران ويتلقون الأوامر العليا يوميًا من ملالى إيران «تحريفا للفظ مولى فى اللغة العربية»، وظهر ذلك جليًا بالأمس أثناء تشييع جثمان أحد رجالات حزب الله.. كان كل الدعاء للخومينى.. والنداء هو الله- محمد- على - خامئنى.
تحرير جنوب لبنان عام ٢٠٠٦ «بعد انسحاب القوات الإسرائيلية ودمار البنية التحتية التام للبنان ومعظم مبانى وشوارع بيروت» زاد حزب الله غرورا وسيطرة على كل ربوع لبنان وخاصة الجنوب «صيدا وصور والبقاع».
اعتبرت إيران حزب الله مخلبا مثاليا لها للسيطرة على لبنان وحرصت على تسليحه لتهدد به إسرائيل حيث إنها تتجنب مواجهتها عسكريا خوفًا على مفاعلاتها النووية المختبئة فى أواسط الجبال الإيرانية.
كلنا شاهدنا الصمت الإيرانى حيال قتل إسرائيل لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحماس فى قلب طهران دون أى رد فعل يذكر.. وعندما حاولت مناوشة إسرائيل بواسطة مخلبها «حزب الله» بدأ الموساد بتفعيل الحرب السيبرانية فى لبنان.
انتهزت إسرائيل فرصة أن حزب الله ألغى تماما اتصال القادة بأفراد الحزب عن طريق الهواتف الخلوية «الموبايل» أو الهاتف الأرضى.. وحصرها الاتصال على أجهزة اللاسلكى «توكى ووكى» والبيجر.. فقامت باختراق هذين الجهازين وحدثت أمس واليوم انفجارات للأجهزة بالآلاف وإصابات وقتلى بالجملة.. النتيجة فوضى وتخبط وذعر فى قوام وكيان حزب الله وهو ما تريده إسرائيل لاجتياح لبنان فى القريب العاجل.
شن الحرب الشاملة على حزب الله هو الفرصة الأخيرة لوزير الدفاع الإسرائيلى يواف جالانت للبقاء فى منصبه والفرصة الأعظم لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء للهروب من مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة بحجة الانشغال فى حرب لبنان وتأجيل أى حوار عن غزة إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية فى الخامس من نوفمبر القادم على أمل وصول صديقه ترامب إلى سدة الحكم.
ولايزال الكثير من حسنى النية فى انتظار الخطاب التاريخى الذى أعلن حسن نصر الله عن نيته إلقاءه غدا.. فالبعض لايزال يؤمن بأن الكلمات والشعارات أقوى من الرصاص.. ولكما الله غزة ولبنان.